أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الفراغ الدستوري.. شرعية للتدخل الاجنبي

- بشير المنصوب

نعم.. الفراغ الدستوري الذي اصبحنا منه قاب قوسين او ادنى يشرع لاحتلال اليمن وكأقل تقدير يشرع للتدخل الخارجي في شؤوننا وبدون إذن مسبق او اتفاق مبرم.. وهذا حق اممي بأنه لايجوز التدخل في الشؤون الداخلية للبلادان الا في حالة واحدة وتكمن في حالة عدم وجود مؤسسات شرعية قائمة اي عند حالة "الفراغ الدستوري" –وهذا لا مبالغ فيه –

ولمن اراد ان يتأكد ان يرجع الى ما حدث لبعض الدول وكذلك الى مواثيق الامم المتحدة ولوائحها واتفاقياتها الاخيرة-  فعندما يصبح البلد بلا مؤسسات دستورية ولا حكومة شرعية ولا برلمان منتخب يكثر الطامعون  وتتكاثر المنازعات وكل يطمع بحصته ونصيبه وقد بان في الافق بأن هناك مخططاً خارجياً وبمشاركة داخلية للاسف يريد ان يصل باليمن الى فراغ دستوري بهدف تحقيق مبتغاهم ومخططاتهم غير آبهين بسيادة الوطن العليا وسلامة اراضيه فإن كانوا يعرفون فتلك مصيبة وان كانوا لا يعرفون فالمصيبة اكبر..

فالجميع يعرف المخططات الغربية وخارطة الطريق الجديدة للشرق الاوسط وكذلك قضية الطرود والنيجيري والاستهداف المباشر لليمن فأي حال وصلنا اليه..  ولماذا وما الداعي له؟! ..

شرعنا للانتخابات وحددنا فتراتها، مددنا واجّلنا، عدّلنا ، وافقنا، اتفقنا، واختلفنا تحاورنا وتنازعنا، لكن ان يزيد الشيء عن حده ينقلب ضده  كما قيل... فأية شرعية لبرلمان انتخبه الشعب لمدة اربع سنوات فقط كممثل له ان يشرع ويمدد ويؤجل لنفسه اربع سنوات اضافية بعيداً عن الشرعية الدستورية التي يمنحها الشعب فقط وليس غيره... اليست القوانين والدستور الذي يراد تعديلها وتغييرها هي تلك التي مارسنا في ظلها انتخابات عدة شهد لها العالم واعترف بنتائجها الجميع – برغم ما شابها- فليس هناك من بلد او نظام الا ويصاحبه بعض التجاوزات والاخطاء – اتكون الانتخابات هي المعضلة في مشاكلنا وخلافاتنا ولا اظن ذلك فعندما يختلف المتحاورون ويشوب الخلاف بين السلطة والمعارضة فالحكم والحل هو الصندوق، والشعب هو من سيحدد ويفصل ذلك النزاع..

بعيداً عن المهاترات والضج والضجيج وزرع الاحقاد وبذور الفتن ومحاولة زعزعة الامن والاستقرار وجر الوطن الى مالا يحمد عقباه ونحن في غنى عنه ولن يكون هناك من فائز فالجميع سيدفع الثمن ولن يسلم منه احد ...

فإجراء الانتخابات بمساوئها واخطائها وتجاوزاتها وممارسة الديمقراطية  خير الف مرة من ان نظل بدون انتخابات وبدون ديمقراطية وبدون شرعية دستورية لنجد انفسنا في لاشيء..

اليست هذه الديمقراطية التي اتفق الجميع ورضي بها خيارا لا رجعة عنه  واختارها الشعب مصيراً يحدد به مستقبله ومستقبل اجياله، اليس ذلك من اهداف الوحدة ودستورها وان الشعب يحكم نفسه بنفسه.. ام اننا نظل هكذا بدون انتخابات وبدون شرعية ومن حوار الى حوار لم ينتج الا مزيد من التعقيد والخلاف والتنافر ولم يصل المتحاورون الى نتيجة تذكر اللهم بمزيد من التأجيل والتمديد والترحيل فهذا لايعقل...

الجميع يريد انتخابات.. –الله- ، الجميع يريد التأجيل .. كيف ... هذا يريد تهيئة الاجواء ... وذاك يريد الاعداد والتحضير .. ما هي تلك الاجواء وعن أي تهيئة تتحدثون كل ذلك الوقت ونحن في اعداد وتحضير وتهيئة ولم نتهيأ بعد .. فكان من الافضل ان تتهيأ نفوسكم اولاً قبل كل شيء اما الوطن فلم يحصد سوى ما جنيتموه وما زرعتموه من حواراتكم واعمالكم ومخططاتكم ومصائبكم التي لا تعد ولا تحصى ... لم نعد ندرِ ماذا تريدون وماذا تخططون.. ايصل بكم الحال الى ان ترفعوا شعار عليّ وعلى اعدائي وانا رب ابلي "مصالحي" وللوطن رب يحميه ؟!! ..

ان نعمل ونخطو خيراً من ان لانعمل ولا نخطو ... فالكمال لله وحده ... متى ندرك ان الوطن اكبر من الجميع ويتسع للجميع ووطنهم جميعاً فبكبره نكبر وبتقزيمه نتقزم .. ،وبأيدينا نصنع المستحيل ونحقق الانجاز ونضاهي الامم ويضرب بنا المثل وبها ندمر ونحطم ونقزم ونقضي على كل جميل ونظل في محلك سر وفي تراجع .. فالفضل يعود للجميع والرابح الوحيد هو الوطن ولا احد سواه بغض النظر عمن حقق ومن انجز فالجميع شركاء.. والجميع سلطة ومعارضة بل والشعب اجمع سيدفع الثمن في حال لو قدر الله شراً... فهلا عقلتم .. فالاختلاف لا يفسد للود قضية..

 

albasher787@hotmail.com

Total time: 0.0638