اخبار الساعة - عبد الكريم الحزمي
وأضاف في محاضرة ألقاها في جامعة كامبريدج الأمريكية: "هناك حالة تفسخ في اليمن سببها التمرد في الشمال والحركة الانفصالية في الجنوب، ما سمح للقاعدة بالعمل واكتساب القوة"، في إشارة إلى تنامي العمليات المسلحة لما يسمى بـ "تنظيم القاعدة في جزية العرب" التي يشنها انطلاقًا من داخل الأراضي اليمنية.
وأكد الأمير تركي، أن هذه التطورات تترك أثارها السلبية على المملكة، حيث أن "الإرهاب ينبع من اليمن وينتقل إلى المملكة، كما تتدفق أعداد من اللاجئين إلى السعودية عبر الحدود بسبب التوترات في اليمن"، بحسب ما نقل موقع CNN بالعربية.
وتمددت "القاعدة" بشكل كبير داخل الأرضي اليمنية، في ظل ما يتردد عن ارتباط أعضاء التنظيم بعلاقات مع القبائل التي تتمتع بنفوذ قوي على الأرض وتمتلك أسلحة كبيرة مقابل تراجع سيطرة السلطات على الوضع ميدانيًا.
وقال الأمير تركي إن عناصر "القاعدة" قاموا بإجراء اتفاقيات وعقد صفقات مع عدد من قادة القبائل اليمنية، ما ضمن لهم الحصول على مأوى آمن على غرار أماكن انتشار تنظيم "القاعدة" في المناطق القبلية الباكستانية.
وتابع محذرًا: "إذا تطورت الأوضاع بشكل أكثر سلبية، فهذا سيزيد المخاطر الأمنية بشكل واضح... كل ما يمكنني أن أقوله أيها السيدات والسادة أننا ننشر قواتنا عند الحدود ونقوم بكل ما بوسعنا لصالح وطننا".
النزاع الفلسطيني "الإسرائيلي":
وفي سياق منقصل، اعتبر الأمير تركي أن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هو الموضوع الأكثر أهمية في المنطقة، وأهميته لم تتراجع مع الوقت، مؤكداً الموقف السعودي الداعي لوقف الاستيطان الإسرائيلي والعودة لخيار السلام.
وشرح قائلاً: "رفض إسرائيل وقف بناء المستوطنات وتعنتها بعدم منح الفلسطينيين حق إقامة دولتهم المستقلة هو السبب الأساسي في استمرار النزاع".
وكان الأمير تركي الفيصل ألقى في مطلع نوفمبر الجاري محاضرة أمام مركز كارنيجي للسلام، أكد فيها أن السعودية ترفض الحوار المباشر أو غير المباشر مع "إسرائيل"، طالما أنها لم تنسحب من أراضي عام 1967، مشددًا على وجوب مواجهة أفكار "المحافظين الجدد" التي "عاودت الزحف من قبور الفشل" في الانتخابات النصفية الأمريكية الأخيرة.
وشدد الفيصل على أن البعض اعتقد أن أفكار المحافظين الجدد كانت قد تراجعت وسقطت بسبب الحرب على العراق، ولكنه حذر من أن تلك الأفكار عادت تبرز برأسها من جديد، عبر الطروحات التي تتناول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.