أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

العدوان الثلاثي الثاني على مصر .

- حمود حسن السوادي‎

في تصريح بوتين قبل أشهر الذي تنبأ بسقوط مرسي قبل الأسد دليل أكيد على وجود تآمر دولي على التجربة المصرية وأن الإعداد للإجهاز عليها قد حدث من وقت مبكر .
إنه عدوان ثلاثي بغيض جرى تنفيذه بثالوث مصري أشد بغضاً تزعمت العدوان الثلاثي الخارجي الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ودولة الإميرات العربية المتحدة والثالوث الداخلي المصري متمثل في الجيش ومؤسسة القضاء وذباب السياسة والإعلام .
الإخوان المسلمون أكدوا شعبيتهم من خلال صناديق الانتخابات لست مرات وكادوا يطبقون على مفاصل السلطة بإرادة شعبية حرة حيث أنهم بوصولهم لكرسي الرئاسة وفوز الدستور الذي أشرفوا على إعداده كان سيضمن أيضاً فوزهم بأغلبية مجلسي الشعب والشورى وبتلك الأغلبية سيتمكنون من ترويض مؤسسة القضاء بنفس الأسلوب الذي تم في تركيا وهذا ما خشيه أطراف العدوان .
وما استغربته من كيري وزير خارجية أمريكا هو لغز الانقلاب الحادث في مصر مع توفر جميع ظروف الانقلاب ، وأحب أن أعود بذاكرة القارئ إلى التظاهرات العارمة التي خرجت في الولايات المتحدة عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي طالبت برحيل بوش لكن كان جواب الإدارة الأمريكية أنه لا يمكن تحقيق تلك الرغبة إلا عن طريق وحيد وهو صندوق النتخاب ولو خرج الشعب كله .
ثم إن انعقاد اجتماع اللجنة المعنية بسلام الشرق الأوسط في عمان مع كيري والحديث عن تقليص الفجوات بين الكيان الصهيوني وسلطة رام الله يثير الاندهاش إذ كيف تقلصت الخلافات ومسلسل الاستيطان مستمر ، إن ما أخشاه أن يكون المقصود هو ما يحدث الآن في سيناء وما تبثه وسائل الإعلام المصرية من سموم تجاه حماس وأهلنا في غزة ، بمعنى هل التخلص من حماس هو التالي ليخلص الأمر لسلطة رام الله وهنا يتم تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد ؟
وما معنى اشتراك الإمارات العربية المتحدة في هذا العدوان الخبيث ، ألم يكن من الأجدى والأجدر بمشائخ هذه الدولة استرداد الجزر العربية من العدو الإيراني ولو بالثمن النقدي الذي صرفته وتصرفه في تخريب أرض الكنانة أرضكم أولى بمالكم يا مشائخ استيعيدوا جزركم بأي ثمن وسنحني هاماتنا احتراما لكم ووالله لو كان الشيخ زايد حي لما رضي بهذا الدور التآمري المقيت .

وأعود إلى الثالوث الداخلي المنفذ مبتدئا بالمؤسسة العسكرية التي وقع قائدها في الخيانة للقائد الأعلى للقوات المسلحة ومهما تكن المبررات فلا يمكن تسمية ما حدث من قبل السيسي بغير الخيانة إنهم تلاميذ الاستبداد ولا يحبون العيش في جو الحرية والكرامة الوطنية ومثلهم في التبعية وإدمان التمسح بجزمة المستبد الدكتاتور اصغار القضاء الذين ما إن سقط الهمام مرسي حتى أنشبوا أضفار الانتقام من جماعة الإخوان المسلمين ، أما الفاشلون سياسيا والهابطون إعلاميا والغارقون في العمالة والعنصرية فالحديث عنهم وعن سخافاتهم مضيعة للوقت وهدرا للجهد لإنها ظاهرة مضحكة مخزية .
وللخروج من هذا الوضع الخطير بمصر الحرة أقترح تطبيق النموذج الموريتاني الأخير الذي تلا الانقلاب على الرئيس المنتخب عبد الله بخاري .
_يعود مرسي للحكم ليوم واحد يصدر خلاله عدة قرارات منها :
إصدار قانون الانتخابات ، إصدار قرار بدعوة الناخبين لإنتخاب رئيس الجمهورية ومجلس الشعب ، تعيين رئيس المحكمة الدستورية نائب له وتخويله كافة اختصاصات الرئيس طبعا بعد إعادة العمل بالدستور .
وهكذا توضع العربة في الطريق الشرعي الشعبي الصحيح
حمى الله مصر وأهلها من كل شر و مكروه .

 

Total time: 0.0403