أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

براءة الزيدية من احتفال الغدير

عبدالفتاح البتول
- عبدالفتاح البتول

اذا صح حديث الغدير «من كنت مولاه فعلي مولاه» فإنها موالاة دينية تعني المحبة والمودة، والقائلون بأن الموالاة سياسية وان الحديث يحمل دلالة على أحقية الإمام بالخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم يقعون في خطأ عقائدي وانحراف منهجي بالإضافة إلى إنهم بهذا القول يتهمون الصحابة في دينهم وأمانتهم، وإنهم ينقلبون على وصية الرسول واغتصبوا الحكم وانتزعوا السلطة من أصحابها، وهذا تصور تآمري للإسلام نابع من تصور فارسي وحقد مجوسي استطاع ان ينقل قصة الحديث من مفهومها الواضح ومعناها الساطع إلى دهاليز من الغموض والمؤامرة والصراع على السلطة، ثم إنهم عمدوا إلى تخليد هذا اليوم بصورة احتفالية فكان أن قام الصفويون واتخذوا من ألثمان عشر من ذي الحجة يوم عيد بمناسبة تعيين علي والنص عليه بالولاية، وبهذه البدعة استطاعوا تجديد الخلاف بين المسلمين كل عام واستمرار التحريض ضد الصحابة الكرام، واحداث فجوة كبيرة بين السنة والشيعة يستحيل معها اي التقاء أو تقارب.

    ومن إيران الصفوية انتقل يوم الغدير إلى اليمن وكان اول من احتفل بالغدير هو الامام المتوكل اسماعيل بن القاسم وذلك سنة 1083هـ بإشارة ونصيحة من الأمير الرافضي احمد بن الحسن بن القاسم وتأتي هذه الخطوة في إطار الغزو الرافضي الاثني عشري للفكر الزيدي الهادوي، فالزيدية الحقة لا تعرف الاحتفال بيوم الغدير وانما تعتبره بدعة، والامام زيد -رضي الله عنه- لم يقل بالنص ولا الوصية، ولم يقل بحق- الامام علي- بالخلافة بعد رسول الله، وانما قال الإمام زيد بأفضيلة الإمام علي.

    وعلى هذا فإن الاحتفال بيوم الغدير بدعة رافضية ومن شعائر وأعمال الاثني عشرية، وكما أنها مخالفة للواقع والتاريخ فكيف يتم الاحتفال بولاية لم تقع وخلافة لم تتحقق فالذي تولى الأمر بعد رسول الله هو أبو بكر الصديق ومن بعده عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان وبعده علي بن أبي طالب، أن الأمر يتطلب شيئاً من الرؤية الموضوعية والنظرة الواقعية ، فالذين يحتفلون بيوم الغدير لا يقتصر الأمر عندهم على الغلو في الإمام علي رضي الله عنه، وإنما يتجاوز ذلك إلى الطعن بالشيخين أبي بكر وعمر وبالتالي الطعن بعموم الصحابة الذين سكتوا ولم ينكروا او يستنكروا، وينتقل الأمر إلى الأمة كلها وخلال التاريخ الإسلامي بأنها متواطئة مع الذين اغتصبوا الحق المزعوم.



 

تعليقات الزوار
1)
الحارثي الماربي -   بتاريخ: 22-10-2013    
الامه الاسلاميه جعل الله لها عيدين هما عيد الفطر وعيد الاضحى واي اعياد غير عيدي الفطر والاضحى هي بدع وضلالات وما يسمى بعيد الغدير اتى من ايران المجوسيه وتبعها الرافضه في اليمن
2)
Amani -   بتاريخ: 24-10-2013    
الأستاذ عبدالفتاح البتول
قلتم في مقالكم أعلاه : "اذا صح حديث الغدير «من كنت مولاه فعلي مولاه» فإنها موالاة دينية تعني المحبة والمودة، .."

أتقبل جدا هذا الكلام من شخص عامي جاهل ولكني أتفاجأ أن يصدر هذا الكلام من رجل مثقف، إن التعامل مع الأحاديث النبوية الشريفة يجب أن يكون بحذر فكيف نرد حديثاً مشهوراً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لنثبت أن عدم مشروعية الاحتفال بالغدير؟ حادثة يوم غدير خمّ وردت في كتب الحديث من طرق عديدة ، وإن اختلفت الأمة في تفسير كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فليس أن النبي لم يقله، أتمنى على الأقل أن نتبع منهج السلف في قبول الأحاديث ورفضها .
دمتم.

Total time: 0.0474