الحادث الإجرامي الذي تعرض له المناضل والشخصية الوطنية الأستاذ محمد سالم باسندوة مساء السبت 31اغسطس يعتبر مؤشرا خطيرا تصفيات جسدية للشخصيات الوطنية والسياسية بهدف افشال المرحلة الحالية وقطع الطريق امام الحلول المنتظرة من مؤتمر الحوار الوطني ، وان المساس بحياة المناضل محمد سالم باسندوة هو استهداف لقيمة نضالية تاريخية وليس استهداف لشخص عادي ، ولهذا فالجهات المسئولة عليها مباشرة التحقيقات والكشف عن الجناة وهوية من يقف وراء هذه العملية وغيرها وتقديمهم الى العدالة
محاولة اغتيال رئيس الوزراء يعتبر نقلة جديدة للجريمة السياسية التي طالت الكثيرين من ضباط الأمن السياسي والمؤسسة الأمنية والعسكرية وسياسيين وهذا ما يجعلنا نجزم يقينا بمن يقف وراء هذه الجرائم التي تتزايد وفي المقابل يلاحظ صمت الجهات المعنية ازاء هذه الجرائم ورغم انها مستمرة منذ اندلاع ثورة الشباب الشعبية السلمية مطلع العام 2011م الا ان الجهات الرسمية لم تعلن القبض على أي من منفذي تلك الجرائم وهذا ما يثير الشك حول طبيعة الاغتيالات ومن يقف ورائها
هناك اطراف سياسية ترى انها متضررة من وجود الأستاذ محمد سالم باسندوة على رأس الحكومة وترى انها يهددها ويهدد مصالحها ، فمنذ توليه رئاسة الحكومة في ديسمير 2011م وهو يتعرض لهجوم اعلامي من وسائل الاعلام التابعة للمخلوع علي صالح والمواليه له التي تمارس حربا اعلامية شديدة ومبالغ فيها ضد المناضل باسندوة وصل الى حد الخروج عن المهنية السياسية والاعلامية وادب الاختلاف والنقد ورغم كل هذه الحرب الاعلامية الا انهم لم يحققوا منها شيئا ولم يتحقق للقائمين على هذه الوسائل أي نتائج ملموسة ولم تؤثر على مكانة الاستاذ المناضل باسندوة ومعنويته وهذا ناتج عن صلابته الوطنية ووقوفه على مبادئه الوطنية والنضالية اضافة الى نظافة تاريخه ونزاهة يديه من المال العام وكل ما يتعلق بالوظيفة العامة في كل المواقع والمناصب التي تولاها خلال العقود الماضية الذي عمل بكل مسئولية ومهنية ووطنية
لم يفلح الحاقدين والمتضررين من وجود المناضل باسندوة رئيسا للوزراء بحملتهم الاعلامية القمعية وبدون أي مراعاة لسنة ومكانته وجسمه النحيل وسجله الوطني الطويل كمناضل منذ نعومة أظافره ضد الاحتلال البريطاني الغاشم في جنوب اليمن ورغم كل هذا الا ان هؤلاء الجبناء قرروا تصفيته جسديا عن طريق رصاص الغدر وكأنهم بفعلتهم هذه يتوهمون انهم سيرتاحون منه ومن قنابله التي يفجرها بين فترة واخرى لتدوي على هؤلاء الذين تعودوا على ممارسة القتل وسفك الدماء ، قد يتحقق لهم القضاء على شخص المناضل باسندوة – حفظه الله واطال بعمره – لكن لن يتحقق لهم نسيان صرخاته في وجه الظالم والطاغيه وان هذه الصرخات ستلاحقهم كل ساعة وكل يوم وستفزعهم عند منامهم
ارادة الله وحده هي التي حفظت الاستاذ باسندوة من رصاصات الغدر التي كانت في انتظاره قبل ان يصل الى منزله فالله الحمد والشكر والثناء على سلامة الأستاذ محمد باسندوة وادعو الله ان يحفظه من كل شر ومكروه وان يبقيه لليمن وللحركة الوطنية والثورية مرجعا ومصباحا ينير لها الدرب لاثرائها بتجاربه النضاليه الطويلة وان لا يرينا فيه مكروها لانه في الاخير وقبل ان يكون رئيسا للوزراء فهو اب لاسرة ورب لعائلة تحتاج له ويحتاج له الكثيرين
محاولة الاغتيال الفاشلة بحق باسندوة ادانتها الاطراف المحلية والدولية بإعتبارها مؤشر خطير على تغيير بوصلة الجريمة نحو القيادات الكبيرة وهذا لم يعد بعد هذا الحادث مؤشرا بل اصبح عملا ينفذ على الواقع ورغم هذا الا ان القرار السياسي والجهات المعنية بالامن لم ترتقي الى مستوى الحدث والفعل الاجرامي لتفصح عن المجرم الحقيقي الذي بات يهدد الامن العام للمجتمع والاستقرار الذي تعتمد عليه الحكومة لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي
اليمن وخاصة خلال هذه المرحلة بحاجة الى قرار سياسي شجاع لوقف هذا النزيف الذي يطال كثيرا من القيادات ولوقاية الشخصيات الوطنية من الاغتيال التي باتت تقترب منهم ولا يمكن وقوف القيادة السياسية عند مستوى الادانة وبيان الشجب والاستنكار فالأمر بحاجة الى اتخاذ اجراءات وقائية لحماية الوطن من الانزلاق نحو العنف السياسي
الاستنكار الرسمي والشعبي والاقليمي والدولي تجاه محاولة الاغتيال دليل على ان الجريمة لم تكون عرضية او عفوية وان هذا الكلام يعد عامل تشجيع وتهوين من العملية وعامل تغطية على المجرمين ومع ان هذا التهوين صدر على لسان قيادة الدولة بعد وقت فصير من حدوث الجريمة وقبل الوصول الى أي معلومات او نتائج فمثل هذه التصرفات توحي بأن الكيد السياسي يمارس حتى من الصف الذي يجب ان يكون متحدا لمواجهة هذه الأعمال كما ان إصرار بعض القائمين على ادارة اخبار (SMS ) على الموبايل لبعض المنابر الإعلامية التي لها بصمة كبيرة لمناهضة الظلم والطغيان الا ان استباقها بمعلومة ان الحادث عرضي وتكرارها للمعلومة في اكثر من رسالة يثير مصداقيتها ويؤثر على مكانتها وان هذا الاستباق يعد زلة مطبعية عبر الاثير لان حدوث الجريمة وتوقيتها الزماني والمكاني لا يدل على انها عرضية ، ولا يمكن ان يتوافق الاستعداد والتجهيز الذي كان متوفرا للمجرمين ( سيارة بدون ارقام وعدد من المسلحين ويسيرون امام موكب رئيس الوزراء ببطئ وعند انتباه الحراسة الامنية لوضعهم قام احدهم بالنزول من السيارة ومباشرة اطلاق الرصاص على سيارة رئيس الوزارء وقيام المسلحين الآخرين بإطلاق الرصاص من داخل السيارة اضافة الى ان وجودهم في المكان القريب من منزل رئيس الوزراء كان يدل على تنفيذ الجريمة عند مدخل المنزل ) كل هذه المعطيات لا تتوافق مع الحادث العرضي ولو كان كذلك كنا سمعنا بقيام اجهزة الامن بإلقاء القبض على السيارة لان المكان الذي وقعت فيه الجريمة مكان محاط بعدد من النقاط الامنية وسيارات الشرطة وان الذي تعرض للحادث هو رئيس الحكومة وليس شخصيا عاديا ، حماية رئيس الوزراء مرتبطة باتصالات غرف عمليات كثرة والذي يثير الشك حول عدم ان الحادث عرضي هو عدم قيام الاجهزة الأمنية بالقبض على الجناة فور تلقيهم بلاغ مباشر من حماية رئيس الوزراء فهذا يدل على ان الطرف الذي كان يقف وراء هذه العملية وجميعنا يعرف الطرف الذي يقف وراء عملية الاغتيال بالصفة والمهمة ولكن لا يمكن استباق ذكر الاسم قبل ظهور التحقيقات التي لا يمكن الوصول الى أي نتيجة في ظل هذا الإهمال المتعمد لمثل هذه العمليات وضياع القضية عمليا وترك الراي العام يجري وراء ما يقوله المصدر الأمني !! وان النتيجة في نهاية المطاف ستلحق بسابقاتها من الجرائم وستسجل على تنظيم القاعدة الذي اشك انه وراء كل هذه العمليات وخاصة السياسية فتنظيم القاعدة في اليمن له جناحان جناح تنظيم القاعدة التابع لــ بن لادن وجناح تنظيم قاعدة الصالح فأيهما المعني بمهمات من هذا النوع !!! تساؤلات تظل الإجابة عليها مرهونة بقرار سياسي شجاع للكشف عن المستفيد من هذه التصفيات .
أخيرا الحمدلله على سلامة الأب والمناضل والشخصية الوطنية وحكيم الثورة الأستاذ محمد سالم باسندوة رئيس حكومة الوفاق الوطني والشكر لله وحده على رعايته والحيلولة دون وقع الجريمة ... ودمتم