أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

الصحفية الهولندية المخطوفة: اخشى على اليمنيين اكثر من نفسي

- عثمان تراث

في احدى المرات السابقة التي جمعتني بها، سألت يوديت، كيف تحمي نفسها في صنعاء، وماذا تفعل لحماية نفسها من الاختطاف تحديداً؟ الذي كثيرا ما يستهدف الأجانب، وخاصة الأوروبيين في اليمن. فقالت أنها موجودة في اليمن، بمحض إراداتها، وتعرف ما يمكن أن تتعرض له من مخاطر، وهي تأخذ حذرها قدر المستطاع، لكنها لا تستطيع أن تفعل شيئا يحميها بشكل كامل. وذكرت أنها تخاف علي اليمنيين أكثر مما تخاف على نفسها، "أنهم يعانون الحروب والأزمات السياسية والاقتصادية .. أنا لدي بلد أعود إليه إذا حدث أي مكروه في اليمن، ولكن هم أين يذهبون؟"

 

تأكد خبر اختطاف الصحفية الهولندية "يوديت اسبيخل Judith Spiegel" وزوجها "بو" في منطقة حدة بالعاصمة اليمنية صنعاء على ايدي مسلحين. وحتى الآن لم يعلن هذا الحدث من قبل أي جهة رسمية في اليمن، لكن صحيفة "اليمن اليوم" التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح كشفته في عددها الصادر صباح يوم السبت، فيما تفيد المعلومات إن عملية الاختطاف وقعت أواخر الأسبوع الماضي.

 

تقيم الصحفية اسبيخل في صنعاء منذ عام 2009، وتكتب تقاريرها وقصصها الصحفية بشكل منتظم للعديد من وسائل الإعلام الهولندية والأوربية بضمنها "هنا امستردام" القسم العربي في اذاعة هولندا العالمية،. وبدأت قبل أشهر في كتابة فقرة إذاعية لإذاعة الشباب اليمنية تبث في اطار البرنامج المشترك بين هنا امستردام واذاعة الشباب. ولأن معظم ما تكتبه يوديت عن اليمن يتم إعادة نشره في الصحف اليمنية، فقد صارت أسماً معروفا ومشهوراً في اليمن، وهي تحظى بعلاقات اجتماعية وصداقات واسعة في صنعاء.

 

أما زوجها بو المعروف بهدوئه الشديد، وصمته، فيعمل مديراً لشركة تأمين في صنعاء. 

 

انتشار الظاهرة
من المعروف أن اختطاف الأجانب، وخاصة الغربيين منهم، هو ممارسة سادت وانتشرت في اليمن منذ العقد الأخير من القرن الماضي، وبلغ عدد عمليات الاختطاف منذ عام 1993 وحتى الآن 160 عملية اختطاف تقريباً استهدفت نحو 400 أجنبيا معظمهم من الدول الغربية، وخاصة من ألمانيا، وايطاليا، وفرنسا، وبريطانيا وهولندا، والولايات المتحدة الأمريكية. ووقعت معظم حالات الاختطاف في مناطق التركيز القبلي التي يرتادها أو يمر بها السياح والعاملون الأجانب، لكن في السنوات الأخيرة الماضية وقعت عمليات اختطاف داخل العاصمة صنعاء، وتم اقتياد الرهائن الى المناطق القبلية.

 

وكانت أخر حالة اختطاف تعرض لها هولنديين قد وقعت في ابريل 2009، واستهدفت الخبير الهولندي الذي كان يعمل في اليمن جان هندركس وزوجته هلينا.

 

وفي معظم حالات الاختطاف طالب المنفذون الحكومة اليمنية بتحقيق مطالب تتعلق بمناطقهم وتوفير بعض الامتيازات لأبناء قبيلتهم، مثل المطالبة بتنفيذ مشروعات خدمية وتنموية في مناطق القبيلة، وتوظيف عدد من أبناء القبيلة في القطاعين المدني والعسكري، أو إطلاق سراح مساجين من قبائلهم وأقربائهم في سجون الدولة.

 

بين القبائل والإسلاميين
وفي تسعينيات القرن الماضي تورط المتطرفون الإسلاميون مرة واحدة في عملية اختطاف لأجانب وقعت في ديسمبر- كانون الأول 1998، لكن في العامين الأخيرين بدأ تنظيم القاعدة و "جماعة أنصار الشريعة" المقربة منه، في مشاركة رجال القبائل عمليات اختطاف الأجانب بهدف المساومة بهم للحصول على فديات مالية.

 

وانتهت كل عمليات الاختطاف السابقة التي نقذها رجال القبائل نهاية سلمية، إذ كان يتم إطلاق سراح المختطفين في كل مرة بعد مفاوضات تجريها السلطات مع الخاطفين عبر وسطاء من مشائخ القبائل والوجهاء الاجتماعيين، وفي فبراير- شباط الماضي نجحت وساطة قامت بها الحكومة القطرية في تحرير سويسرية كانت مختطفة لدى تنظيم القاعدة في اليمن لمدة عام كامل، ثم تكرر الأمر في مايو- أيار الماضي، عندما قادت السلطات العمانية وساطة مشابهة أدت لتحرير زوجين فلنديين وشخص نمساوي كانوا مختطفين لمدة أربعة أشهر في اليمن.

المصدر : إذاعة هولندا

Total time: 0.067