تشهد سوق الإعلان الإلكتروني انتعاشاً كبيراً وملموساً على مستوى العالم، فيما يتوقع خبراء ومختصون أن يسجل هذا القطاع طفرة كبيرة في العالم العربي خلال السنوات القليلة المقبلة، في الوقت الذي تتسارع فيه أسعار الإعلانات الإلكترونية بصورة مضطردة نتيجة الارتفاع في الطلب عليها.
وتؤكد نتائج الشركات العاملة في هذا القطاع الانتعاش الذي يعيشه، حيث قالت شركة "فيسبوك" الأميركية إن عوائدها ارتفعت في الربع الثاني من العام الحالي لتصل إلى 1.8 مليار دولار، محققة أرباحاً صافية بقيمة 333 مليون دولار، فيما أشارت الشركة إلى أن إيرادات الإعلانات من الأجهزة المحمولة وحدها وصلت 656 مليون دولار أميركي، ما يعني أن تطبيقات الهواتف الذكية ساهمت أيضاً في القفزة التي تمكّنت الشركة من تحقيقها في إيرادات الإعلان.
وسيلة فاعلة
ويقول العديد من الخبراء والمتخصصين إن العالم يشهد طفرة كبيرة في سوق الإعلانات الإلكترونية، متوقعين أن تنتقل هذه الطفرة إلى العالم العربي قريباً بعد أن تأكد العالم من فاعلية هذه الوسيلة في الترويج للمنتجات والأعمال.
وأكد الخبير في التجارة الإلكترونية المدير التنفيذي السابق لموقع "بيت دوت كوم"، عامر زريقات، أن "تطبيقات الهواتف الذكية أسهمت في الطفرة التي يعيشها سوق الإعلان الإلكتروني"، إلا أنه أشار إلى أن هذا ليس السبب الوحيد وإنما ثمة العديد من الأسباب التي دعمت الإعلان عبر الإنترنت، ورفعت من أسعاره.
وقال زريقات في حديث خاص لـ"العربية نت" إن الأزمة الاقتصادية دفعت الكثير من الشركات والأعمال الى تقليص موازنات الإعلانات وهو ما دفعها إلى البحث عن بدائل تمثلت في الإنترنت، كما أن الإعلان الإلكتروني أتاح لصاحبه العديد من المزايا التي لا تتوافر في الإعلان التقليدي، ومن بين ذلك القدرة على تتبع الإعلان ومعرفة أين ظهر؟ ومتى وكم شخصاً اطلع عليه؟ كما أن الإعلان الإلكتروني أتاح لأصحاب الأعمال - لأول مرة - استهداف شرائح معينة من المستهلكين، وهو ما لا يتوافر في الإعلانات التقليدية.
طفرة كبيرة
ويتوقع زريقات أن تشهد سوق الإعلان الإلكتروني طفرة كبيرة في العالم العربي ستتفوق على الطفرة التي تشهدها الولايات المتحدة وأوروبا، مستدلاً على ذلك بأن "العالم العربي يشهد ازدياداً أكبر في أعداد مستخدمي الإنترنت نتيجة كون أكثر من 60% من سكانه ممن هم دون الثلاثين عاماً، وهؤلاء هم الأكثر استخداماً لشبكة الإنترنت".
ومن جهته، يتفق جميل اللبدي، المدير التنفيذي لموقع "الطبي"، وهو أكبر موقع عربي صحي، مع زريقات في أن العالم العربي يتجه إلى طفرة في سوق الإعلان الإلكتروني، متوقعاً أن يزداد الاعتماد على الإعلان الإلكتروني خلال عامين فقط من الآن.
وقال اللبدي لـ"العربية نت" إنه خلال عامين مضيا فقط ارتفعت تكلفة الإعلانات الإلكترونية على "فيسبوك" و"جوجل" بنحو 200 ضعف، وذلك نتيجة الارتفاع الكبير في الطلب على هذه الإعلانات، ونتيجة وجود نظام "مزايدة" من قبل المعلنين، حيث إن أولوية الظهور تكون للمعلن الذي يدفع أكثر.
تطوّر سوق الإعلان
وبحسب اللبدي، فإن 70% من مستخدمي الإنترنت في العالم العربي يبحثون عن الموضوعات الطبية والصحية على الإنترنت، في الوقت الذي لا يزيد فيه الإنفاق على الإعلانات الطبية الإلكترونية في العالم العربي على مليوني دولار سنوياً، وهو ما يعني أنه لا يزال هناك الكثير لإنفاقه في هذا المجال.
يُشار الى أن نتائج العديد من الشركات تؤكد حجم التطور في سوق الإعلان الإلكتروني، خاصة نتائج كل من "فيسبوك" و"تويتر" و"جوجل"، وهي الشركات التي تعتمد في إيراداتها الرئيسية على الإعلانات الإلكترونية.