مسؤولون أمريكيون يكشفون الأسباب الحقيقية وراء إغلاق السفارات الغربية في اليمن
بتاريخ 2013-08-10T07:31:34+0300 منذ: 11 سنوات مضت
القراءات : (3768) قراءة
بوابة السفارة الامريكية في صنعاء
اخبار الساعة - ترجمة عبد الحكيم هلال
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية على لسان مسؤولين امريكيين الأسباب التي أدت بالخارجية الأمريكية ومعها دول اوروبية إلى إغلاق سفاراتها في اليمن، ودعوة موظفيهم من الدبلوماسيين الهامين إلى مغادرة اليمن.
ونشرت «ذا نيويورك تايمز»، في 6 أغسطس الجاري، تقريرا أكد فيه مسؤولون امريكيون رصد مكالمة سرية بين «ايمن الظواهري»، الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن في 2011، أجراها مع زعيم التنظيم في اليمن «ناصر الوحيشي».
وأوضحت الصحيفة في سياق تقريرها أن تلك المكالمة كانت سببا كافيا لإثارة مخاوف الإدارة الأمريكية بشأن وجود «مخطط إرهابي كبير للجماعة». ما دفع إلى إغلاق جماعي للسفارات الدبلوماسية، وقادت محللين داخل الحكومة وخارجها لإعادة تقييم ما إذا كان الظواهري ربما في الواقع يمتلك القبضة الأقوى، على الشبكة التي ساهم في تأسيسها أكثر مما كانوا يتوقعونه.
وقال مسؤولون في حكومة الولايات المتحدة إن الظواهري، في اتصاله، حث القيادي اليمني ناصر الوحيشي على تنفيذ «هجوم إرهابي كبير»، وأنه بذلك، وبشكل منفصل، رقى الوحيشي لتسنم دور أكثر أهمية داخل القاعدة.
وتباينت توصيفات المحللين بشأن تلك التعليمات الأخيرة لزعيم القاعدة «الظواهري» لقائد فرع التنظيم في جزيرة العرب، وما الذي قد تعنيه في الوقت الراهن وفي المستقبل؟ ومدى قوة وقدرة الظواهري نفسه في السيطرة على التنظيم؟ وما إذا كان ذلك التخويل لأحد فروع التنظيم القوية يعني تطورا ومرحلة جديدة توضح إستراتيجية القاعدة القادمة.
وطبقا للصحيفة الأمريكية، فقد وصف بعض المحللين هذه التحركات على أنها النزع الأخير، أعمال يائسة من الزعيم الذي لم يعد يتمتع بالتأثير الذي كان يتمتع به ذات يوم. وبالنسبة لآخرين، فإن السيد الظواهري يصنع بذكاء خططا لمستقبل الجماعة التي يأمل لها أن تنتعش لفترة طويلة بعد وفاته، سواء كان ذلك لأسباب طبيعية أو غير ذلك.
إلا أن ثمة وجهة نظر أخرى، بحسب الصحيفة، تقول أن الظواهري، الذي لا يملك الكاريزما والقدرات الإدارية والنفوذ العالمي التي كان يتمتع بها بن لادن، كان ذكيا حين تنازل عن سلطة أكبر للوحيشي، الذي يقود تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أحد فروع تنظيم القاعدة التي أظهرت قدرة فائقة على تهديد المصالح الأمريكية عبر الهجمات الواسعة النطاق.
وقال دانيال بنيامين، الذي كان مديرا لعمليات مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية خلال ولاية الرئيس أوباما الأولى: «إن النموذج القديم لإدارة المجموعة لم يعد يعمل بعد الآن». وأضاف: «إنه لا معنى أن تكون كل قيادات القاعدة متجمعة في باكستان بينما النشطاء الوحيدون الذين لديهم أمل في فعل أي شيء يذكر في أماكن أخرى».
وعندما قيمت أجهزة المخابرات الأمريكية دور الظواهري، رفعت الولايات المتحدة وبريطانيا يوم الثلاثاء من الاحتياطات الأمنية في اليمن، وحثت واشنطن جميع المواطنين الأمريكيين على مغادرة البلاد، في حين طالبت جميع الموظفين «غير الاضطرارين» وبعض الموظفين الحكوميين «الاضطراريين» بتنفيذ الإجراء ذاته. وبشكل منفصل، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية انها سحبت دبلوماسييها من العاصمة، صنعاء، «نظرا لتزايد المخاوف الامنية».
وجاءت التحذيرات البريطانية والأمريكية بعد عدة ساعات من إعلان مسئولون عسكريون يمنيون أن ما لا يقل عن أربعة عناصر يشتبه في انهم اعضاء في تنظيم القاعدة، لقوا حتفهم فيما أاعتبرت أنها غارة لطائرة أمريكية بدون طيار في منطقة مأرب شرق اليمن في وقت مبكر من يوم الثلاثاء. وكانت هذه الضربة الأمريكية هي الرابعة التي تم تنظيمها في الأسبوعين الأخيرين، وهي جزء من حملة مكثفة لإفشال المؤامرات المحتملة التي أدت إلى إغلاق السفارة.
ويقول خبراء في مكافحة الارهاب ان الظواهري، منذ توليه تنظيم القاعدة في عام 2011، وجد صعوبة في إدارة الجماعات المتباينة ضمن كوكبة تنظيم القاعدة.
وقال إيفان كولمان، الذي يتعقب مواقع المتشددين على الانترنت في مؤسسة الشركاء العالميين في المناطق الملتهبة وهي مؤسسة للاستشارات الأمنية بنيويورك، ان «الظواهري لا يزال شخصية بارزة، لكن أدائه الوظيفي كان مشوشا جدا». وأضاف «هناك أكوام هائلة من الأدلة على أن الناس في العراق وسوريا لا يطيعون أوامره».
لكن حتى على الرغم أن منظمته تتشظى إلى وكالات إقليمية ذات أمتيازات غير عملية أحيانا، وحتى على الرغم مما تسفر عنه الأحداث العالمية بعيدا عما كان يود، إلا أن الظواهري ما زال يمتلك السلطة في الحركة التي تعهدها لأكثر من ثلاثة عقود.
ومع ان بنيامين وصف الظواهري بأنه «رجل لا يمتلك شعبية كبيرة جدا، وأتسم في وقت مبكر بشخصية لينينية، وأنه متكاسل ودائما ما ينزلق إلى مهاترات»، إلا أنه أستدرك مضيفا: «لكن، يبقى خليفة أسامة بن لادن المعين، وهذا يعني شيئا».