أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » دراسات وتقارير

ألصين وأكوام الدولار الترابية وسوريا وانقلاب السيسي

- عباس عواد موسى
ألصين وأكوام الدولار الترابية وسوريا وانقلاب السيسي
عباس عواد موسى
 تدرس الصين دعم اليوان بالذهب بدل الدولار . وإن حدث ذلك فأكوام كبيرة من الدولارات ستعود إلى الولايات المتحدة لتقفز أسعار المواد الغذائية عالياً وليصل التضخم أعلى درجاته , وسينخفض بالتالي مستوى المعيشة . لكن ذات القرار والذي تفكر به الصين منذ سنوات ليست بالقليلة قد ينعكس سلباً عليها . علينا أن ننتظر تسونامي الأزمة الإقتصادية العالمية القادم وسط بزوغ تمحورات جديدة جراء الأزمة السورية وتداعيات إنقلاب السيسي التي ستقلب المعادلة بفعل أحداثٍ أخذت تقرب بين صفوف التيار الإسلامي المتباعدة . 
ألصين تضع حداً للهيمنة الأمريكية والأوروبية
بنك الصين المركزي قد يتخذ هكذا قرار فعلاً . لأن الدولار لم يعد يعني بالنسبة لهم أكثر من أكوام تراب . وهو الأمر الذي اعتبره المحللون الإقتصاديون العالميون بأنه حرب سرية تشنها الصين على الدولار الأمريكي . وتجدر الإشارة إلى أن الصين وقعت العام الماضي إتفاقاً مع البرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا وهي دول لديها صندوق تنمية تفوق مدخراته أل 200 مليار دولار يقضي باستخدام مبالغ اشترتها الصين من سندات الخزينة الأمريكية لتحسين البنى التحتية في هذه الدول . ألصين وهذه الدول شكلت مجموعة البريكس التي تتحرك داخلها 6000 مليار دولار سنوياً ولديها من احتياطات العملات الصعبة 4000 مليار دولار . وإذا ما استعاضت الصين بالذهب عوضاً عن الدولار فإن تغييرات عظمى ستحدث في إمكانيات البنوك الأمريكية والبريطانية والأوروبية .
ألآن 70% من كميات الدولار الأمريكي تستخدم خارج الولايات المتحدة لأغراض تجارية . وبعودة نسبة كبيرة للداخل الأمريكي جراء القرار الصيني المزمع اتخاذه فإن تضخماً جامحاً سيعم الولايات المتحدة التي ستبدأ بالإنفصال الواحدة تلو الأخرى كأمر لا بد منه . بعد أن يتضاعف مستوى المعيشة لمرتين أو ثلاث وستصبح الولايات المتحدة من الدول النامية .
ألخلاف مع الولايات المتحدة
ألصين تراكم احتياطيها من الذهب وتستحوذ على ألف طن منه فقط . لكن تحليلات ٍ أشارت إلى أنها تملك عشرة أضعاف هذه الكمية ففي الربع الأول من العام الجاري قامت الصين بشراء 500 طن من الذهب . وما على النخبة الأمريكية التي تقود البنك المركزي إلا أن تضغط على الساسة للبدء بحرب حقيقية لإنقاذ الوضع الذي سيتدهور سريعاً . والولايات المتحدة أبلغت حلفائها بمآلات القرار الصيني على الأمن القومي وأمريكا ومن خلال حكومتها تعمل خارج القانون ولا تواجه عقبات لتمرير ما تشاء اتخاذه . ومنذ عقدين وهي في حالة حرب مع ثماني دول : أفغانستان , ألعراق , سوريا , كوريا الشمالية , ميانمار ,  ألسودان , إيران وآيسلاند . وسيكون وضعها أصعب بكثير بعد سقوط النظام السوري ووقوع تداعيات أقلها الفوضى لانقلاب السيسي العسكري الفاشل . فالواقع الذي سينشأ سيزيد من تعنت الحكومات المنتخبة في الإقرار بالدولار الأمريكي الذي طبعت منه المطابع الأمريكية تريليونات عديدة لعلها تواجه انهياراً ما بعده انهيار . ولذا , جاء إنقلاب السيسي لعله يؤجل من حتمية هذا الإنهيار .
من حرب تجارية إلى واقعية
ألحرب لا تفاجيء السياسيين . بل هي تباغت المواطنين . ولذا فإن طبع تريليونات بقرار من رئيس الإحتياطي الفيدرالي بن شالوم برنانكي قد يكون سبباً للإنهيار الأمريكي القادم . لقد لعبت الصين كل ما من شأنه تقويض الدولار ودعم عملتها بالذهب سيغري الكثيرين للتخلي عن ربط عملاتهم بالدولار ليتم ربطها باليوان . وهي تنظر كذلك إلى زمن قرب انهيار اليورو . 
وسيضعف اليوان الصيني
من السذاجة القول بأن المرحلة القادمة هي للصين في قيادة العالم . فالقول الفصل هو للحسم العسكري والفيتو الروسي الصيني المشترك المتعدد للأزمة السورية يدل على أن الدولتين لديهما ما يكفي من معلومات عن الوهن الأمريكي الأوروبي الناشيء عن هزائمهم في العراق وأفغانستان .
ألصين ستضعف العملة الأمريكية وستفقد الولايات المتحدة توازنها على المدى البعيد . لكنها لن تعالج ركود اقتصادها الذي يعاني هو الآخر من جملة من المشاكل والصعاب . ويرى محللون إن النتائج الكارثية ستطال الجميع دون استثناء .
تداعيات محتملة على روسيا
ستسعد روسيا بالقرار الصيني الذي سيوطد العلاقات الإقتصادية بين البلدين بعيداً عن الدولار . لكن روسيا لا تملك منافسةً للبضائع الصينية التي ستغزوها وستغرق أسواقها . وترى ناتاليا أورلوفا كبيرة إقتصاديي بنك ألفا شيئاً آخراً فالصين في وجهة نظرها بمقدورها التخلي عن الدولار وعزل عملتها عنه دون الحاجة للذهب وهذا يعني إن لدى الصين ما تخفيه .
ألعرب مستعمرات أمريكية
بقايا الأنظمة الساقطة هي أدوات أمريكية . فاسدون ومفسدون وطغاة . ولذلك فأمريكا تخشى من زوالهم وتريد بقائهم ورهن الحكم بأيديهم . وعزز التوجه الصيني نفس الإعتقاد لدى الأوروبيين . لكنه تنظيم القاعدة ظل وحيداً يتمسك بصوابية رؤيته ومتأكد من سلاسة تفتيت الناتو وتفكيك الولايات المتحدة مثلما فعل مع وارسو والإتحاد السوفييتي . لكن المقلق لدى قيادته هو عدم توحد الفصائل الجهادية في المنطقة .
سوريا : ألصراع القائم والنزاع القادم
لا شك أن ما يجري في سوريا لهو من صعاب الأمور . فالمختلفون اتفقوا على التخلي عن الشعب السوري وتركه لوحده . وإسقاط كل من يؤازره ويرغب بمساندته مثلما جرى مع الرئيس محمد مرسي . وحتى نضمن تحريراً لأنفسنا واستقلالاً لأوطاننا فعلينا تصفية العملاء .. أنظمةً وصحوات .
 
المصدر : عباس عواد موسى

Total time: 0.0733