أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

دماء بائع الخضار «الرخيصة»

- متابعات

بعد يومين من مقتل بائع الخضار في مدينة عدن جنوبي اليمن، ماتت طفلته التي لم تتجاوز الثلاثة أشهر نتيجة تعرضها لسعال حاد، وقال شقيقه «لقد قتل قبل أن يجلب لابنته العلاج».

 

كان سوق المعلا في المدينة مسرحاً لجريمة بشعة: في منتصف مايو الجاري أطلق سائق دورية شرطة (يدعى بسام سعيد) الرصاص على بائع الخضار عبد الرحيم عبد الحميد السامعي (27 عاماً)، قتله ومضى في طريقه دون أن يأبه.

 

لا أحد يتذكر جريمة قتل عبدالرحيم، لم تنظم أي وقفة احتجاجية في مؤتمر الحوار، ولم تتناوله الصحافة بشكل جيد، مات السامعي وانتهت حياته بنقطة ختامية لخبر صغير نشرته وسائل إعلام محلية محدودة.

 

ترك عبدالرحيم السامعي أربعة أطفال قبل أن تتوفى طفلته الرابعة، وزوجة باكية تندب حظها، في قرية سامع بريف مدينة تعز.

 

منذ خمس سنوات عمل عبدالرحيم متنقلاً في أسواق مدينة عدن يبيع الخضار، وفي 14 من الشهر الجاري، قُتل برصاصتي كلاشكنوف أطلقها «بسام» لأن «عربية» السامعي كانت في طريق السيارة التي كان يقودها.

 

واضطره الفقر الذي أرهق أسرته، إلى ترك مقاعد الدراسة في الصف الثاني الثانوي، والبحث عن أي عمل للكسب وإعانة أسرته الفقيرة.

 

وقال محمد وهو شقيق عبدالرحيم السامعي لـ«المصدر أونلاين»: «مات طيباً وكريماً ولم يكن يحمل أي أحقاد على أي شخص».

 

صورة لعبدالرحيم السامعي

وبعد الجريمة قام أبناء من المعلا بقطع الشارع احتجاجاً على مقتل عبدالرحيم، وتركوا عربته وسط الشارع لمدة 3 أيام، لحين القبض على القاتل.

 

ونظم أبناء سامع في عدن سلسلة احتجاجات، بعد شعورهم بمحاولة للتواطؤ مع الجاني، وتباطؤ في إجراءات المحاكمة، «كون القاتل ينتسب لأجهزة الأمن وسيحظى بدعمهم».

 

وقال محمد السامعي «ننتظر التحقيق في النيابة، لأن العمل فيها توقف بسبب الإضراب»، وناشد أبناء سامع الالتفاف حول القضية «كونها تعنيهم والقتيل منهم ودمه من دمهم».

 

وتشهد مدينة عدن حوداث قتل متعددة، ويبدو أن قبضة سلطات الأمن الهشة ساعدت على انتشار الجريمة بشكل غير مسبوق في المدينة.

 

وتثير حوادث القتل المتكررة في المدينة مخاوف السكان، خاصة في ظل انتشار السلاح والاضطرابات الأمنية التي تشهدها المدينة خلال الصدامات المتكررة بين الأمن والمظاهرات.

وغالباً ما تتعرض القضايا المشابهة لجريمة قتل بائع الخضار السامعي، لمحاولة تضليل في مسار التحقيق فيها، خصوصاً إذا لم يكن المجني عليه من ذوي النفوذ والجاه، ما يشكل ضغطاً كبيراً على السلطات للقيام بعمل بشكل جيد.

وتشعر أسرة عبدالرحيم السامعي، بمخاوف من أن تنحرف القضية عن مسارها، بعد تردد عن وقوف نافذين في المدينة مع القاتل.

وأضاف محمد «أسرتنا تعاني من وضع مادي صعب والأسى خيم علينا جراء الجريمة، وأنا أفكر كيف ستكون حالة أمي التي تعاني من القلب والضغط».

وطالب بإجراءات سريعة لتنفيذ حكم القصاص في قاتل شقيقه، ودعا المنظمات الحقوقية إلى العون القضائي والقانوني والمادي، كون القاتل من رجال الأمن وقد يحظى بدعم من نافذين في السلطة.

Total time: 0.0498