أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

أسدٌ عليَّ وفي الحروبِ نعامةٌ....!

- بقلم/ ابراهيم الحزمي

   كنت في احد الإنتفاضات الفلسطينية السابقة وأضنها في عام 2000 م أتابع مقابلة تلفزونية لطاغية العصر الهالك معمر القذافي كان في حديثه ينأى بنفسه عن ما يحدث على ارض فلسطين ويحمل القادة العرب ما يجري في ارض فلسطين بسبب تخاذلهم عن نصرة إخوانهم وأبنائهم هناك ولسان حاله ومقالهِِ يقول : ولو ان قومي انطقتني رماحهم نطقتُ   ولكن الرماح أجرَّتي . يريد كعادته ان يبرر لنفسه عدم نصرة القضية الفلسطينية .

وليس هذا ما أردت الاستشهاد به . ما أردت الاستشهاد به هو عندما أخبره مذيع البرنامج ان العرب لديهم قوة عظيمة فلماذا لا يدافعوا أو  ينصروا إخوانهم في فلسطين فرَدَّ طاغية العصر عليه قائلاً: ان العرب لم ولن يستخدموا قوتهم ضد إسرائيل وانه ينصح حكام العرب ان  يستخدموا مواصير المدافع والدبابات ويحولوها إلى مواصير للصرف الصحي أجلكم الله لأنها لم تستخدم في وجهتها الصحيحة وهي الدفاع عن الأمة حسب تعبيره وصدق وهو كذوب.

ثم بعد ذلك تأملت عندما قام الطيران الإسرائيلي وقصف احد الناشطين الفلسطينين في قلب دمشق فكان رد القيادة السورية أنها تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين .

بعدها قام الموساد الإسرائيلي بتصفية عماد مغنية وهو قائد عمليات حزب ألات والعجيب ان تصفيته كانت فوق الأراضي السورية فكان رد القيادة السورية أنها تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين .

بعدها قام الطيران الإسرائيلي بقصف مركز للأبحاث الذرية في دير الزور على مرأى ومسمع من العالم فكان الرد السوري انه يحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين .

وأخيرا قام الطيران الإسرائيلي بقصف دمشق بأكثر من 60 صاروخاً وان كانت العملية ذات أهداف ومقاصد عدة وبعيدة الأمد إلا ان النظام السوري كعادته أعلن انه يحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين .

وعندما طالبه شعبه بإصلاحات وحرية وعيش بكرامة بعيداً عن الدكتاتورية قام بتحريك الجيوش والألوية والطائرات وعاث في الأرض فساداً وأهلك الحرث والنسل وفعل بشعب سوريا ما لا تفعله الشياطين .

ولسان حاله يقول إن من ينادي بالحرية لا مكان له عندنا إلا بطون السجون ولن تعصمه منا إلا قمم الجبال أو بطون الأودية وكأن القائل قد عناه يوم قال :

أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامةٌ          فدخاء تهرب من صفير الصافرِ .

Total time: 0.0674