القصة بدأت أول أمس عندما ذهبت أمرأة من ريف القنيطرة الى منزل الفنان دريد لحام , كي تستعطفه بالتوسط لها مع النظام السوري من أجل أخراج إبنها من السجن , الذي مضى على إعتقاله أكثر من عشرين شهرا , ولااحد يعرف مصيره إن كان مازال على قيد الحياة أو أعدم ..
هذا ماأكدته ( س . ن ) ام المعتقل ,حيث قالت, ذهبت الى منزل دريد لحام كي أتوسل إليه من اجل الافراج عن إبني إن كان حيا , لكنه إستقبلني على باب منزلة بوجهه الكشر ولم يرد السلام, ولم يقل لي تفضلي , بل بدء كلامه (شو بدك) قلت له وبدون مقدمات ابني معتقل واريدك ان تتوسط له وكلامك مسموع عند النظام ,
فقال لي بالحرف الواحد , ابنك لو لم يكن إرهابي ومخطئ لما عتقلوه , وتابعت ( س . ن ) قائلة صدمت بكلام دريد وإنفعلت حينها وقلت له انت ورئيسك الارهابيين وليس ابني ايها الخنزير , ولا أعلم كيف صفعتة وأرديته أرضا وأغميه عليه, ولذت بالفرار بعد أن حاولت زوجة دريد لحام الاتصال بالامن ..!!
من هو دريد لحام !!
ولد في دمشق في حي الامين المحاذي لحارة اليهود , واسمه حسب الهوية دريد محمد حسن اللحام , من مواليد 1934 من أب شيعي وأم لبنانية درزية من وادي التيم , درس بجامعة دمشق العلوم والفيزيائية والكيميائية ، وعمل مدرساً في ريف السويداء قرية صلخد جنوب سوريا حتى 1959.وقد كان يحاضر في جامعة دمشق قبيل انتقاله إلى التمثيل في (التلفزيون) عام 1960 وكان ذلك بدعوة من الدكتور صباح قباني مدير التلفزيون السوري آنذاك.
ثم اتجه إلى التمثيل المسرحي ثم التلفزيوني. اشتهر بشخصية ( غوار الطوشة الكوميدية والوطنية ) التي مثلها في اكثر أعماله الفنية. اتضح لاحقا انه كان يدعي الوطنيه , بوصفه للشعب السوري الثائر من اجل الحرية والكرامة بانهم ارهابيين ومرتزقة حيث حرض باكثر من لقاء تلفزيوني على قتل المتظاهرين العزل بداية الثورة , كما عرف بتأييده لنظام بشار الاسد وما يسمى حزب الله اللبناني ..
غوار_الطوشة' وخداعه للمشاهدين العرب؟
'غوار' الشخصية الفكاهية التي أمتعت الجمهور العربي لسنوات يبدو أنه بدأ في دفع ضريبة تناقض آرائه السياسية مع ما قدمه في المسرح . حقا انه (ممثل ماكر وفظيع )
أما (غوار الطوشة) فحسب وصف الكاتب والكوميدي المرحوم ( نهاد قلعي ) نفسه الذي اخترع أبلغ وصفٍ لسوريا ذلك الوقت وسوريا الآن (حارة كل مين إيدو إلو) حيث كانت تدور في حاراتها وشوارعها وبيوتها وسجونها أقوى المسلسلات التلفزيونية الأولى لظهور (غوار الطوشة) وبقية الفنانيين ، قال نهاد قلعي في محاولته إقناع الممثلين بالمشاركة في تلك الأعمال التلفزيونية ، وعلى ذمة الفنان المرحوم ( ياسين بقوش )أحد أشهر الممثلين في تلك الأعمال في تصريحات متلفزة ,,
قال لنا الأستاذ نهاد قلعي، إن حسني البورظان يمثّل الفكر العربي، أما غوار الطوشة فيمثل ( التآمر ) على الفكر العربي، وأما أبو عنتر فهو عضلات ذلك التآمر، وفطوم حيص بيص هي الأرض العربية، وياسين بقوش هو الإنسان العربي البسيط الذي يصدّق كلّ ما يقال له.
لا شكّ أن دريد لحام بارع في (تمثيله) قادر على التأثير، وهو يلعب لعبة (الطميمه) واللعب بالاحاسيس ، ويحتال على العواطف الإنسانية بألف وسيلة وحيلة , حتى آخر لحظة، متجاهلاً شعور المشاهدين الذين أعجبوا وتعلّقوا , بـ غوار الطوشة, كما تعلقوا بمفاهيم الطلائع والشبيبة والبعث والوحدة والحرية والاشتراكية والمقاومة وتحرير فلسطين وسوريا دولة الممانعه , التي عاشت معهم وعاشوا معها راضين بها أو ساخطين عليها، واتضح فيما بعد أنها كانت جزءاً من دراما عالم المكر والخداع ..
واخيرا اكتشف السوريون والعرب مقالب غوار الطوشة الشيعي الذي تآمر مع النظام ضد الشعب السوري .