استفاقت مكة المكرمة قبل يومين على ضحية جديدة من ضحايا العنف الأسري , فقد شهد حي الشرائع قصة مأساوية من قصص العنف الأسري التي يتعرض لها النساء , حيث تجرد زوج أربعيني من كل المشاعر والأحاسيس والشفقة والرحمة والإنسانية , عندما قام باحتجاز زوجته 36 عاماً , في غرفة نومها , وأطفالها الخمسة في غرفة أخرى في منزلهم ليوم كامل , وقام بأخذ جوالها ليضمن عدم إجرائها لأي مكالمة هاتفية بأهلها , وبدأ المُعنف في استخدام ألوان من التعنيف والتعذيب وتطبيقها على ضحيته , فضلاً عن تهديدها بسلاح ناري من نوع ” مسدس ” , كما قام بالاعتداء عليها بالضرب المبرح بواسطة “ ست عصيّ غليظة ” لأكثر من مرة حتى فقدت الوعي , وقام ذووها بالاستنجاد بالجهات الأمنية , لففك احتجازها هي وأطفالها , ونقلوها إلى المستشفى بواسطة الإسعاف بعد أن استنجد بهم أحد أطفالها في لحظة غفلة من الزوج .
ووفقاً للضحية التي روت تفاصيل الحادثة المؤلمة ” للوئام “ : فقد قام الزوج المُعنِف بإغلاق باب الغرفة عليَ منذ الصباح متفنناً في ابتكار عدة أشكال لطرق تعذيبي فتارةً يهددني بوضع المسدس على رأسي , ويقول لي اكتبي استقالتك من العمل على هذه الورقة , وسيكون اليوم نهاية حياتك وتوديعك للدنيا وسأكتب استقالتك من الحياة , وتارة يقوم بخنقي وضربي باستخدام ست عصي كسرها على جسدي حتى فقدت الوعي , وفي المساء قام أحد أبنائي بالاستنجاد بأهلي , وبعد حضورهم حاولوا فتح باب المنزل غير أن المُعنِف كان محكماً إغلاقه , ولم يستجب لمطالبهم وتوسلاتهم المتكررة , الأمر الذي دفعهم لاستدعاء الجهات الأمنية في التاسعة مساءً , وبالفعل تم كسر الباب بواسطة رجال الدفاع المدني , ونقلوني وأنا في حالة فقدان تام للوعي إلى مستشفى الملك فيصل بالششة بواسطة مسعفي الهلال الأحمر, وقد جرى تنويمي بالمستشفى .
وطالبت الضحية – وهي تئن تحت وطأة الألم على السرير الأبيض – هيئة حقوق الإنسان والجهات الأمنية بالتدخل الفوري , وحمايتها هي وأطفالها من العذاب الذي عاشته على مدى ثمانية عشرعاماً أفقدتها صبرها , فلم تعد تحتمل مزيداً من التعذيب النفسي والجسدي.
وقد علمت ” الوئام “ من مصادرها أن فرع هيئة حقوق الإنسان بمكة المكرمة تلقى بلاغاً رسمياً بشكوى من ذوي السيدة المُعنفة , وسيقوم فريق مُتخصص بزيارتها صباح يوم غد , واستكمال باقي الاجراءات مع الجهات ذات العلاقة .
