أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

نجاح مؤتمر الحوار الوطني رغم الصعوبات

- ياسر صادق الإدريسي
يواجه مؤتمر الحوار الوطني في اليمن الذي دخل مراحله الأخيرة مشاكل وصعوبات قد تحكم عليه بالفشل أو بعدم التوصل إلى حلول لعدد من القضايا الأساسية المعروضة عليه، خاصة في ظل تعليق الحراك الجنوبي مشاركته فيه، لكن مسؤولين عنه يؤكدون أنه سينجح.

وعلق ممثلو الحراك قبل أسبوعين مشاركتهم في المؤتمر، وبعثوا رسالة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي تتضمن مطالب لعودتهم، بينها الندية في الحوار بين الشمال والجنوب، ونقل الحوار إلى خارج البلاد، وحق تقرير المصير للجنوب.

وقال الناطق الرسمي للحراك أحمد القنع إن وفد الحراك لم ينسحب من المؤتمر، بل 'مدد إجازته' للتشاور مع القوى الجنوبية الأخرى في ما يخص حل القضية الجنوبية، وهو بانتظار رد من الرئيس هادي.

وأضاف أن الغرض من تعليق المشاركة ليس تعطيل الحوار، وإنما لأن الحراك لا يقبل أن تُفرض عليه مشاريع جاهزة باسم القضية الجنوبية. وقال أيضا إن وفد الحراك شارك في الحوار رغم تخوين الجنوبيين له، وسيعمل على تحقيق كل ما يرتضيه 'شعب الجنوب'.

وقال القنع إن الحراك شارك في الحوار، وهو يحمل رسالة للمجتمع الدولي تطالبه بمساندته في تقرير مصير الجنوب، متهما بعض القوى السياسية بمحاولة جعل جنوبيين منتمين لأحزاب سياسية بديلا في حال قرر الحراك الانسحاب الكامل من الحوار.

ويرى مسؤولون في الحوار ومحللون أن تعليق الحراك مشاركته مع قرب انتهائه سيؤثر سلبا على المؤتمر، إلا أنهم استبعدوا أن يؤدي ذلك إلى إفشاله.

من جهته أكد نائب الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني ياسر الرعيني أن الحراك المشارك بالحوار لم ينسحب وليس له نية في إفشال الحوار، وإنما طلب مهلة للتشاور مع مكونات أخرى داخله للخروج بقرار واحد ورؤية موحدة للحلول لقضايا الجنوب.

وقال الرعيني إن الرئيس هادي (رئيس مؤتمر الحوار) وافق على المهلة. واعتبر أن تعليق الحراك مشاركته في بعض الجلسات قد يؤثر على سير الحوار، لكنه أكد أن المؤتمر سيتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.

ووفقا للمصدر نفسه، بلغ الحوار مراحل نهائية، مشيرا إلى أن بعض اللجان أنجزت أكثر من 90% من عملها، وحان الوقت للفصل فيما يخص القضية الجنوبية.

ويرى الرعيني أن الشروط التي تقدم بها ممثلو الحراك في رسالتهم للرئيس هادي غير مقنعة، وربما لن تقبل أو تنفذ، لأنها تأتي في نهاية المؤتمر بعد أكثر من خمسة أشهر من النقاشات.

أما رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات عادل الأحمدي فقال إن الحراك يسعى عبر تعليق مشاركته إلى فرض شروط تتجاوز ما أقرته اللجان والنقاشات، مرجحا ألا يستمر التعليق طويلا، لأن الحراك المشارك في الحوار محسوب على الرئيس هادي راعي مؤتمر الحوار ورئيسه.

وقال الأحمدي إن الحراك لا يريد إفشال الحوار عبر شروطه الأخيرة، وإنما يريد كسب تأييد فصائل الحراك الأخرى غير المشاركة في الحوار لتضع ثقتها بالفصيل المشارك، وتتبنى خياراته وخيارات الحوار بعد ذلك وتزيد من شعبيته في الجنوب.

ويرى الأحمدي أن تلك الأهداف لن تتحقق أبدا، لأن الخلاف بين تلك الفصائل هو خلاف مبادئ وثارات قديمة وليست مطالب للقضية الجنوبية، بالإضافة إلى أن الفصائل الأخرى في الحراك قد رفضت الحوار منذ بدايته فكيف ستقبل بمخرجاته.
المصدر : الجزيره نت

Total time: 0.0479