يتزاحم كثير من الناس على بائعي الكبد المقلي وغيره من الأطعمة المكشوفة لدى الباعة المتجولين الذين يتواجدون في الأسواق وأصبح البعض مدمن على تناولها متناسون خطرها علي صحتهم ودون أن يدرك الأطفال والكبار أنها معرضة لأشعة الشمس والغبار والأوساخ والدخان المتصاعد من السيارات وتتمثل هذه الأضرار بارتفاع درجة الحرارة وآلام في المعدة والتقيؤ والمؤسف أنها لا تخضع لأي اشتراطات صحية وربما يكون بعضها منتهية الصلاحية ومجهولة المصدر في ظل عدم اهتمام الجهات ذات العلاقة وانعدام حملات الرقابة والتفتيش.
ويعتمد الباعة على مسالح الدجاج للحصول على الكبد ويقول جمال الوصابي بائع كبد دجاج في الحصبة- أنا أشتري "البحاثن" من مسالخ بيع الدجاج بعشرة ريال وأبيعها بثلاثين ريال واشتري الكبد بعشرين ريال وأبيعها بخمسين ريالا. ويؤكد أن الزيت المستخدم في القلي زيت من الرخيص ليس زيت ذات جودة.
وأضاف جمال: نسبة الإقبال على هذه المشويات كبيرة جدا ونحن نعيد تكرار الزيت للقلي عدة مرات لأن رميه يسبب لنا خسارة مالية، وإن بيع هذه الكبد مصدر دخلي الوحيد".
فيما يؤكد خالد الجهمي أحد آكلي هذه المشويات إنه يأكل في اليوم بثلاثمائة ريال وأنه مدمن على تناول الكبد.
ويتحدث المواطن عزيز الجرموزي عن رائحة تلك المقليات التي وصفها بالمقرفة "ومنظرها يجعلك تتقيأ فكيف بمن يأكلها".
واشتكى ماجد بركات صاحب بسطة قريبة من عربية لبيع الكبد من الرائحة العفنة التي تصدر من قلي الكبد. وأردف حديثه بالقول: لا توجد رقابة على بائعي هذه المشويات، وطالب وزارة الصحة بوضع حد لتلك المشكلة.
وأكد خالد الجراش أن المواطنين بحاجة إلى دورات توعوية لمعرفة خطر تلك المقليات فكثير من المواطنين يقدمون على الشراء من الباعة المتجولين من دون علم بمخاطرها فيصابون بالتسمم الغذائي ينتج عند أكلها ومن أعراض التسمم تظهر الكثير من العلامات الدالة على حالة التسمم أهمها التقيؤ والإسهال والغثيان والمغص الحاد وارتفاع درجة الحرارة والتعرق وتبدأ هذه العلامات بالظهور خلال 48 ساعة بعد تناول الأطعمة المكشوفة أو الملوثة أو الأطعمة التي لم تحفظ بشكل جيد ومن الميكروبات التي تسبب التسمم الغذائي كبدة الدجاج وغيرها من الأطعمة.
ويشير معاذ الجبل موظف بوزارة الصحة العامة والسكان- إلى أن كبد الدجاج والأطعمة المكشوفة معرضة لعشرات المواد السامة سواء في الهواء نفسه أو الأتربة والغبار أو المتصاعد من عوادم السيارات وهي مواد خطيرة على الصحة سواء استنشقها الإنسان أو أكل ما يترسب، منها المسرطن ومنها ما يترسب ويتجمع في الأنسجة مسبباً مشاكل صحية مستقبلية عديدة كالتلف الكبدي والفشل الكلوي والتحطيم طويل المدى لجهاز المناعة والأجهزة العصبية.
إقبال كبير من الفقراء
يتفق مجموعة شباب بأن المقليات التي تحضر في الشارع فيها ضرر كبير على صحة من يتناولها، خاصة أن زبائن هذه العربات هم من فئة الفقراء.
ويؤكد الدكتور مازن المخلافي -طبيب باطنية- أن أضرار تكرار استخدام الزيوت في قلي كبد الدجاج لأكثر من مرة تتحول إلى سموم لان الزيوت تتعرض إلى تأثير كيمائي ينتج عنه تغيير في لونها بسبب عملية الأكسدة نتيجة تعرضها للهواء والرطوبة ودرجات الحرارة المرتفعة لمرات عديدة فتنتج الرهيدات وكيتونات.
وأضاف المخلافي: أضرار استخدام الزيوت لمرات متكررة وبدرجة حرارة مرتفعة ينتج عنه إزالة مادة الليستين من الزيت وهي مادة مهمة تسهل الهضم وامتصاص الدهون وتزيل مضادات الأكسدة التي تمنع من الإصابة بالسرطان لذلك يكون محتمل أكيد الإصابة بالسرطان وتزيل مادة السيزولات التي تحمي جهاز المناعة وتخفض صحة القلب كما إنها تزيل مادة الكلوروفيل التي تحتوي على المغنسيوم الضروري لتأدية وظائف القلب والعضلات والجهاز العصبي.
ويضيف: كل ذلك الإشكاليات تتطلب من الجهات المختصة منع بيع هذه الأطعمة والمشويات والرقابة عليها للحفاظ على صحة المواطنين لأن هذه المواد خطيرة وتزيد من نسبة الإصابة بمرض السرطان".
وحذر فضل مقبل منصور -رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك- خلال حديثه لـ"الأهالي"، من تناول الأطعمة الملوثة والمشويات غير النظيفة التي تسبب حالات من التسمم الغذائي.
وأكد فضل منصور أن الرقابة الصحية باتت معدومة وغير موجودة، داعيا إلى ضرورة الابتعاد عن شراء الأطعمة المكشوفة؛ لأنها عرضة لتجمع الذباب والحشرات التي تنقل أمراضا عديدة، منها أمراض التهابات الأمعاء المختلفة والزحار والكبد غير الفيروسي "A" وتصبح التهابات الأمعاء خطرة جداً على الأعمار الصغيرة والكبيرة حتى الشيخوخة كما تكون هذه الحشرات سبباً للإصابة بمرض الكوليرا.
من جهته أكد أخصائي التغذية علي الجلال أن تلك المقليات من كبد الدجاج وغيرها التي تباع في الشوارع تزداد مضاعفات إضرارها مع الوقت لتوثر على أداء القلب والكبد وقد تتحول تلك التأثيرات إلى إصابة الشخص بمرض السرطان، وأن الزيوت المستخدمة لقلي كبد الدجاج تزيد من ضربات القلب لأنها تتحول إلى سموم جراء قليها بزيوت مكررة.
وأضاف الجلال: أنصح كل المواطنين بتجنب أكل هذه المقليات لأنها خطيرة على صحة الإنسان ومدمرة وتؤثر على وظائف القلب والكبد وأن عليهم معرفة مصادر هذه المشويات قبل أكلها".
وقد أثبتت دراسة طبية آجراها أطباء يمنيين أن هذه الوجبات المكشوفة تسبب أمراضاً خطيرة وقاتلة بسبب طريقة التحضير فوق درجات الحرارة المسموح بها أو تحضيرها في أجواء بيئية غير صحية وهي المسببة الأكبر لكثير من الأمراض.
وقالت الدراسة، إن تلك المقليات تؤثر على صحة الكبد جراء تناولها، إضافة إلى الأطعمة المكشوفة والبطاطس وحلقات البصل المقلية التي تسبب تغير في إنزيمات الكبد بقدر يماثل ذلك الذي يحدث عند إصابة الشخص بمرض الكبد الوبائي وأن نسبة 60% من اليمنيين الذين يصابون بالسرطان سنوياُ سببه تناول تلك المقليات والأطعمة المكشوفة.
وأكدت الدراسة أنه بعد مرور شهر من تناول تلك الأطعمة بشكل منتظم، تحدث تغيرات واضحة في الكبد، فبالإضافة لما تسببه هذه الأطعمة من زيادة بنسبة الكولسترول وزيادة الدهون في محيط الخصر، فإنها تحدث تغيرات في إنزيمات الكبد تشبه الضرر الحادث لمرضى الكبد الوبائي، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية للإصابة بفشل الكبد.
