من جديد، وبكل وحشيةٍ طائفيةٍ قامت الجماعات البوذية هذا الأسبوع باعتداءاتٍ، وعنفٍ، وتدميرٍ، وقتل مسلمي بورما "ميانمار"؛ بحجة عدم تسليم الشرطة البورمية مسلماً بورمياً ارتكب مخالفةً أمنية لرهبان بوذيين كانوا يريدون الانتقام منه، وتطبيق القانون بأنفسهم؛ ما أثار غضبهم ضد كل شيء مسلم، فبدأوا بتخريب منازل، ومتاجر المسلمين والاعتداء عليهم.
وتشير التقارير الدولية إلى أن الأحداث الأخيرة شرّدت مئات المسلمين بأطفالهم ونسائهم بعدما أقدم نحو 1000 من مثيري الشغب البوذيين على طردهم وحرق بيوتهم؛ ويعتبر هذا الاعتداء ضمن سلسلة أعمال العنف التي يشهدها هذا البلد ضد المسلمين منذ سنوات طويلة في ظل صمت العالم غير المبرر.
وكان مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله المعلمي، قد دعا في وقتٍ سابق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى مساعدة مسلمي ميانمار، الذين يتعرّضون للقتل ويهاجمون في جميع أنحاء البلاد.. وقال: إن العالم لا يمكن أن يحكم عليه بالتقدم مع القيم الديمقراطية إذا كانت تلك القيم الديمقراطية لا تشمل إعطاء الحقوق الكاملة للسكان المسلمين في ميانمار.
وقال: نحن دعونا الأمين العام إلى التدخُّل، لجعل صوته يسمع أكثر بصوت عال، ونحن نشعر بالقلق إزاء الاهتمام الذي يولى للعمليات الديمقراطية، في حين أن أبسط حقوق الإنسان والقيم الإنسانية يُداس عليها من قِبل الحكومة الحالية.
وأكد أن ما يحدث في ميانمار للسكان المسلمين لا يمكن إلا أن يسمّى بالتطهير العرقي، مفيداً بأن دفن الضحايا غير ممكن في الظروف الحالية.
ورأى أن الأمين العام والأمم المتحدة، أقروا بأنفسهم وقالوا إنهم بحاجة إلى أن يسمع أكثر بصوت عال ويجب بذل الجهود شخصياً مع رئيس ميانمار، لافتاً إلى أنه لم يعد الروهينجا المسلمين مستهدفين فحسب، ولكن كل المسلمين في البلاد، ولا يتم التعرف على الروهينجا بين المجموعات العرقية في ميانمار البالغة 135، الذين يتم التعامل معهم كمهاجرين غير شرعيين.
وكان مركز الروهينجا العالمي التابع لاتحاد منظمات (أراكان روهينجا) والمعروف اختصاراً بـ (ARU) قد ذكّر فيه العالم بمأساة مسلمي الروهينجا الذين تعرّضوا للظلم والاضطهاد، وقال المركز في بيان إن مسلمي بورما في حاجةٍ ماسّة إلى الوقوف معهم ودعمهم وإغاثتهم، وناشد البيان المسلمين في جميع أنحاء العالم رفع الظلم الذي وقع عليهم من قِبل البوذيين وإعادة حقوقهم المسلوبة، وطالب المركز بحقوقهم كاملة وعلى رأسها حق المواطنة، مناشدين دول العالم كافة والمجتمع الدولي، بإعادة النظر في السياسة التي تتعامل بها حكومة ميانمار مع أقلية الروهينجا المسلمة والسعي الجاد لوضع حد لعمليات الاضطهاد والانتهاكات التعسفية التي تمارس ضد أبناء شعب الروهينجا.. وفي الوقت ذاته طالبوا وسائل الإعلام بتكثيف جهودها الإعلامية ومحاولة كسر الحصار الإعلامي المفروض على إقليم أراكان وعلى القضية بأكملها.