أخبار الساعة » فنون وثقافة » ابداعات ادبية

ثقافة لعاصمة الثقافة

- ياسمين العثمان العثمان

 

ثقافة لعاصمة الثقافة

 

تعز مسؤوليتي

 

منذ 8 أشهر تقريبا بدأت شوارع الحالمة تعز تتلفع بأوشحة الإعلانات التي أعلنت تنصيبها عاصمة لثقافة اليمنية  و اذكر وقتها أني تقاسمت وأهل مدينتي خاصة المثقفين منهم الكثير من التفاؤل متطلعين إلى أن يحدث هذا التنصيب شي من التفاؤل  والشعور بالأهمية والاهتمام المفضي للنشاط والإبداع ولإعادة بعث حس المسؤولية التي وأدتها الظروف القاسية من داخل قبور أرواحنا.إلا أن هذا الحدث والذي من المفترض أن يعامل بطريقة مختلفة لو كان في غير اليمن لم تتجاوز انجازاته إنجاب ردي فعل مشلولين :الاكتفاء بالنظر للإعلان المعلق شأنه شأن أي منتج استهلاكي وربما اقل،وإقامة فعاليات ضئيلة خالها المواطن التعزي أضغاث أحلام .

إن إعلان مدينة تعز عاصمة لثقافة اليمنية يعني إعادة التكاتف بين المواطن والحكومة والقائمين على هذه المدينة بحيث يقوم كل منا بدوره في موقعه وبحسب خبرته وقدرته وبكل إحسان و لا يعني ذاك الإعلان الخوف من تحمل المسؤولية والتنصل منها وتبادل اتهامات الإهمال واللامبالاة، لا يعني إعلان تعز عاصمة لثقافة اليمنية  الاحتفاء فقط بانجازات تعز التليدة وإلا لعنى ذلك اجترار  تاريخ سحيق لا جدوى من اجتراره إلا التأوه والتغني بعد أن عجزنا عن الاستفادة منه وتكراره بأيد وعقول معاصرة وشابة.

 نحن بحاجة إلى إعادة بعث ثقافة لعاصمة الثقافة ولن يتم ذلك إلا بتكاتف الجميع والذي لن يكون إلا إذا استشعرنا جميعنا مسؤوليتنا تجاه مدينتنا .وكم أخشى أن يتحقق ما رواه الأستاذ فيصل سعيد فارع في حديثه للجزيرة نت  انه كلما نصبت مدينة ما لتصبح عاصمة ثقافية أو اقتصاديه أو غيره إلا واستحالت إلى قواصم بدل من عواصم .إن من شأن مناسبة مماثلة أن توفر فرص الانتعاش الثقافي والاقتصادي بل وتخلق من الأجواء الحضارية والمشاركة ما يبث الأمل  والتفاؤل والحلم بغد أفضل في أجواء باتت قاسيه ومشحونة فقط لو توافرت فرص إقامة فعاليات  ثقافية تتكاتف في تنسيقها وإقامتها جهات حكوميه وخاصة وإقامة المسابقات الثقافية والمهرجانات التوعويه لأهمية الحدث قبل الحدث بفترة مناسبة وتغطيته إعلاميا أثناء  الحدث من قبل وسائل الإعلام قاطبة و بشكل جديد وجذاب مخاطبا كل الشرائح ،وتكاتف جهات الأمن بعضها بعضا ومع المواطنين لإنجاح فعاليات مماثلة.

لا يمكن لتعز أن تكون عاصمة لثقافة وقد باتت عاصمة للخوف والسلاح ولا يمكن لتعز أن تكون عاصمة لثقافة وقد كست شوارعها المخلفات والأكياس البلاستيكية وطفحت شوارعها بمياه المجاري والمسلحين وأرصفتها بالمجانين والمتشردين والمخزنين العاطلين والمتسولين وأنفسنا بلامبالاة والإهمال والتغاضي والاتكالية.إن تعز بحاجة لإعادة إحياء ثقافة لعاصمة الثقافة ولا أقول خلق لان قيم مثل  التعاون والمحافظة على النظافة والنظام وحب الوطن والحفاظ على أمنه و خيراته هي في الأصل أخلاق دين نعتنقه بيد أننا نفعله بشكل ضئيل بل ونورثه للأسف كذلك.

كلنا مدينون للوطن عامة ولتعز كأبناء لها خاصة وعل مناسبة مماثلة تساعدنا على رد جزء بسيط من هذا الدين كل من موقعه فلو حافظ الكل على نظافة شارعه كما يفعل في منزله و لو قام عامل النظافة بعمله بإحسان والمعلم والطبيب وكذا الكاتب والصحفي والضابط والقاضي لأوصلنا تعز إلى بر الأمان.

Total time: 0.048