اخبار الساعة - عباس عواد موسى
ألمجاهدون العائدون من سوريا : يهاجمون دوائر الحكومة ومكاتبها ومقارّ الشرطة في إقليم شينغ يانغ
عباس عواد موسى
أصدرت الحكومة الصينية بياناً في أكتوبر من العام الماضي جاء فيه أن إثنين إنفصاليين يقاتلان إلى جانب الثوار السوريين ووصفهما البيان الرسمي بالمرتزقة . وأنهما ينتميان لحركة تركستان الشرقية الإسلامية بحسب البيان . وتهدف هذه الحركة إلى إقامة جمهورية إسلامية في إقليم شينغ يانغ . وتتمتع بجناح سياسي وتربوي وثقافي يعمل في المنفى بتركيا . وتعتبرها الحكومة الصينية أنها حركة إرهابية تتبع تنظيم القاعدة , وحظرتها بموجب القانون .
وشهدت مدينة هييْتان في شمال غرب الصين اضطرابات في نهاية حزيران الماضي حيث قام مثات من الإيغور بمهاجمة مركز الشرطة فيها . وقتل في تلك الأحداث خمسة وثلاثون شخصاً وأصيب خمسون بجراح متفاوتة واعتقل مائتان . وجاء الهجوم بعد إقدام السلطات على إغلاق مسجد واعتقال أئمة شبان كانوا بداخله . واعتبرت الحكومة الهجوم بأنه عمل إرهابي .
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة أرومكي شهدت أحداثاً مماثلة عام 2009 ذهب ضحيتها ما لا يقل عن مئتي شخص . وطالب يو تشينغ شينغ عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة وتكثيف الرقابة الأمنية عليها بهدف القضاء على التمرد هناك .
ألعائدون من سوريا مسؤولون عن أعمال العنف
ألتوترات بين الهان الصينيون والإيغور المسلمون قديمة . ولكن السفير السوري في بيجين عماد مصطفى أكد أنه أبلغ السلطات الصينية أن ثلاثين أوغورياً تلقوا تدريباتهم في تركيا وأنهم سيعودون إلى بلادهم لزعزعة استقرارها مشيراً إلى أن عودتهم تمّت عبر الأراضي الباكستانية . وتشير مصادر خاصة إلى أن عدداً من الإيغور يتدربون في وزيرستان وآخراً يقاتلون إلى جانب القاعدة وطالبان الأفغانية . وقد بث تلفاز أكوجير اعترافات عدد ممن تم اعتقالهم على خلفية مشاركتهم في الجهاد العالمي وكيف تم تدريبهم في تركيا ونقلهم بعد ذلك إلى الأراضي السورية .
علي محمدي ( 23 سنة ) أحد هؤلاء المعتقلين وقد قضى عاماً كاملاً في رحلته الجهادية عبر تركيا إلى حلب مع مقاتلي جبهة النصرة , التي طلبت منه العودة كي ينفذ عمليات إرهابية في شينغ يانغ مع حركة تركستان الشرقية الإسلامية واعترف بأن الهدف هو إعلان الإقليم دولة إسلامية . فبعد إنهائه المرحلة الثانوية عام 2011 قرر علي الذهاب للدراسة الجامعية في تركيا كبقية الإيغور , وفعلاً , غادر إلى إسطنبول . وبعد عام احتضنته خلاله جمعية التعليم والتضامن التابعة لحركة تركستان الشرقية الإسلامية طلبت منه الإلتحاق بصفوف المتمردين للقتال ضد النظام السوري والذين ارتفع عددهم بنسبة ثمانين بالمئة من تسعة وعشرين بلدا. أسبوع واحد فقط في حلب هو مدة التدريب العسكري بحسب علي محمدي الذي نفى أي نيّة للإيغور بالعمل على زعزعة الإستقرار الصيني وأكد على نقصان الذخيرة والمعدات بيد الثوار وهو ما يزيد من حجم الخسائر في صفوفهم .
مسؤول في قسم مكافحة الإرهاب قال بأن هناك مئة على الأقل مثل علي يقاتلون إلى جانب المتطرفين بهدف تدريبهم ونزع الخوف من صدورهم وتهيئتهم للعمل في الداخل الصيني . وحذر هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية مما يخفيه هؤلاء بارتباطهم بالمتطرف الخارجي في كل من تركيا والباكستان .
ألتطرف في شينغ يانغ أو تركستان الشرقية
إعتبر منغ هونغ وي نائب الوزير للشؤون الأمنية الإنفجار الذي وقع في نيسان الماضي في مدينة باتشو ونجم عنه مصرع 21 شخصاً بأن له ارتباطات بما يجري خارج الحدود الصينية . ودعا في الوقت الذي يشهد فيه العالم تصاعداً في الهجمات الإرهابية إلى أخذ الحيطة والحذر فالنزعات الإنفصالية تهدد الأمن والسلم العالميين .
أحمد نياز صديق ألمرتبط بالجماعات المتطرفة هو المسؤول عن الإنفجار الذي هزّ مدينة تورفانو الأسبوع الماضي وأوقع أربعة وعشرين قتيلاً منهم ستة عشر من المهاجمين وثمانية رجال شرطة بينهم ضابطين . واعتبر لي ويي مدير المعهد الصيني للمعاصرة والعلاقات الدولية أن الجديد في الهجمات الأخيرة هو ارتباطها بما يحدث في الخارج . ويبدو أن الجيش الذي يجهد في تجنيد شباناً إيغوريين لم ينجح في كبح النزعة الإنفصالية . وأضاف إنه لا بد من اتباع سياسات جديدة وتحديث تسليح الجيش لمواجهة الإرهاب الذي بات يتخذ أشكالاً متعددة .
وأعرب سوي تياناي نائب وزير الخارجية عن امتعاضه من الساسة التي يتبعها العالم مع الإرهابيين واصفاً إياها بالمرونة وقال لن يقف ضررها على الصين وحدها بل ستشمل كل البلدان .
ألصين الرسمية وروسيا تخشيان امتداد الثورة السورية إلى داخل كل منهما . وقد يحدث الأسوأ إذا ما تحالف انفصاليو أوروبا مع المتطرفين . في وقت بات فيه شعار الخلافة يعلو ويتسع وهناك من يطالب بإعلان شينغ يانغ إمارة إسلامية .
المصدر : عباس عواد موسى