كشف الإعلامي أحمد منصور قصة الشاب الذي انتشرت صوره مؤخرًا على المواقع الإلكترونية وهو يمشي في شارع الطيران تجاه القوات التي كانت قادمة من جهة دار الحرس الجمهوري يرفع مصحفًا إلى الأعلى في أعقاب مجزرة دار الحرس الجمهوري.
وقال أحمد منصور في مقال له اليوم (السبت) بجريدة الشروق أن بعض تقدم هذا الشاب إلي السلك الشائك دار حوار قصير بينه وبين أحد الضباط قام الضابط بعدها بتصويب البندقية له ثم أطلق عليه النار فسقط ثم أعقبه بضربتين أخريين وهو على الأرض، وتقدم بعدها ثلاثة من الشباب وقاموا بسحبه جرا من أمام القوات ونقلوه إلى المستشفى واعتقد الجميع أن هذا الشاب قد قتل.
وتابع: ملأت صوره المواقع الإخبارية والاجتماعية، وسمعت هذه الرواية من أكثر من شاهد عيان بينهم سيدة تقطن في عمارة مواجهة لهذه الأحداث.
وأكد منصور أنه وجد نفسه فجأه وجها لوجه مساء الخميس الماضي مع هذا الشاب الذي كان يحمل المصحف ورآه يسير على عكاز واكتشف أنه يعرفه فهو شاب من شباب ثورة 25 يناير ولا ينتمي لأي فصيل إسلامي بل هو أحد قيادات اتحاد شباب الثورة أحد الكيانات الثورية التي ظهرت خلال الثورة وهو طبيب أسنان عمره أربعة وعشرون عاما وكان مسئولًا عن العيادة الطبية الميدانية خلال أحداث شارع محمد محمود.
وأضاف: "أعتقد أن الكثيرين يعرفونه هو الدكتور عمر مجدي، وهو كان رئيس الوفد المفاوض للمجلس العسكري بعد أحداث محمد محمود، ومن النتائج التي حققوها إقالة حكومة الدكتور عصام شرف، كما أنه هو الذي رتب ملف الضابط الذي سمي بقناص العيون، عمر مجدي شاب مصري ينتمي لتراب مصر ونيلها، وهو من أسوان.
ونقل الإعلامي أحمد منصور قصة الشاب على لسانه : كنت أصلي الفجر في مسجد قريب من منطقة الأحداث حينما اتصل بي صديق وقال إن هناك إطلاق نار كثيف في محيط منطقة دار الحرس الجمهوري، توجهت مع ثلاثة من أصدقائي في سيارتنا ووصلنا إلى شارع خضر التوني الذي به المترو الذي يقسم شارع الطيران إلى قسمين، وجدنا أعدادا هائلة من الجرحى والشهداء يتم نقلهم إلى نقاط الإسعاف وهناك تجمهر كبير من الشباب وفي كل لحظة يسقط أحدهم جريحا أو قتيلا، قلت لأصدقائي لابد أن نفعل شيئا لوقف هذه المجزرة، قالوا وماذا نستطيع أن نفعل قلت لهم لنتقدم نحن الأربعة رافعين المصاحف تجاه القوات لنقول لهم إن الجميع هنا مسالمون ولا يحمل أحد شيئا إلا المصاحف ربما يساعد هذا في وقف هذه المجزرة، وافق الجميع على الفكرة، لا أستطيع أن أنكر أني كنت خائفا لكن ليس هناك حل آخر.
وتابع : رفعنا نحن الأربعة المصاحف وتقدمنا، كانت المسافة حوالي سبعين مترا، لكنها بالنسبة لي كأنها سبعون كيلومتر أغمضت عيني وتقدمت وأنا أعتقد في كل لحظة أن رصاصة يمكن أن تستقر في رأسي أو في قلبي، كانت أنفاسي تتلاحق وقلبي يدق بشدة لكن نيتي كانت هي وقف سيلان الدماء، حينما اقتربت وجدت الجنود قد وضعوا سلكا شائكا أمام المدرعات على اعتبار كأنهم في معركة يؤمِّنون به أرضا جديدة اكتسبوها.
واختتم: وجدت نفسي أمام السلك مباشرة وتلفّتُ فلم أجد أصدقائي ربما خافوا فرجعوا فوجدت نفسي وحدي أرفع المصحف وجها لوجه مع ضابط من قوات الشرطة الخاصة يرتدي الملابس السوداء ودرعا واقيا للرصاص، قلت له: لماذا تقتلوننا نحن مسالمون ليس معنا شيء؟ قال بلغة حاسمة وهو يوجه لي بندقيته ارجع وإلا أطلقت عليك النار.