لازالت أصداء خبر التقاء سفير المملكة العربية السعودية بصنعاء علي بن محمد آل حمدان، وعدد من عناصر جماعة الحوثي وفي مقدمتهم رئيس ما يسمى المجلس السياسي لحركة أنصار الله الحوثي المسلحة، صالح هبرة ـ لازال مثار الكثير من التساؤلات والاستفسارات عن طبيعته وأسبابه ونتائجه وتوقيته.
وفي هذا السياق كشف قيادي مؤتمري مقرب من رئيس المؤتمر الشعبي العام/علي عبدالله صالح، عدداً من النقاط التي تناولها اللقاء، مشيراً إلى أن اللقاء جاء بطلب من جماعة الحوثي.. حيث أكد القيادي المؤتمري أن عناصر الحوثي التي التقت السفير أطلعته على ملف لعلي عبدالله صالح تضمن العديد من المعلومات التي تدين صالح في قضايا كثيرة, خاصة بعد أن تمكنت قيادات مؤتمرية مقربة من جماعة الحوثي من خديعة علي عبد الله صالح، بإيجاد تحالف مع حركة الحوثي أواخر أيام حكمه، وهندسة هذه القيادات في إيهام صالح بوجود تحالف قوي مع حركة الحوثي.
وذكر القيادي المؤتمري الذي فضل عدم ذكر اسمه خلال حديثه لـ"أخبار اليوم" ـ أن عناصر الحوثي التي التقت السفير السعودي أكدت له أنها قدمت هذا الملف الذي يتضمن إدانات لصالح للرئيس هادي، كما أكدت له نجاح عدد من قيادات المؤتمر المقربة من حركة الحوثي، في العمل ضد علي عبد الله صالح من داخل الشعبي العام في قضايا كثيرة وأن صالح شعر بحجم الخديعة التي تعرض لها عن حقيقة تحالف المؤتمر مع الحوثي، والتي تم توظيفها لصالح حركة الحوثي، ولم يستفد منها الشعبي العام ولا صالح في شيء وحتى اليوم سوى الإدانة واللعب بالمتناقضات.
القيادي المؤتمري أكد للصحيفة أن عناصر الحوثي التي التقت السفير، قدمت حركة الحوثي ـ فيما يخص المواجهة المسلحة مع حرس الحدود السعودي في العام2009م ـ على أنها ضحية لخديعة من علي عبد الله صالح، عمل جاهداً على تحريض الحوثيين في خوض هذه الحرب ضد السعودية، مشيرين إلى أن الجماعة لا تتبنى توجهات عدائية ضد المملكة العربية السعودية، وأنها سبقت في الحرب السادسة إلى المواجهة مع السعودية، دون رغبة منها أو قيادتها، معترفة بأن صالح قد نجح في جر حركة الحوثي إلى مربع المواجهات مع السعودية.
وعلى صعيد متصل أكد مصدر دبلوماسي خليجي لـ"أخبار اليوم" أن عناصر حركة الحوثي التي التقت بسعادة السفير آل حمدان يوم السبت المنصرم بمقر السفارة السعودية، قد أطلعت سفير المملكة على تقرير يكشف ضلوع علي عبد الله صالح في تحريضه جماعة الحوثي لشن الهجوم على حرس الحدود السعودي، مشيرين إلى أن ضلوع صالح في هذا الأمر يكشف حسن نوايا جماعة الحوثي تجاه المملكة وعدم وجود توجه عدائي لديهم تجاه المملكة.
وأوضح الدبلوماسي الخليجي في حديثه للصحيفة أن جماعة الحوثي وعبر ممثليها الذين التقوا السفير السعودي أبدت استعدادها الكامل لتأمين الحدود اليمنية السعودية و أكدوا للسفير أن حركة الحوثي أمنٌ للسعودية من الحكومة اليمنية شريطة أن يتم التعامل في مسألة تأمين الحدود مع جماعة الحوثي بطريقة مباشرة وفي إطار تعاون مشترك.
ونفى ممثلو الحوثي لسفير المملكة العربية السعودية بحسب الدبلوماسي الخليجي ـ نفوا بشدة أن يكون لدى الجماعة أي نوايا مبيته لخوض أي عمل عسكري ضد المملكة العربية السعودية, نافين في الوقت ذاته قيام حركة الحوثي بأي استعدادات أو تجهيزات لخوض أي مواجهات مسلحة ضد السعودية أو توتير الأوضاع على خط التماس في الحدود بين البلدين, كما أكدوا للسفير بأن السلطات اليمنية ابتداءً من الرئيس هادي وحتى آخر مسئول في حكومة باسندوة يعملون في ابتزاز السعودية من خلال الحديث على أن حركة الحوثي تمثل تهديداً وخطراً على المملكة.
وختم الدبلوماسي الخليجي حديثه للصحيفة بالتأكيد على أنه لن تنطلي على المملكة العربية السعودية الخديعة التي تحاول قيادة جماعة الترويج لها وإقناع الدوائر السعودية بها, مؤكداً على أن ملف تمرد جماعة الحوثي المسلحة يخضع لمتابعة دقيقة من قبل الدوائر السعودية المختصة.. الأمر الذي يجعل أي تحركات لقيادات الحوثي في الجانب الإيجابي تجاه المملكة ومحاولة العمل على ذلك مكشوفاً للسلطات السعودية.