أقدمت فتاة في الـ 17 من عمرها بصنعاء على الانتحار، وذلك بعد أن ضاقت بها الدنيا بما رحبت، نتيجة المعاملة القاسية التي يمارسها ضدها زوج أمها، وقيامه المستمر بالاعتداء عليها بالضرب والتعذيب دون أدني سبب.

هالة .ع.م، في مقتبل عمرها عاشت طفولتها في حياة سعيدة بكنف والديها، وكانت كثيرا ما توصف بالمدللة، وذلك لاهتمام والديها البليغ بها، وبتربيتها حيث سرعان ما كانت تلبي طلباتها واحتياجاتها، لكن تلك السعادة انتهت بمجرد سماع البنت بوفاة والدها وهنا كانت لحظة التحول لدى هالة وبداية المعاناة لها. إذ فوجئت بخبر وفاة والدها الذي أحبته حباً شديدا، وتعلقت به لدرجة لا توصف، لتنتقل الفتاة المسكينة إلى حياة لم تكن تعلم أن نهايتها التوجه نحو خيار الموت، فقد تزوجت والدتها برجل آخر أظهر حبه الشديد للمرأة وابنتها، إلا أن ذلك لم يستمر حين أظهر ذلك الزوج وجهاً آخر تحمل ملامحه الشر والعدوانية  والإجرام تجاه الفتاة البريئة، وابرز أنيابه، حينما كان يضربها ضربا مبرحاً وشديداً، دون هوادة ، وبشكل شبة يومي تأخذ فيه هالة جرعة عدوانية قاسية من زوج أمها التي كانت دائما ما تغض الطرف عن وحشية زوجها تجاه ابنتها.

وعلى جور المعاملة ولحظات الظلم الحالكة’ لم تستطع هالة الصبر من كثر ما يقع بها من الإجرام بحقها كطفلة، حين قررت الاعتزال من الحياة ومغادرتها بغية الخلاص من ضراوة البشر وجبروت أقرب الناس إليها لتتجه صوب أحدى غرف المنزل لحظة غياب والدتها وتتخذ من جرعة كبيرة من الأدوية سبيلا للولوج إلى عالم آخر، لتفيض روحا إلى بارئها في نهاية أكثر إيلاماً وأوسع حزنا شهدته دموع كل ما علم بقصة فتاة بريئة هذه حكايتها.