تطورت الأوضاع بعد ظهر اليوم في مظاهرة مفاجئة للحوثيين أمام مقر جهاز الأمن القومي بالعاصمة صنعاء، في مسيرة وصفوها للمطالبة بالإفراج عن معتقليهم وإغلاق مقر الأمن القومي بصنعاء وحله.
وقال مصدر أمني خاص لـ "اخبار الساعة" ان الحوثيين أثناء تظاهرتهم أمام مقر الأمن القومي حاولوا اقتحام مبنى الأمن القومي، لكن قوات الحماية ووحدات مكافحة الشغب تصدت لمحاولة اقتحامهم، وردت عليهم بإطلاق الرصاص نتج عنها سقوط قتلى وجرحى.
وهتف الحوثييون أثناء محاولتهم اقتحام مقر الأمن القومي بالـ "الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل" كما بين ذلك فيديوهات تم نشرها على الانترنت في محاولة لتحفيز اتباعهم بالدخول بالقوة لمقر الأمن القومي، وهو الأمر الذي اعتبره الأخير تطوراً لافتاً في مظاهرتهم السلمية.
كما يأتي هذا التطور بعد طلب المحكمة الاستئنافية بالعاصمة صنعاء استدعاء صالح وشخصيات اخرى للمثول أمامها في قضية مجزرة جمعة الكرامة، وانسحاب اعضاء المؤتمر من جلسة الحوار احتجاجا على ما وصفوه بالإفراج عن متهمي دار الرئاسية، وإفشال ممثلي الحوثي لجلسة مؤتمر الحوار، وإفشال التصويت.
لماذا هاجم الحوثييون مقر الأمن القومي بصنعاء؟
هذا السؤال تم طرحه على العديد من المراقبين، والذين اعتبروه تطورا خطيرا للحوثيين في محاولة منهم لكسر هيبة الدولة ونقل استراتيجيتهم بالتوسع من صعدة إلى العاصمة صنعاء.
حيث اوضح مراقبون ان توسع الحوثيين بصعدة كان على حساب بعض المشائخ القرى والمديريات والذين يعرضون عليهم المال فإن أبوا غدروا بهم فجأة لتخضع بعدها كامل القرى التابعة لهم.
وبحسب شخصيات من رازح منطقة صعدة فإن الحوثييون عند مهاجمتهم للقرى والمديريات بصعدة يبدأون بمشائخها ليرغمونهم على متابعتهم فإن أبوا قتلوهم أو قتلوا أحد أبناءهم، لتهابهم باقي المنطقة، إلا ان بعض القرى صدتهم بقوة ووقفت فترات طويله تحاربهم كما حدث في منطقة باقم محافظة صعدة.
منطقة باقم:
منطقة باقم تقع في محافظة صعدة بالقرب من الحدود السعودية وهي منطقة رفض أهلها دخول الحوثيون إليها، ودعمتهم الدولة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في الحرب الخامسة، ووقفوا بقوة في وجه الحوثييون بحيث لم يتمكنوا من الدخول إليها، وعندما لم يستطع الحوثييون لهم، عقدوا معهم صلحا استمر فترة، قبل ان يغدر الحوثييون أهالي تلك المنطقة ليلاً ليقتلوا منهم العشرات ويشردوا نساءهم واطفالهم، والذين مازالوا إلى الآن مشردين بالقرب من الحدود مع السعودية في العراء وخيام اللاجئين.
علاقة استراتيجية الحوثيين في صعدة ومهاجمة مبنى الأمن القومي:
تأتي العلاقة في استراتيجية توسع الحوثيين في محافظة صعدة، ومهاجمتهم مقر جهاز الأمن القومي مترابطة وقوية وتحمل دلالات واضحة على استخدامهم نفس الاستراتيجية، والتي هذه المرة يستخدمونها لكسر هيبة الدولة، لتهابهم باقي الأجهزة الأمنية والعسكرية، والتي ظلت الحكومة صامته لفترة طويلة على جرائمهم في صعدة، بأعذار عدة ، منها هيكلة الجيش الذي رفضه الحوثييون، والحوار الوطني، والذي من المتوقع أيضا ان يقاطعوه، أو عدم الموافقة على مخرجاته.
حيث هاجم الحوثييون أعتى أجهزة الدولة واقواها "جهاز الأمن القومي"، وهم الذين بيدهم صلاحيات لتحريك مناطق عسكرية، وبيدهم المعلومات، حيث اوضح مراقبون، ان وصول تظاهرتهم إلى جوار الأمن القومي يُعد تواطأً من قبل بعض الأجهزة، حيث لم يسبق ان وصلت أي مظاهرة إليه من قبل.
من جهة اخرى استبعد مراقبون فرض الحوثي سيطرته، على مقرات للحكومة، او مناطق، واستشهدوا بوقوف العديد من قبائل اليمن إلى جانب الدولة وأجهزتها الأمنية ، جنباً إلى جنب في التصدي لأي محاولات تخريبية لزعزعة أمن واستقرار الوطن والمواطنين.
وبين مراقبون ان عامة الشعب يرفضون مبدأ العنف، وجر البلاد إلى الفتن، والتأمر مع دول أجنبية على حساب الوطن والمواطنين، واستشهدوا ايضاً، بعدم مقدرة الحوثيين السيطرة على بعض المناطق في صعدة والجوف بالرغم من امتلاكهم للأسلحة الثقلية منها المدافع والدبابات، وأن صد القبائل وحدها للحوثيين أسقط هيبتهم، وبين حقيقة قوتهم.