أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

سوريا معادلة صراع البقاء وبقاء الصراع

- بقلم / عمرو محمد ناجي الرياشي

تعيش المنطقه العربيه والاسلاميه أوج الاحتقان الطائفي بسبب تدخل حزب الله اللبناني المدعوم من ايران لمساندة نظام بشار ليبرز انيابه السامه نحو الشعب السوري ... ويكشف عن وجهه القبيح بعد ان ظل حزب الله يدغدغ عواطف العامه من المسلمين ويضللهم بشعارات يسبقها رمزيات المقاومة وروحها ... ونجح في صناعة المقاومة ككرت سياسي يتم من خلالها تنفيذ كثير من الاجندات الخاصه بايران الفارسيه تحت غطاء المقاومة .


بل أوصل حزب الله اللبناني به الأمر الى تنصيب نفسه برأس الحربه لمقاومة اسرائيل وظل يجعل لنفسه حقوق الحصريه في مقاومة الكيان الصهويني .. فلم يكن سابقا احتكار الحزب لبطل المقاومة المزيفه واقصاء غيره الا من اجل فقط اقامة وتمرير مشروع طائفي في المنطقة ليستظل بستار المقاومة ليس اكثر  .


لقد انخدع الكثيريين بشعارات حسن نصر الله وحزبه كون الماكينه الاعلاميه روجت وصرحت وحللت الوقائع السياسية من ظاهرها ... بالرغم من التحذيرات التي أُطلقت لليقظه من خطورة ما يجري ويخطط له من خلف الكواليس وكشفتها كثير من الاحداث والوقائع السياسيه التي تسبب بها حزب الله داخل التراب اللبناني وخارجه  .


فمن تابع حقيقة نشأة وتكوين حزب الله وانشطاره عن حزب امل (الحزب الأم) وما يحمله من ايدلوجيات مذهبيه تحت غطاء سياسي غالبا يخفيها الحزب لا يظهرها الا اذا اجبرته الظروف السياسيه وهددت مشروعه فليس له بد سوى اظهارها .


وما ازمة عام 2008م في لبنان و الثورة السورية الان سوى اهم تلك المحطات التي اوضحت لنا حقيقة حزب الله اللبناني الطائفي.


لا تكمن خطورة حزب الله القائمة في ذات الحزب نفسه ولكن تبرز الخطر كونه اداة و احد اذرعة (ايران) الفارسيه في المنطقة ومخلب من مخالبه السامه التي تحاول من خلاله نشر كثير من القلاقل والتمدد الايراني السام في المنطقة  .


بالرغم من الصراع الذي حدث في حقبة ثمانينات القرن المنصرم ضد التمدد الفارسي باسم ثورة الخميني  وكان العراق في تلك الفترة يمثل بوابة حديديه نجحت في التصدي لذلك التمدد وما سبق تلك الفترة وما لحقها من عمليات تخريب في دول الجوار وعلى رأسها  دول الخليج العربي .... الا انه بالمقارنه بين الماضي والحاضر للتدخل الفارسي نجد ان ضراوة وشراسة نشر الخراب الفارسي في المنطقة وصل الى مرحلة  استراتيجيه اكبر من سابقتها فوصل الامر الى المساهمه الفاعله في اسقاط أنظمة دول مثل المساعدة في اسقاط (العراق – افغانستان) بيد امريكا وايضا محاولة اسقاط بعض الانظمة القائمة مثل البحرين ولا ننسى التوسع بانشاء وتكوين مراكز قوى نفوذ عسكريه في كثير من الدول الاقليميه مثل اليمن وارتيريا ولبنان ومحاولة التوسع المذهبي في كل من مصر والسودان والجزائر والمغرب اضافة الى التواجد بدول الخليج العربي .  


وعليه نستطيع ان نقول ان الطوفان المذهبي والصراع الطائفي قد بداء يدخل مرحلة فرض الهيمنة العسكرية الفارسيه .. بل ويفرض اجندته علنيا ويخلع الأقنعه الذي كان يخفي اغلب ملامحه خلفها ومن هذه الاقنعه قناع المقاومة ليرينا حقيقة ساطعه عن ملامح  الحقد المذهبي  .


لست مفرطا في كلامي ابدا ... لقد شاهد الملايين شعارات مقاتلي حزب الله في سوريا على ملابسهم تنادي بسقوط (عائشه وعمر) ولكم التفكر والتدبر !!!!!!!!


 فلم يعد ما يحدث أمراً مخفيا او مجرد راي شخصي حتى يخرج لنا من يريد تبرير تلك المواقف والتصرفات الطائفيه كما كان يفعلا امين عام حزب الشيطان حسن نصر اللات .... مازالت مسامعنا ومدامعنا تستذكر مقاتلي حزب الله وهم يوجهون مدافعهم نحو الشعب السوري ويقولون (هولاء اعوان بني اميه ومناصري معاويه) طبعا سينطبق القول على كل شعوب الدول الأخرى التي لا تؤمن بسيدنا( علي ابن ابي طالب ) كخليفه بعد الرسول .


اسقمتنا احاديث حسن نصر اللات المبتذله والمشوهه في تبرير مشروعه الطائفي في المنطقه وتدخله في سوريا .

لم يعد الرأي العام العربي يقتنع بأحاديثه التي لم تعد تناسب حتى  زمن  التلفزيون الابيض والاسود وتبرير تدخله في سوريا لحماية المنطقة من التكفيريين ليرينا حقيقة حسن نصر اللات وهو يستخف بعقول الناس ... وقد التمس له العذر لان مخزون الكذب لديه  ولدى حزبه قد نفذ فلم يعد يملك ما يقوله او يبرر جرائم حزبه التابع لإيران الفارسيه .


فلقاءات حسن نصر اللات بمليشيات  شيعيه مثل منظمة بدر العراقيه من اجل المشاركه في حرب سوريا بدلا من مقاومة التواجد الامريكي في العراق  لا يعد سوى براعه منقطعة النظير في مفهوم المقاومة حسب رؤية الولي الفقيه للإحتلال وايضا كيفية تحريك العصب الطائفي في المنطقه ليكشف لنا المعنى الحقيقي للتعاضد المذهبي ليس من اجل مواجهة مشاريع الفتنه كما يدعي حسن نصر اللات كذبا وهي عادته  بل هي لقتل اهل السنه او كما يحلوا له تسميتهم (باتباع بني اميه ومعاويه) وحتى قتل الشيعه ايضا من المعارضين لسياسية حزبه ومشاريعه المذهبيه في المنطقه.


طبعا الامر يروق كثيرا لامريكا بل هو صناعتها بإمتياز لان صناعة الصراع الطائفي في المنطقة سيوصلهم الى تحقيق كثير من الاهداف بأقل الخسائر وهذا ما نجحت فيه فتجارب خوض الحروب المباشره ضد الدول كان مكلفا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا .


فمشروع ايران في المنطقة عبر سوريا وحزب الله سيلحقه سلسلة من المعارك التي ربما ستمتد الى اكثر من منطقة خارج سوريا خصوصا ان كلاً من روسيا والصين خسرت مصالحها في كل من العراق وليبيا وجنوب السودان وتريدان التعويض من خلال ورقة سوريا .


طبعا لم يكن يحدث هذا لولا الاستبداد والظلم في سياسية الحكم التي اصابت انظمة الحكم العربية اضافه الى الفساد المستفحل في اركان كل نظام  الذي جعلنا نرى الترهلات السياسية علامة مميزة لدولة العالم الاسلامي والعربي التي تسببت في تمرير عدد من المشاريع مثل سقوط العراق بيد امريكا وايران والتخلي عن دعم مصر حاليا .


 اضافة الى اهدار المال الاسلامي العربي الذي  أبرز وساهم في نجاح مشروع الهيمنه الامريكيه على مقدرات المنطقة وساعدها في التلاعب بمصالح دول المنطقة ومنها اللعب على الورقة المذهبيه الرابحه  كورقة سياسيه ناجحه لتمرير المشاريع السياسية الاستراتيجيه الامريكيه في المنطقة .

 

ولذلك يجب ان لا نلوم الظل الايراني في المنطقة ان يكون ملازما لشمس المشاريع الامريكيه في المنطقة .  بل نلوم الانظمة التي سهلت مهمت مشاريع التقسيم السابقة و القادمه على الاساس المذهبي . فخارطة المستقبل السياسية والاقتصاديه  القادمه ستكون مختلفاً تماما عما هي عليه الان.


فهل شعوبنا العربيه والاسلاميه مستعده !!!!!!!!!!

Total time: 0.0404