يتحدثون عنه في وسائل الإعلام المتنوعة بكينيا وفي الخارج كبطل أنقذ العشرات، وبينهم عائلة أميركية من 6 أفراد كانت في مركز "ويستغيت" التجاري بنيروبي، حين قامت "حركة الشباب" بمجزرة قتلت فيها ما ليس معروفاً عددهم حتى الآن، مع إمكانية أنهم 72 قتيلاً على الأقل.
إنه كيني من أصل صومالي، عمره 34 سنة واسمه عبدالحجي، وهو رجل أعمال وابن وزير الأمن والدفاع الكيني السابق محمد عبدالحجي، وهو أيضا الأهم من ذلك كله، أي الرجل الذي خرج من "مجزرة نيروبي" بطلاً ومنقذاً لمن كان "الشباب" سيقضون عليهم في المركز التجاري بالتأكيد، لولا أن انتدبته العناية الإلهية ليكون مخلصهم من موت حاسم.
وما أن وصلته الرسالة حتى أسرع الى المركز
قام بإنقاذ أم أميركية اسمها كاترين والتون وجميع أبنائها، وهم 5 أطفال، ممن كانوا برفقتها في "ويستغيت" حين اقتحمته "الشباب" السبت الماضي، فركضت الأم البالغ عمرها 38 سنة هلعاً مع أطفالها كيفما كان وتشتتوا، بحسب ما ذكرت هي نفسها لوسائل إعلام كينية وغربية، منها صحيفة "الغارديان" البريطانية أمس، وأيضا لمحطات أميركية، ممن راجعت "العربية.نت" معظم ما ورد فيها.
والأم كاترين والتون من ولاية كارولينا الشمالية، وتعمل في حقل المعلوماتية بنيروبي، التي انتقلت إليها مع زوجها قبل عامين فقط، وفيها اعتادت التجول والتبضع في "ويستغيت" كل سبت تقريباً، ومنه السبت الذي كانت فيه هناك حين وقعت "غزوة" دموية مفاجئة، ولم تكن ببال أحد.
أثناء ذلك كان عبدالحجي في مكان آخر مجتمعاً إلى آخرين، طبقاً لما رواه لمحطة "أن.تي.في" الكينية التي تعرض "العربية.نت" جزءاً من فيديو لمقابلة أجرتها معه قبل يومين، واستمرت نصف ساعة، حيث روى أن شقيقه كان داخل المركز وبث إليه رسالة نصية عبر الهاتف ليبلغه بما يجري، فأسرع حاملاً مسدسه إلى هناك بلا تردد.
رجل ومسدس دخل تاريخ دول كثيرة
في المركز التجاري أنقذ عبدالحجي شقيقه، وشارك مع الصليب الأحمر بإجلاء عشرات ممن بثت العملية الإرهابية فيهم الرعب، وأنقذ أماً هندية مع طفلها، وبحث عن طفلها الآخر في الجوار فعثر عليه وحمله إلى الخارج، ثم عاد ووجد رجلاً مسناً وهو تائه لا يدري إلى أين يتجه، فأنقذه أيضا.
ثم راح عبدالحجي يشارك رجال الأمن الكينيين بقتال المقتحمين للمركز التجاري، وفي الوقت نفسه كان يفسح المجال لكثيرين أرادوا عبور إحدى الردهات إلى الخارج، وفجأة لاحت أمامه الأم الأميركية مع طفلين من أبنائها الخمسة، فأسرع إليها تحت وابل الرصاص وأنقذها، وبحث عن ابنتها الصغيرة بورتيا فعثر عليها وحملها إلى الخارج، ومثلها أنقذ شقيقيها أيضا.
وروى عبدالحجي في المقابلة أن والده هو الذي دربه على استخدام المسدس للدفاع عن مواش تملكها العائلة، إذا ما تسلل إليها اللصوص لسرقتها، إلا أن ذلك المسدس دخل مع صاحبه تاريخ دول كثيرة أنقذ عبدالحجي رعاياها.