أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » دراسات وتقارير

والدة شهيد الغوطة مهند أبوقطام تزف نجلها الثاني محمد وتتمنى الشهادة ( تقرير وقصيدة )

- عباس عواد موسى
والدة شهيد الغوطة مهند أبوقطام تزف نجلها الثاني محمد وتتمنى الشهادة ( تقرير وقصيدة )
عباس عواد موسى
 
ولد الشهيد  مهند قطام عيسى أبوقطام عام 1981 في مخيم البقعة أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن . متزوج وأب للطفل أسامة الذي يبلغ سنة ونصف من العمر . لاجيء من قرية دير نخاس وهي من قرى مدينة خليل الرحمن وتقع إلى الغرب منها وعلى مسافة 23 كيلومتراً من مركز المحافظة وتزيد مساحتها عن ستة عشر ألف دونم وتقع ضمن موقع أثري رائع . وغالبية أهلها قطنوا مخيمي البقعة ومخيم حطين ثاني أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن حيث انتقل والداه إليه . ومخيم حطين يقع ضمن لواء مدينة الرصيفة التي باتت تُعرف بأنها مدينة الشهداء .
نشأ الشهيد بإذن الله في طاعة الله وحبّ الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه . وتقرّ والدته أنه كان يتمنى الشهادة وهو في الخامسة عشرة من عمره , وكان ذلك التمني يسرّها ورأته شهيداً يوم استشهاده , فقد رأته يمشي ويلحق به شقيقه حاملاً غطاءاً فأتاها اتصالٌ أنبأها باستشهاده فور استيقاظها . حزنت لفقدانه وسُرّت لاستشهاده على أرض الشام الطاهرة وأكدت لي إنها قامت وصلّت لله فور بلوغها الخبر وتمنت لو أنها أمٌّ لعشرة شهداء يقاتلون في سبيل الله فيُقتلون . ودعت الله أن يثيبها على تربيتها له فقد كانت تُحسسه برغبتها في أن تصبح أماً تفتخر باستشهاده حتى غادر في آخر أيام الشهر الأخير من العام الماضي للأرض المباركة .
هبّ لنصرة الشعب السوري المظلوم ليقف إلى جانبه في محاربة الطاغية . ولو تعرض الأردن لعدوان لكان أول المدافعين عنه .وأضافت والدته تحدثني إنها مسرورة لوصف أعداء الله لابنها الأكبر مهند بالإرهابي فهذا يعني أنه أدخل الرعب إلى قلوبهم وقالت ألحمد لله فمسيرة الجهاد لن تتوقف وستستمر حتى يأتي الله بنصره ووعد الله لقريب . 
والدة شهيد الغوطة مهند أبوقطام تزف نجلها الثاني محمد وتتمنى الشهادة ( تقرير وقصيدة )
أجابتني واصفة شعورها لحظة سماعها خبر استشهاده بأنه مزيج من الأسى والنشوة : إنني واثقة ومطمئنة بأن الدافع لذهاب إبني هو إعلاء راية الله ومن أجل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .
لم أرها اليوم وقد زفّت إبنها الثاني بعد أيام على استشهاد بكرها . لكن والد الشهيد رأى وهو جالس فجراً نجله الثاني ( محمد ) البالغ من العمر تسعة وعشرين عاماً فنابه شعور داخليّ بأن إبنه استشهد وجاءه النبأ اليقين . إستشهد محمد وهو يشارك في هجوم على كتيبة الطاغية في حي جوبر صباحاً ولربما في ذات اللحظة التي رآه فيها أمام عينيه وكأنه عنده . 
ورفضت والدته بكاء النسوة عليه فإبنها شهيد بإذن الله في أرضٍ تبسط الملائكة أجنحتها عليها ودعتهن إلى الصلاة وأكدت على تمنيها أن تلقى ربها شهيدة .
ألشاعر زهير محمود نجيب أبوقطام الذي كان قد زفّ شقيقه عمر قبل نحو ثلاثة شهور في الغوطة الشرقية بعد رحلة جهادية طويلة من بغداد إلى دمشق جاشت مشاعره وهو جالس في مكان زفّ إبن عمه محمد فنظم قصيدته :
(( أمـّاهُ .. لا تبكي الشهيد ))
والدة شهيد الغوطة مهند أبوقطام تزف نجلها الثاني محمد وتتمنى الشهادة ( تقرير وقصيدة )
......
سقطَ الشهيدُ
مُوَسّداً كتفَ الشهيد
أماه لاتبكي الشهيد
بل ضمّدي نزفاً جرى
ثم ادفعي
والدة شهيد الغوطة مهند أبوقطام تزف نجلها الثاني محمد وتتمنى الشهادة ( تقرير وقصيدة )
نحوي أخي
فدماؤه مسك الثرى،
وفؤاده صنو الحديد .
فاحت جراحه باقة من ياسمين.
يا كوكبا قد ضاء ليل التائهين.
والدة شهيد الغوطة مهند أبوقطام تزف نجلها الثاني محمد وتتمنى الشهادة ( تقرير وقصيدة )
زلزل فلا قدم تهز الأرض 
أو تحيي الردى
تعطي الورى عمرا جديد.
يا هامة طالت زمام الفرقدين،
يا من جعلت الأمر طوعا إذ تريد
أماه لا تبكي الشهيد
والدة شهيد الغوطة مهند أبوقطام تزف نجلها الثاني محمد وتتمنى الشهادة ( تقرير وقصيدة )
.... .... .....
أماه إن سقط الضنى
لاتحزني
لا تندبي
إذ ذاك من لطف القدر
والدة شهيد الغوطة مهند أبوقطام تزف نجلها الثاني محمد وتتمنى الشهادة ( تقرير وقصيدة )
ندمي الردي
حجرا حجر !!
نعم القدر
نعم القدر
أماه في زمن الخنا
حلم بأمنيتي سرى
والدة شهيد الغوطة مهند أبوقطام تزف نجلها الثاني محمد وتتمنى الشهادة ( تقرير وقصيدة )
عبر القمر
يا ليتني قد مت طفلا ً 
مذ حبا
أو كنت خيطاً 
في حـِذا
ذاك الشهيد .
 
 
المصدر : عباس عواد موسى

Total time: 0.0579