وفي ضل هذه التطورات وهذه الذرائع الواهية المفتعلة والمدعومة من قبل أصحاب المصالح الاستعمارية ليس أمامنا ألا مواجهة هذه الممارسات بأنفسنا وحلها والسيطرة عليها من خلال الحوار الصادق الذي يتمثل في التجاوب وقبول كل طرف للأخر وهذا الأسلوب هو الذي يساعد على الوصول إلى توافق وحل المشاكل والخلافات بين المتخاصمين أو فرقا العمل السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي بالحوار السلمي الصادق وكلا يأخذ حقه، وبالتالي لن يكون هناك متطرفا أو متشددا أو لاجئا هنا أو هناك وتبقى المصلحة الوطنية هي العليا ولا يصح إلا الصحيح .
وأسلوب الحوار يعتبر ذا قيمة إنسانية في غاية الأهمية ، ويمثل سلوكً حضاريً لا غنى عنه أذا اقتدى به كل الأطراف ، أما أذا أصبح نطقا لا فعلا، وشعارا لا عملا من قبل أطراف لغرض تضييع ونهب حقوق الناس وتهميش دور الآخرين فالمشكلة هنا سوف تكون أعظم، بعدها لا نستطيع إن نجد للحوار الحقيقي مكانا وخاصة بعد أن يفقد كل طرف ثقته بالأخر وتصبح الأمور خارج نطاق السيطرة .
ومن الطبيعي في حياة البشر وجود الخلافات فيما بينهم من حيث اختلاف وجهات النظر وتباين الآراء والأفكار والأهداف وحتى الأخطاء، ولكن يجب إن نستفيد منها فيما بعد وتحويلها إلى أهداف وطنية للبناء والنهوض والتطوير نحو الأفضل بدلا من التمسك بها حتى وان كانت صائبة فيجب إن نراعي رأي الأخر وان نتحاور معه من منطلق المصلحة الوطنية أما أذا كانت الأفكار التي يتمسك بها طرف ما خاطئة فالمشكلة أعظم لكون أثرها على الخصوم وحتى على عامة الناس والوطن .
فلماذا لا نتحاور بصدق وإخلاص ونتجرد من كل الخصوصيات ولماذا لا نضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات ولماذا لا نحتكم إلى لغة العقل والمنطق وان نبحث عن الحلول الجذرية لكل المشكلات وان نتجاوب مع كل الأطراف والاستماع إلى مطالبهم لكون مصلحة الوطن ليست لأشخاص أو لجماعة أو لحزب وإنما هي مصلحة الشعب اليمني بأسرة وننهي مشاكلنا بصورة سلمية حتى نتفرق في عملية البناء والتنمية المحلية التي افتقدناها بسبب الأزمات والاحتقانات والمشاكل التي نعاني منها بصورة شبه يومية ويتمسك فيها كل طرف برأيه دون الرجوع إلى طاولة الحوار الحقيقي والصادق من المنظور الوطني الشامل .