اخبار الساعة - ياسر صادق الإدريسي
وتشهد الساحة الجنوبية في الوقت الراهن حالة استقطاب وحشد للقوى السياسية الفاعلة لدعم مخرجات الحوار، بموازاة تحركات حثيثة لأطراف دولية وإقليمية راعية للحوار تسعي لإقناع المكونات الجنوبية الرافضة للحوار بصيغة حل للقضية الجنوبية عبر مخرجات الحوار.
وفي خطوة اعتبر مراقبون أنها تأتي في إطار التهيئة لضمان تنفيذ مخرجات الحوار، التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يوم الجمعة الماضي في عدن العديد من الفعاليات ومكونات الحراك الجنوبي.
ويرى نائب رئيس مؤتمر الحوار وأحد ممثلي الحراك فيه ياسين مكاوي أن مستقبل الجنوب مرهون بما ستخرج به لجنة '8+8' المشكلة في الحوار بالتساوي بين الشماليين والجنوبيين والخاصة بالقضية الجنوبية بشأن شكل الدولة المقبلة.
وأكد مكاوي أنه إذا حسمت هذه اللجنة الخلاف القائم بشأن عدد أقاليم الدولة، بعد أن توافق جميع المشاركين في الحوار على أن يكون اليمن دولة اتحادية، 'فسيكون له أثر كبير في تخفيف الاحتقانات الموجودة في الجنوب وحل القضية الجنوبية'.
وتوقع مكاوي أن يتم حسم جميع القضايا الخلافية وإنجاز وثيقة الحوار النهائية في غضون أسبوعين أو ثلاثة، مشيراً إلى أن هناك إمكانية كبيرة للتوصل لحل عادل للأزمة الجنوبية عبر مؤتمر الحوار.
من جهته استبعد عدنان الأعجم رئيس تحرير صحيفة 'الأمناء' بعدن والمقربة من الحراك الجنوبي، قبول فصائل الحراك الجنوبي المطالبة بالانفصال بنتائج الحوار، وتوقع أن يشهد الجنوب عملية تصعيد خلال الفترة القادمة لرفض مخرجات الحوار.
وقال الأعجم إن 'هناك حالة توجس وترقب لما ستسفر عنة نتائج الحوار'، مضيفا أن 'ما يؤرق الشارع الجنوبي هو حالة الخلاف السائد بين قيادات الحراك الجنوبي وعدم وضوح مواقفها المعلنة من الحوار ونتائجه باستثناء موقف نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض الصريح والمعبر عن رفضه لأي حلول لا تلبي مطالبهم بالانفصال'.
وأضاف' لا أعتقد أن مخرجات الحوار سيكون لها أثر إيجابي على الأزمة الجنوبية، بل قد تزيد من الأمور سوءا في ظل وجود حالة من الاستقطاب المتبادل بلغت ذروتها في الجنوب'.
في حين يخشي سياسيون فشل إنجاز الحوار الوطني اليمني في ظل الخلاف القائم بشأن عدد الأقاليم بالنظام الاتحادي وتمسك بعض الجنوبيون بصيغة من إقليمين تستعيد في الشكل دولتي اليمن الشمالية والجنوبية اللتين كانتا مستقلتين حتى 1990، وهو ما ترفضه بقية القوى الأخرى باستثناء الحزب الاشتراكي اليمني.
أما رئيس مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد فاستبعد وجود مؤشرات لفشل الحوار في ظل ممارسة الرعاة الدوليين ضغوطا كبيرة على مكونات الحوار الوطني للتوافق على صيغة التقارير النهائية منعا لانزلاق البلاد إلى حرب أهلية تجعله خطرا على الأمن الإقليمي والدولي.
واستند في رأيه إلى أن 'غالبية المكونات الجنوبية تخاف دخول الجنوب في مواجهات إذا ما حصل انفصال، ولذا فهي ترى أهمية استغلال مؤتمر الحوار واعتباره نقطة بداية لفترة انتقالية على طريق الانفصال التدريجي'.
وقال الباحث إن 'الصراع الواضح بين مكونات الحراك الجنوبي التي تطالب بالانفصال والذي وصل إلى حد الصراع المسلح وسقوط جرحى وقتلى يؤكد شعور المجتمع الدولي بأن الانفصال سيؤدي إلى حرب أهلية ويعزز موقفه الداعم لحل أي قضية تحت سقف الوحدة'.
وأضاف 'مستقبل القضية الجنوبية سيحدده مؤتمر الحوار بصيغة تعيد للجنوبيين الحقوق المسلوبة وتشركهم في السلطة والثروة ومن أبرز الحلول التي سيخرج بها الحوار هو حكم فدرالي يتجنب أخطاء الدولة المركزية منذ قيام الوحدة اليمنية بين الشمال والجنوب يوم 22 مايو/أيار 1990'.
المصدر : الجزيره