لا يزال عادل عقلين، البالغ من العمر 48 عاماً، مدرس اللغتين العربية والإنكليزية في العاصمة اليمنية صنعاء، يتدبر أموره بصعوبة شديدة، بينما تشهد البلاد عملية انتقالية سياسية تتسم بأعمال عنف متفرقة وفشل اقتصادي. وعلى الرغم من أن عقلين ذكر أن الوضع الاقتصادي تحسن قليلاً منذ أن تحدثت إليه شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في ديسمبر الماضي، إلا أنه وعائلته يشعرون بمزيد من الثقة بشأن المستقبل.
وقال: "يأتي المزيد من الأجانب إلى اليمن، وهذا مؤشر جيد على أن الأمن والاستقرار آخذان في التحسن، ولكن لم يلتحق سوى القليل منهم بمدارس اللغات التي أقوم بالتدريس فيها. ولا زلت أقوم بالتدريس لمدة ساعتين فقط في اليوم الواحد، كحد أقصى. قبل الأزمة، لم تكن هناك ساعات كافية في النهار لتعليم جميع الطلاب الأجانب هنا".
"منذ ديسمبر، لم تنخفض أو ترتفع أسعار أي شيء - لا تزال الأسعار مرتفعة بنفس القدر - ولكن هناك بالتأكيد توافر أكبر الآن. أصبح العثور على الطعام والخضروات والدواء أكثر سهولة".
"وينطبق الأمر نفسه على البنزين؛ الأسعار المرتفعة ذاتها - 20 لتراً مقابل حوالي 12 دولاراً - ولكن لم يعد هناك نقص. ولم تتغير أسعار الأرز والقمح منذ ديسمبر الماضي أيضاً. وهي لا تزال أكثر من ضعف ما كانت عليه قبل عامين".
"الأشياء الوحيدة التي أصبحت أرخص ثمناً هي زيت الطهي وفاتورة المياه. فجميع أنواع زيت الطهي تكلف الآن نفس ثمنها قبل الثورة تقريباً، وفاتورة المياه الشهرية انخفضت من 3,000 ريال [14 دولاراً] إلى 2,400 ريال [11 دولاراً]".
"رفعت الحكومة راتبي بنسبة خمسة بالمائة في بداية العام، مما ساعد قليلاً، ولكن التضخم كان أعلى بكثير مما كان عليه في العامين الماضيين. كما زاد راتب زوجتي بنحو سبعة أو ثمانية بالمائة، وهي نسبة أعلى قليلاً مما حصلت عليه بسبب السياسات الحكومية الرامية إلى تشجيع النساء على العمل والدراسة. كما توفر الحكومة حافلة لاصطحابها من وإلى العمل كل يوم. تحصل النساء على مميزات جيدة للغاية بسبب هذه السياسات. إنه الشيء الوحيد الجيد الذي فعله [الرئيس السابق علي عبد الله] صالح للمرأة".
"لقد ساعدتنا الأموال الإضافية التي نكسبها قليلاً. فنحن نشتري الفواكه بكميات أكثر قليلاً الآن، ونستطيع إعطاء الأطفال 100 ريال يومياً (0.46 دولاراً) لإنفاقها في المدرسة. كما نستطيع إنفاق المزيد على متعة للأطفال. في عطلة نهاية الأسبوع، على سبيل المثال، نقود السيارة لفترة أطول قليلاً، وأحيانا نسافر خارج صنعاء، من أجل المتعة".
"انخفض مستوى التوتر في المنزل بسبب الأموال الإضافية ولأننا نشعر بمزيد من الثقة في الحكومة [الجديدة]. وعد رئيس الوزراء بأن اليمنيين المصابين في الثورة سوف يتلقون العلاج في البلدان الأجنبية، وقد حدث هذا بالفعل. وعندما يعد [الرئيس الحالي عبد ربه منصور] هادي بشيء، فإنه يفي به. وإصلاحات [10 أبريل] العسكرية هي مثال على ذلك. كان جميع اليمنيين سعداء، وكان العالم سعيداً".
"ولكننا ما زلنا لا نستطيع ادخار أي شيء، حتى قط الحي يضر باقتصادنا لأنه يأكل معظم الأرانب التي اشتريتها مؤخراً مقابل 2,000 ريال (حوالي 9 دولاراًت) لكل منها. باع ابني الأرانب [المتبقية]، واستخدم المال لشراء هاتف ذكي به ثمانية برامج لدراسة اللغة الإنكليزية. إنه فتى ذكي".
"إننا ننفق الكثير من أموالنا على الدراسة لإبقاء الأطفال في مدرسة خاصة، ولكننا سنفعل كل ما يلزم لإبقائهم هناك. إذا أرسلتهم إلى المدارس الحكومية سأكون ألقي بهم في براثن الفساد، فالأشخاص الذين يديرون المدارس الحكومية لا يهمتمون بمن يأتي أو يذهب. لديهم 120 طالباً في الفصل الواحد مقابل 20 في كل فصل في المدارس الخاصة".
"لا نزال نأكل كميات أقل مما كنا نأكله قبل عامين، ونستخدم السيارة في عطلة نهاية الأسبوع فقط، ولكنني أعتقد أن الناس في صنعاء يزدادون ثقة. ويعتقدون أن الأمور ستكون أكثر استقراراً والأسعار ستنخفض في الفترة المقبلة".
"سوف يتحسن الأمن والاستقرار بسرعة أكبر من الاقتصاد. إن الاقتصاد معقد جداً لأنه ببساطة غير مدعوم من قبل الحكومة اليمنية. وهو يتطلب دعم الكثير من البلدان وتعاونها".
"يسهم الجميع في الأمن لأنهم عندما يعرفون أن كبار المسؤولين أكفاء وصادقون، لن يرتكبوا جرائم. إن الحكومة الحالية أفضل من حكومة صالح. لماذا؟ لأنهم ليسوا جميعاً من قبيلة واحدة. إنهم من جميع أنحاء البلاد ويتقاسمون الحكم".
- الاسم: عادل عقلين
- العمر: 48
-المكان: صنعاء
- هل تعيش زوجتك معك؟ نعم
- ما هو عملك الرئيسي؟ معلم لغة عربية ولغة إنكليزية
- ما هو راتبك الشهري؟ 420 دولاراً (ارتفاع من 400 دولار )
- ما دخل أسرتك الإجمالي - بما في ذلك مرتب زوجتك وأية مصادر إضافية للدخل؟ 745 دولاراً (ارتفاع من 700 دولار)
- كم عدد الأشخاص الذين يعيشون في منزلك - ما هي صلة قرابتك بهم؟ خمسة أشخاص – زوجة وثلاثة أطفال
- كم شخص يعتمد على دخلك أو دخل زوجتك - ما صلتك بهم؟ أطفالي الثلاثة
- كم تنفق على الطعام كل شهر؟ 450 دولاراً وهو معظم راتبينا
- ما هي السلعة الرئيسية التي تستهلكها وكم تكلف كل شهر؟ 50 كيلوغراماً من القمح = 30 دولاراً
- كم تنفق على الإيجار؟ أملك منزلاً
- كم تنفق على وسائل النقل؟ 50 دولاراً في الشهر على وسائل النقل العام
- كم تنفق على تعليم أطفالك كل شهر؟ 700 دولار في السنة [58 دولاراً في الشهر]
- بعد أن تدفع كل فواتيرك كل شهر كم يتبقى لك؟ لا أوفر شيئاً
- هل اضطررت أنت أو أي فرد من أفراد أسرتك لتفويت وجبات طعام أو التقليل من الكميات التي تتناولونها خلال الأشهر الثلاثة الماضية؟ حتى بعد الزيادة في الرواتب التي حصلنا عليها في يناير لا تزال النشويات تشكل معظم طعامنا كالبطاطس والأرز والخبز. لكننا أصبحنا قادرين على شراء المزيد من الفاكهة بالمال الإضافي الذي أصبحنا نحصل عليه ولكننا لا نزال لا تستطيع أن نأكل اللحوم أكثر من مرة واحدة في الأسبوع لأنها لا تزال مكلفة للغاية
- هل اضطررت لاقتراض المال أو الطعام خلال الأشهر الثلاثة الماضية لتغطية الاحتياجات المنزلية الأساسية؟ لم اقترض أي مال منذ ديسمبر
*سعر الصرف حتى 26 يونيو، 215 ريال يمني مقابل دولار واحد