أعلنت السلطات المالية
يوم أمس الجمعة عن تمكنها من اعتقال ستة من كبار مهربي المخدرات لهم صلات بعصابة اعتقل
أفرادها في جارتها موريتانيا الأسبوع الجاري ويشتبه بتورطهم في أنشطة التهريب إلى أوروبا،
كما أكد مصدر أمني.
ونقلت مصادر إعلامية
عن مصدر أمني مالي :"اعتقلنا الخميس ستة من كبار مهربي المخدرات في الصحراء كانوا
شركاء للمهربين الذي اعتقلهم الجيش الموريتاني الثلاثاء الماضي"..مبيناً أن جميع
المعتقلين ينتمون إلى جبهة البوليساريو الانفصالية..مضيفاً أن هؤلاء المعتقلين ينضوون
في إطار شبكة تعد من أكبر ثلاث شبكات للتهريب عبر الصحراء ومنها إلى أوروبا".
وكان الجيش الموريتاني
صرح بأنه تمكن من قتل رجلين واعتقل سبعة آخرين خلال حملة على عصابة لتهريب المخدرات
على حدود موريتانيا مع مالي (غرباً) الثلاثاء الماضي.
ويعرف أحد المعتقلين
باسم "سلطان ولد بادي" ويعتقد بأنه واحد من مجرميْن شهيريْن يحملان الاسم
نفسه وفقاً لمصادر أمنية في مالي.
ويقول المصدر
"هناك سلطان بن بادي وهو تاجر مخدرات كبير مطلوب للشرطة على نطاق إقليمي، وهناك
سلطان بن بادي شهير آخر متورط في خطف رهائن أوروبيين وبيعهم في الصحراء المغربية قبل
أن ينضم إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي".
ونشطت شبكات التهريب
الدولي للمخدرات، في الآونة الأخيرة،في منطقة الصحراء المغربية بشكل كبير ، بواسطة
تجار من قيادات جبهة البوليساريو ومعهم مهربين من جنسيات مختلفة، الأمر الذي ساعد على نمو التهريب بجميع أشكاله (المخدرات
وتهريب البشر والمتاجرة بالمساعدات الإنسانية)، كما ساهم في انتشار الإرهاب بالمنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن
جماعة البوليساريو الانفصالية دخلت في باب مسدود مع بلدها الأصلي المملكة المغربية
وانكشفت أمام العالم أنها فقط عصابة إجرامية اتخذت من الصحراويين غطاءا لتنفيذ مهامها.
ويؤكد خبراء
ومحللون سياسيون أن البوليساريو ربطوا علاقات وطيدة مع الجماعات الإسلامية بل أصبح
البوليساريو موزع الأسلحة على القاعدة في المغرب الإسلامي والجماعات المسلحة بالجزائر
بل أن هناك قيادات في البوليساريو أصبحوا يشاركون في تخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية
الخاصة بتنظيم القاعدة..ويرون بان حالة التفكك الكبيرة التي تعيشها حاليا(جبهة البوليساريو)تجعل
الجبهة تشكل تهديدا جديا وخطيراً للاستقرار الإقليمي.
ويعزو الخبراء علاقة
الشراكة القائمة بين (بوليساريو) وتنظيم (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) الإرهابي،
إلى حاجة تنظيم القاعدة"لامتدادات محلية وحاجة هذه الحركة الانفصالية للاستفادة
من الدعم المالي والزخم الإيديولوجي، الذي تقدمه الجماعات الإسلامية المتطرفة، ما يسمح
لها بإعادة تعبئة قواعدها التي أنهكتها ثلاثون سنة من الوعود الزائفة".
وكانت مصادر إعلامية
نشرت الشهر الماضي خبرا أكدت فيه أن الولايات المتحدة تنظر بقلق بالغ إلى منطقة الصحراء
المغربية التي يتمركز فيها مجرمو البوليساريو والتي تعتبر منطقة نائية خارجة عن حكم
القانون ,حيث وجد فيها تجار المخدرات ملاذا آمناً, وحولوها إلى معبر رئيسي للمخدرات
الكولومبية.