أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

المواقف السياسية بين ميزان المال والمبادئ !!

- عباس الضالعي

لفت انتباهي عنوان لموقع الكتروني ممول من جيب المخلوع الذي نهب الخزينة العامو لاكثر من ثلاثون عاما وقلت في نفسي ..شوفوا اكبر كذبة فلولية ...توكل كرمان تقاضت مليوني دولار من التنظيم الدولي للاخوان للانظمام الى رابعة العدوية ..هذا هو العنوان الذي تم  تعريبه وتحليله عبر "وكالة أمريكية " لاعتقادهم ان كل ما يصدر من امريكا هو غاية الحقيقة ونسوا ان الكثير منا يعرف هذه اللعبة ومصادرها

الثائرة توكل كرمان ومن على نهجها لا يحتاجون الى دولارات للانضمام الى رابعة العدوية لان الانضمام الى رابعة ليس كالانضمام الى التحرير في القاهرة او صنعاء يتوقف على حجم المال ومقداره وهو الدافع الذي يحرك هؤلاء المنضمين ، لكن الانضمام عند توكل والتيار الذي تنتمي اليه  وهو تيار كبير لا يحتاج الى مال  او حتى الى فلسات من المال لانهم يكتفون للانضمام بمجرد اشارة او علم وخبر فقط فالواجب هو من يحركهم وهم لا يتحركون الى اذا كان الامر من اجل قضية وهدف

هؤلاء الكائنات " الفلول " يقيسون كل شيئ على تعاملاتهم وكل شيئ عندهم معروض للبيع ولا يفرقون بين المبادئ والمصالح

ويتجاهلون ان الاخوان حركة اسلامية مبنية على اساس المبادئ الصحيحة وان المال لا يؤثر على مواقفهم ومواقفهم كلها طوعية منبعها الواجب والقيم النبيلة التي تعلموها من مبادئ الاسلام الحنيف

المال بالنسبة لهذه الشريحة العريضة الطويلة ومنهم الثائرة توكل يعتبرونه وسيلة على عكس عديمي الضمائر الذين يعتبرون المال غاية

لو دفع عشرات الملايين من الدولارات لتغيير موقف او شراء ذمة احد قادة الاخوان اونشطائهم لما تيسر ذلك لسبب ان الوازع الديني والاخلاقي هو من يحركهم ويتحكم بهم وان ضمائرهم ومواقفهم محكومة بمبادئ سامية ، وهؤلاء يفهمون جيدا طبيعة وجودهم في الحياة ويفرقون بين العيش من اجل الحياة والحياة من اجل العيش ، وهذا هو مصدر فخرهم وعزتهم ونجاحهم

مشكلة الفهم مشكلة أساسية قد تكون حالة صحية اذا كان الفهم صحيحا وسليما وتكون حالة مرضية اذا كان الفهم خاطئا وعشوائيا وهذا الفهم ينعكس أثره على شخصية صاحبه

يخلط البعض حين يقيس بين أعضاء الإخوان المسلمين وبين أعضاء التيارات الأخرى ونتيجة للفهم الخاطئ والمريض يساوي بين توكل كرمان مثلا وبين ...... لم اجد شخصا اضرب به المثل للمقارنة مع القيادية توكل كرمان او بين ياسر اليماني والثائر خالد الآنسي الأول  ينطلق وفق درجة العروض في المزاد والثاني ينطلق وفق مبادئ وثوابت ويحمل قضية وهموم ، هذا على المستوى المحلي وعلى المستوى العربي نرى المشهد بين صفوت حجازي مثلا ومصطفى بكري الأول ينطلق بمواقفه من ثوابت قوية مرجعها اسلامي والثاني ينطلق بمواقفه من منطلقات (كم المبلغ !! وكم تدفع!!) الاسماء التي استشهدت بها للمثل فقط  والتيار الاسلامي مليئ بالاوفياء لمبادئهم وبالمناسبة لا بد من التنبيه ومن اجل ان لا ينخدع البعض  ( ليس كل من يطلق على نفسه لقب اسلامي او شيخ او يطلق لحية او يلبس عمامة او يتمظهر بمظهر الوقار ) فالاسلامي يجب ان يتخذ الاسلام منهجا وسلوكا وهذا ما نجده عند الاخوان المسلمون بنسبة كبيرة جدا

ولهذا نرى ان المنتسبين للاخوان في مواقف ثابته وموحدة ونرى الآخرين من أمثال هذا البكري كل يوم موقف جديد بل ان مواقفه متعددة حسب طبيعة المكان او البرنامج او النظام السياسي الذي يستأجره

وخلال الفترة الأخيرة جميعنا شاهد وتابع هؤلاء الدنيويين ومن يسمون انفسهم ليبراليين وقوى حداثية وهم بعيدين عن هذه المنابع الفكرية نراهم يتقلبون ويتلونون كالحرباء تماشيا مع ظروف الطبيعة فتارة نراهم اسلاميين وتارة قوميين ناصريين واخرى بعثيين صداميين ومرات بعثيين اسديين ومرات أمريكيين يتقمصون دور الرجل الحضاري ومرات رعاة ابقار ومرات عبيد بيادة

يضاف الى هذه الشريحة التي تعرض مواقفها ومبادئها المنعدمة اصلا قادة سياسيين وزعماء والامثلة على ذلك بين ايدينا كثيرة والغالبية يعرفها ويعرف تفاصيلها

الحقد على توكل كرمان والتيار الذي تمثله هو حقد مدفوع الثمن ولو كان هناك مال اخر من اجل مدح نوكل كرمان وتيارها العريض لوجدنا هؤلاء المستغلين يقولون فيها مدحا لم يقوله مالك في الخمر وقد يزيدون على ذلك الى درجة ......  ولا عجب في ذلك لان الموضوع بالنسبة لهم لا يتعلق بالمبادئ وانما يتعلق بحجم المبلغ !! دمتم ايها  الشرفاء الاحرار ..

Total time: 0.0468