إن المتأمل لما يجري هناك على ارض الكنانة ومصر العروبة يرى العجب العجاب من تكميم الأفواه عن طريق إغلاق القنوات الفضائية الإسلامية ومصادرة الحريات عن طريق الاعتقالات والسجن لبعض القادة والشخصيات الذين يؤيدون ويريدون بل ويعملون على عودة الرئيس الشرعي لمصر الدكتور محمد مرسي حفظه الله ورعاه وفك اسره عاجلا غير آجل ، والقتل الذي يمارسه قادة الانقلاب والكلاب المسعورة من ضباط الشرطة وآخرها مذبحة الساجدين امام القصر الجمهوري الذي راح ضحيتها ما يربوا على ثمانين قتيل وآلاف الجرحى ، نعم المذبحة التي ارتكبها قادة الانقلاب بدم بارد متجردين عن القيم الإنسانية وعن الأخلاق الإسلامية وحتى عن الأعراف الدولية ليقتلو شعب اعزل وهو يناجي ربه في الصلاة .
قولوا لي بربكم لو ان من ارتكب هذه المجزرة البشعة الدكتور محمد مرسي وحاشاه ان يرتكب مثل هذه الأعمال نعم أعمال الغدر والخيانة .
لو ان الدكتور مرسي ارتكب هذه المجزرة بحق معارضيه لقامت الدنيا ولم تقعد ولأطلق العنان للقنوات المستأجرة كي تقدح في الدكتور مرسي سباً وقدحاً وشتماً ولقامت الهيئات العالمية تشجب وتندد بالمذبحة البشعة التي كان ضحيتها الساجدين الراكعين القانتين الباكين من نساء وأطفال وشيوخ وكبار وصغار .
أما ما دام ان مرتكب الجريمة هو فرعون مصر الجديد الفريق عبد الفتاح السيسي والضحايا هم من الإسلامين المؤيدين للرئيس مرسي فلا احد حولهم ولا احد ينصرهم أو يشجب أو يندد بهذه المذبحة القذرة. إنها قواعد الديمقراطية الجديدة التي يؤسِّسوها لمصر الجديدة تحت شعار ( ما أُرِيكم إلا ما أرى ) .
لماذا كل هذا المكر من افتعال أزمات الوقود وقطع الكهرباء وارتفاع الأسعار وانعدام الدقيق وتسييب الأمن من قتل ونهب وأعمال بطلجة ، كل هذا كي يلصقونه بحكومة الدكتور مرسي لتأليب الشارع والرأي العام المصري عليه . يسأل آخر ويقول لماذا كل هذا المكر والكيد والمؤامرات العالمية العالمية والعربية والإقليمية ضد الدكتور مرسي ؟ أجيب عن هذا السؤال وأقول لأن الدكتور مرسي قال بأعلى صوته : إن فلسطين ليست وطناً بلا شعب حتى تعطى لشعبٍ بلا وطن ، وان فلسطين لن يبيعها من لا يملكها ولن يشتريها من لا يستحقها . وكذلك لانه أمر بتحويل المرقص الذي كان في القصر الجمهوري قصر الرئاسة إلى مسجد يؤدى فيه الصلاة .
لانه أراد ان تكون مصر قوية متبوعة وليست تابعة لا للشرق ولا للغرب . لانه حاصر أهل الفساد الذين لا يستطيعون ان يعملوا الا في بيئة فاسدة مفسدة مثلهم . هناك أسباب كثيرة لا يتسع المقام لذكرها وللحديث بقية .
وأخيراً أقول سَجِّلْ يا تاريخ واكتب يا زمن واشهدي يا أرض وانت يا سماء ان جمعٌ من بني قومي ممن يدعون العروبة والإسلام هم الذين أيدوا هذا الانقلاب وتآمروا مع المتآمرين ضد الدكتور محمد مرسي ، سجِّل يا تاريخ واكتب يازمن أنهم فرضوا الإقامة الجبرية على الدكتور مرسي ولم يشعروا أنهم بهذا الفعل فرضوا محبته في قلوبنا فرضاً جبرياً ، سجل يا تاريخ واكتب يازمن أنهم منعوا الدكتور مرسي من التواصل مع شعبه ومع العالم ولم يدركوا بفعلهم هذا أنهم جعلوه حديث المشرق والمغرب