أكد كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي د. أمر الله أشلار ان اسرائيل تريد مزيدا من التوتر مع تركيا. وأضاف أشلار في حديث صحفي ضمن سلسلة الحوارات الاسبوعية التي يجريها موقع صحيفة العرب اليوم الاردنية , وفتح الحوار الذي شارك فيه عشرات من المثقفين والاعلاميين من الدول العربية والاسلامية وعرب المهجر, الكثير من الملفات الساخنة, ابتداء من العلاقات العربية - التركية, مرورا باشكالية العلاقة مع اسرائيل, وصولا الى أبعاد واهداف التحالفات الاقليمية المتوقعة. وكما هو متوقع, فإن محور العلاقات العربية - التركية, أخذ حيزا مهما من الحوار بين أشلار والضيوف المشاركين في طرح الاسئلة . وتاليا نص الحوار :
عبد الشافي صيام/سفير فلسطيني سابق
* في حال فقدان خيار السلام مع اسرائيل ووجد العرب انه لا خيار الا الحرب, هل تركيا تقف بجانب الحرب أم تبقى محايدة?
- بداية نرفض التلفظ بكلمة حرب. حيث إن سياسة تركيا الخارجية تهدف الى تحقيق السلم والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي المناطق كلها. وفي هذا السبيل تبذل تركيا قصارى جهدها لإيجاد حلول للمشاكل بطرق سلمية. إن ما تسعى تركيا إلى تحقيقه هو وضع حد لنزيف الدم المستمر في منطقتنا وبأسرع وقت ممكن, وإزالة الخلافات السياسية والإثنية والطائفية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط. ألم يئن الأوان لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في هذه المنطقة من العالم? ألا يستحق الناس الذين يعيشون في مناطق الخلافات والنزاعات والحروب الأمن والاستقرار والسلام? لذا لا فائدة من دق طبول الحرب.
فادي حداد/ لبنان
* برأيك هل تدخلت تركيا في دعم المالكي في تشكيل الحكومة?
- تقف تركيا على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية ومن جميع مكونات الشعب العراقي. فلا تقوم سياسة تركيا على التدخل في شؤون الدول الأخرى وخاصة جيرانها. أكدت تركيا على لسان مسؤوليها أكثر من مرة بانها تريد الحفاظ على وحدة العراق ووحدة أراضيه. ولا شك أن العراق تمر من مرحلة صعبة والوضع السياسي الراهن هش, لذا لا بد من تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الكتل الأربع الكبيرة للحفاظ على وحدة العراق. وفي حالة طلب إخواننا العراقيين دعم تركيا للتغلب على مشكلة تشكيل الحكومة العراقية المقبلة فنحن مستعدون لتقديم ما بوسعنا من الدعم اللازم.
نيللي المصري - صحافية
* لماذا برأيك يخشى الاتحاد الاوروبي انضمام تركيا للاتحاد?
- لا أدري أي الاصطلاح أصح خشية أم تحفظا? أنا شخصيا أفضل استعمال كلمة التحفظ بدل الخشية. هناك بعض الدول الأوروبية وبالذات ألمانيا وفرنسا لديهما بعض التحفظات إزاء تركيا. لذا نسمع باستمرار تصريحات معادية من مسؤولي هاتين الدولتين وهم لا يرغبون في أن تكون تركيا عضوا كاملا في الاتحاد الأوروبي ويقترحون على تركيا شراكة مميزة وهذا ما ترفضه تركيا بشدة ونصِف هذا الأسلوب بالاسلوب غير الوفي لأن كلا البلدين وافقا على بدء المفاوضات المباشرة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي في سنة .2005 ونطالب هذين البلدين بالوفاء بالعهد. أما أسباب هذه التحفظات فقد يكون بعضها متعلاق بعدد سكان تركيا, وبعضها متعلقا باقتصادها الكبير, وبعضها متعلقا بالديانة والثقافة والعادات والتقاليد. أنا أرى أنه في حالة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي فإنها قادرة على الملاءمة الكاملة مع الاتحاد الأوروبي سياسيا واقتصاديا وحضاريا, وفي حينه تكون تركيا قد أكملت مسيرتها السياسية والاقتصادية في طريق الانضمام, لذا لا أرى أي صعوبة في الملاءمة وفي التأقلم مع العالم الغربي. وكما هو معلوم فإن تركيا قامت منذ عقود بعدد كبير من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والديمقراطية في سبيل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
سري القدوة - رئيس تحرير الصباح الفلسطينية
* هل تتوقعون المزيد من توتر العلاقات الدبلوماسية بين تل ابيب وانقرة اذا ما بقيت تل ابيب مصرة على رفض المطالب التركية على صعيد القضية الفلسطينية?
- إعادة العلاقات إلى طبيعتها الحالية بين البلدين تعتمد على المواقف التي ستتبناها الحكومة الإسرائيلية في سبيل القضاء على التوتر القائم بين البلدين. حتى الآن لم تخط الحكومة الإسرائيلية أي خطوة إيجابية لإزالة الخلافات بينها وبين تركيا بل بالعكس تبدو وكأنها تريد مزيدا من التوتر.
وفي هذا الإطار انتقدت الحكومة الأمريكية إسرائيل فيما يتعلق بسياساتها إزاء غزة والمستوطنات والهدم المستمر في القدس الشرقية. رغم كل هذه الجوانب السلبية في السياسات الإسرائيلية أتوقع يوما ما غلبة العقل السليم على الجنون في الجانب الإسرائيلي ومن ثم تقدم اعتذارا رسميا لتركيا وتدفع التعويضات المطلوبة للمتضررين ولذوي الشهداء. بعد ذلك تبدأ مرحلة تطبيع العلاقات بين البلدين.
غادة العلي/طبيبة اردنية مقيمة في ايطاليا
* هل تتوقعون قيام حلف تركي - ايراني - عراقي - سوري - لبناني
- في الحقيقة منطقتنا تحتاج إلى تطوير رؤية مشتركة واستراتيجية مشتركة فيما يتعلق بمستقبل المنطقة وأمنها ورفاهيتها, ولا بد أن يشارك الجميع في تطوير هذه الرؤية المشتركة. في الآونة الأخيرة بدأت بعض التطورات الإيجابية في هذا الإطار. على سبيل المثال بدأت مؤخرا شراكة استراتيجية بين أربع دول في المنطقة, أي بين كل من تركيا وسورية ولبنان والأردن. إنني اعتبر هذا التطور بداية خيرة, وأتمنى أن تتوسع هذه الدائرة لتشمل دولا أخرى في المنطقة بما فيها العراق وإيران. بغض النظر عن التسمية حلف أو شراكة استراتيجية فإن المنطقة في أمس الحاجة إلى وضع رؤية مشتركة واستراتيجية مشتركة, إذ إن المنطقة عانت الكثير بسبب الخلافات والنزاعات بين الدول الواقعة فيها, فالتغلب عليها لا يمكن إلا بمثل هذه المبادرات الخيرة. أرى لمثل هذه المبادرات نجاحا كبيرا في حال توافر حسن النية والإخلاص والمصداقية لدى الجميع.
شاكر الخالدي/الاردن
* سجلت السياسة التركية الخارجية نجاحا كبيرا في الفترة الاخيرة. برأيك ما مقومات هذا النجاح وبالتحديد في اثراء جسور الثقة بين الاتراك والعرب?
- مقومات هذا النجاح تكمن في المبادئ التي ذكرتها أعلاه. هذه السياسة وتلك المبادئ أكسبتنا ثقة كبيرة لدى جميع الأطراف. وفي البداية كانت بعض علامات الاستفهام لدى بعض الأطراف ولكن بمرور الوقت حين رأوا أننا صادقون ولا نكذب على احد وبعيدون عن ازدواجية المعايير زالت هذه الاستفهامات وحل محلها الثقة إزاء تركيا وسياستها الخارجية التي تقوم على السلم والأمن والاستقرار. وكنتيجة طبيعية لهذه السياسة متعددة الأبعاد تطورت العلاقات بين تركيا والبلاد العربية بشكل كبير في المجالات كلها في السنوات الثماني الأخيرة, وقويت الأواصر بين تركيا والبلاد العربية بشكل لم يسبق له مثيل في العقود التي تلت انهيار الدولة العثمانية.