تصاعدت حدة الخلافات بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وسلفه علي عبدالله صالح حول قيادة حزب المؤتمر الشعبي (الحزب الحاكم)، ففي حين اشترط هادي مغادرة صالح موقع الرجل الأول في الحزب يرفض صالح ذلك في وقت أشعل قرار هادي بتعيين زعيم قبلي متهم بانتهاكات لحقوق الإنسان كمحافظ لمدينة إب غضبا واسعا في الأوساط الشعبية.
وأكد مسؤول يمني فضل عدم الكشف عن هويته أن الخلافات بين الرئيس هادي وسلفه حول قيادة حزب المؤتمر الشعبي تصاعدت، حيث يشترط هادي مغادرة صالح موقع الرجل الأول في الحزب في حين يرفض الرجل ذلك مسنوداً بمجموعة من صقور الحزب الذين يتهمون الرئيس الحالي بالسعي للتخلص منهم.
وأضاف «ما يسمون بالصقور في حزب المؤتمر الشعبي لديهم مصالح كبيرة جدا مع الرئيس السابق ويريدون من الرئيس الحالي أن يقبل باستمرار تلك المصالح التي مكنتها من الحصول على ثروات مالية ضخمة، والرئيس لا يقبل بهذا ويؤكد أن التغيير ما جاء إلا بسبب مراكز القوى التي أطبقت على مقدرات الدولة».
من جانب آخر، لا يزال صالح يعارض قرار تعيين غريمه اللواء الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع التي تم حلها كمستشار عسكري وأمني للرئيس هادي، ويطالب بأن يعين كسفير كما حصل مع نجله الذي كان يقود قوات الحرس الجمهوري.
موجة غضب
في غضون ذلك، تسبب قرار أصدره الرئيس اليمني بتعيين زعيم قبلي متهم بانتهاكات لحقوق الإنسان وامتلاك سجون خاصة في تفجير موجة من الغضب في الأوساط الشعبية، حيث تظاهر الآلاف في مدينة إب جنوب صنعاء أمس احتجاجا على القرار، فيما دعا شباب الثورة إلى التظاهر اليوم أمام منزل الرئيس.
وقال شهود عيان لـ«البيان» إن الآلاف تظاهروا أمام مقر إدارة محافظة إب احتجاجا على قرار رئاسي بتعيين جبران باشا وهو زعيم قبلي يتهم بامتلاك سجون خاصة وبانتهاكات لحقوق الانسان وكيلاً للمحافظة، مطالبين الرئيس هادي بإلغاء القرار فورا.
وحسب هؤلاء فإن الآلاف تجمعوا في ساحة خليج الحرية وساروا في تظاهرة حاشدة إلى أمام مبنى المجمع الحكومي للمحافظة، حيث نظموا وقفة احتجاجية ضد القرار. ورددوا شعارات تطالب بإلغاء القرار وإقالة السلطة المحلية بمن فيهم المحافظ أحمد الحجري شقيق زوجة الرئيس السابق.
وتوعد المتظاهرون السلطات بتنظيم مظاهرة حاشدة أمام مبنى المحافظة غدا الجمعة والبدء باعتصام دائم في الساحة المقابلة للمبنى والتي أطلقوا عليها اسم «ساحة تغيير الفاسدين» ما لم يتراجع هادي عن قراره.
وتقول أحزاب اللقاء المشترك إن المعين كوكيل للمحافظة لا يزال يمارس الإقطاع على المنطقة التي ينتمي لها، حيث يدير أجهزة الدولة ويمتلك سجونا خاصة ولا يجرؤ أحد على منافسته في الانتخابات البرلمانية أو المحلية، وإنه يمتلك المزارع والحيوانات، وإن هذا النفوذ كان حصيلة تحالفه مع نظام حكم الرئيس السابق.
وفي سياق متصل، أعلن شباب الثورة عن تنظيم تظاهرة مماثلة أمام منزل هادي اليوم في صنعاء احتجاجا على تعيين الزعيم القبلي، وكل تعيينات الفساد التي تمت في أجهزة الدولة المختلفة وللمطالبة بالتراجع عن تلك القرارات.
تصاعد الخلافات بين هادي وصالح
اخبار الساعة - محمد الغباري
المصدر : البيان