سوء وتردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية والامنية والاجتماعية ... في اليمن دفع عدد من اليمنيين للاغتراب لطلب الرزق من اجل توفير متطلبات الحياة الاساسية , ولكن امام صدور عدد من التعديلات للقوانين والانظمة المنظمة لعمل العمالة الوافدة الى المملكة العربية السعودية واصدار لوائح جديدة بشان منح تاشيرات الدخول والخروج النهائي وفترات الاقامة وغيرها من الاجراءات التي تشمل زيادة الرسوم المالية وتطبيق عقوبات مجحفة ضد العمالة المخالفة وترحيلها وتنفيذ حملات تفتيش لتنفيذ ذلك , كان كفيلاً لجعل المغتربين اليمنيين يعيشون في تعاسة وحزن كبير لايمكن وصفه في هذا اللقاء الذي تم بمناسبة ادائي لمناسك العمرة , ولكن من خلال اللقاء بعدد من المغتربين اليمنيين وشرحهم للظلم الذي يمارس ضدهم دون وجه حق نكون قد اسهمنا بنقل صورة مصغرة من معانة وتعاسة المغترب اليمني في المملكة العربية السعودية.
( قبر في بلدي خير من قصر في الغربة )
نامل ان تجد استغاثة وصرحة المغترب في هذا اللقاء ماينصفها من جور الكفيل وانظمة الاقامة في السعودية عن طريق تفاعل حكومة بلدنا بسرعة عقدها عدد من اللقاءات مع اصحاب القرار في السعودية من اجل وضع الحلول المناسبة والكفيلة لتحسين اوضاع المغتربين اليمنيين في بلد الاغتراب , هذا ماملة باعتباري محامي وناشط حقوقي اسعى الى نصرة المظلومين , وحلم لطالما طالب بتحقيقة معظم المغتربين الذين يتوسلون الاغاثة والنصرة من رجال الدولة في اليمن , حيث يقول سيف خالد قحطان بان وضع المغترب في السعودية تغير من الافضل الى وضع سيئ جداً فانا قبل ازمة الخليج كنت اعيش في مكة المكرمة مع عائلتي وكان عدد كبير من اقاربي متواجدين مع عوائلهم ولم نشعر في ذلك الوقت بالغربة فاليمني كان يعامل كمواطن سعودي ولكن مع بداية عام 1990م انعكس الوضع الى الاسوئ مطالبين منا الحكومة السعودية بان نعيش في المملكة بنظام الكفيل,رفضنا لذلك دفعنا للسفر الى بلدي قائلاً : قبر في بلدي خير من قصر في الغربة , اعيش في وطني حر خير من العيش في السعودية تحت رحمت الكفيل ولكن ذلك لم يطول بسبب تردي الاوضاع المعيشية في اليمن فعودة قبل عامين الى السعودية بعد ان اصبح عمري مايقارب حمسين عاماً وليتني لم اعود فانا قبل ستة اشهر رغبت بالسفر الى بلدي ولكن الكفيل لم يوافق لذلك لااستطيع السفر ايضاً اقامتي قبل ثلاثة اشهر كانت على وشك الانتهاء لذلك دفعت للكفيل رسوم تجديد الاقامة قبل انتهاءها بشهر ولكن الكفيل قام بصرف ذلك المبلغ لحاجته الشخصية ليفاجني قبل اسبوع بانه يجب ان ادفع رسوم التجديد مرة اخرى ومبلغ غرامة التاخير الذي كان بسببه اوالسفرالى اليمن عن طريق ترحيلي نهائياً لذلك اخبروني من ينصفني من ظلم الكفيل , لايوجد حل سوى الغاء نظام الكفيل على اليمنيين والعيش احرار في السعودية بدون كفيل كما كان الحال قبل عام 1990م .
( انا يمني )
من جهته اشار فهدعبدالله غالب بنبرة حزينة على سوى وضع المغترب اليمني في السعودية قائلاً : اليمني المتسلل الى السعودية بدون حمله جواز سفر او بالنسبة من دخل الى المملكة بطريقة نظامية ويحمل تصريح رسمي في جواز سفره يخوله الدخول الى السعودية فكلاهما وضعهما سي للغاية فاثناء نزول حملات تفتيش من مكتب العمل السعودي الى اماكن العمل من موسسات واسواق والمنازل قيد الانشاء نرى الجميع يقوم بالفرار فالمتسلل لايوجد له تصريح بالدخول الى المملكة لذلك حتى لايتم ترحيله الى وطنه يجب ان يقوم بالهرب بالركض باقصى سرعة فكلما اسرع كلما ابتعد عن تجرع سوى تردي الاوضاع المعيشية في اليمن وكذلك المغترب بطريقة رسمية اغلبهم لاليعملون لدى كفلاهم لعدم وجود للكفلاء موسسات اومشروع يدر دخل لهم ولمن يكفلوهم لذلك يضطر المغترب الذي لايعمل عند كفيله بالهروب بسرعة اقصى من سرعة المغترب المتسلل بطريقة غير نظامية لانه سوف يتحمل غرامات ملية تثقل كاهله اوترحيله نهائياً هذا اذا كان المرة الاولى للقبض عليه هذا باحتصار جزء من معاناتنا في الماضي قبل عام 1990م كان اليمني يعيش حر بدون نظام الكفيل يكفي ان يقول انا يمني حتى يترك بينما الجنسيات الاخرى كانت تعيش تحت رحمت نظام الكفيل لذلك اتذكر عندما كنت صغير واعيش مع عائلتي في مكة المكرمة قيام الامن بالقبض على رجل مصري لايحمل تصريح بالبقاء في المملكة وحتى يتخلص من رجال الامن كان يقول لرجل الامن( دانا يمني يابيه)فضحك رجل الامن قائلاً للمصري انت ممثل فاشل لقد ولدت في مكة المكرمة ودرست المرحلة الابتدائية في مدرسة حراء الحكومية احدى مدارس مكة المكرمة واللاسف الشديد سماعي لتحسين اوضاع المواليد الاجانب في السعودية بمنحهم حق الاقامة الحرة في المملكة لم تجد طريقها فمجلس الشورى كان مجحف بعدم سرعة بتفعيل ذلك الاقتراح فيما تضييق الخناق علينا باصدار عدد من التعديلات التشريعية التي تحرمنا من الاقامة في السعودية تجد طريق معبد للتنفيذ بسهولة وتغتصب لقمة العيش من افوهنا .
(مغادرة جماعية للمغتربيين اليمنيين الى اليمن قبل شهر رمضان )
من جهته اكد محمد احمد رسام بان التعديلات التشريعية المفاجئة ظالمة لقد جعلتني تلك التشريعات ادفع مبلغ عشرين الف ريال سعودي من اجل نقل الكفالة من كفيل الى اخر حتى لاتطالني العقوبات الجديدة التي تنص على الحبس عدد من الاشهر لمن يعمل خارج اطار موسسات واعمال الكفيل التجارية وترحيله نهائياً الى اليمن لذلك الان لايمكنني السفر الى اليمن لوجوب تسديد ماقترضته بسبب ظلم نظام الاقامة لنا ’ وبسسب ذلك لقد غادر الكثير من المغتربين اليمنيين الى اليمن وتمزيق اقامتهم بعد وصولهم بلدهم , ايضاً المغتربين اليمنيين غير النظامين قبل شهر رمضان غادروا المملكة بسبب ان هناك قرار بمعقابة المخالفين لنظام الاقامة بالحبس لعدد من الاشهر واخر ميعاد لتطبيق ذلك نهاية شهر شعبان لذلك لم يبقى في السعودية من المغتربين اليمنيين سوى عدد قليل مما رفع اجر العامل في اليوم من مائة ريال سعودي الى مائتا ريال سعودي ومعلم الدهان والنجارة والكهرباء من مائتا ريال سعودي الى اربعمائة ريال سعودي بسبب عدم وجود العمالة الكافية من اليمنيين ’ لذلك بعد تمديد مهلة التهديد بتطبيق العقوبات الصارمة بالحبس لمدة كبيرة لمخالفين نظام الاقامة في السعودية الى نهاية شهر ذي الحجة اعاد عدد كبير من اليمنيين الى السعودية من اجل اغتنام فرصة الحصول على طلب الرزق ولو خلال تلك الفترة القصيرة وتامين بمشيئة الله مبلغ مالي من اجل استثماره في اليمن لاستحالة العودة بعد شهر ذي الحجة الى السعودية في ظل تعديلات نظام الاقامة المجحف.
تنوع معانات المغتربين اليمنيين وتعدد صورها يرغمنا على تناولها عن طريق عدد من الحلقات من اجل نقل صورة حية لتعاسة المغترب اليمني من خلال عدد من الزوايا التي توخز اجساد احواننا المغتربين في السعودية .