بعد أسبوع من القتال العنيف بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعده شمال اليمن أدى تدخل دولي قاده مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر إلى التوصل إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار, وقال بن عمر خلال مؤتمر صحافي أمس بمقر مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء" بعد جهود كبيرة وتواصل مع قيادة جماعة أنصار الله الحوثية وقيادات سلفية تم الاتفاق على وقف إطلاق النار وتمكين الصليب الأحمر الدولي للمرة الأولى من الدخول إلى دماج, وأوضح أن قافلة سيارات الصليب الأحمر وصلت لنقل الجرحى وهناك عدد كبير من الجرحى 25 منهم حالتهم خطيرة جدا".
وأضاف بن عمر " أن الرئيس عبدربه منصور هادي أرسل طائرة خاصة لنقل الجرحى من صعدة، وأتمنى أن يكون وقف إطلاق النار دائما وأن تلي هذا الاتفاق جهود من أجل حل جذور المشكلة ويجب ألا ننسى أن اليمنيين اتفقوا على أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل جميع القضايا المستعصية ".
وأشار إلى أن التحديات الأمنية مازالت موجودة, مضيفا أن " هناك حشودا كبيرة لمسلحين في مناطق مختلفة وهذا وضع له انعكاسات أمنية كبيرة".
ودعا جميع الأطراف للتعاون من أجل معالجة الوضع الإنساني الموجود في دماج, مشددا على ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار والعمل من أجل حل الإشكالات الأخرى التي هي وراء هذا النزاع, ومطالبا الجميع باعتماد لغة الحوار.
وذكرت مصادر محلية أن الحوثيين سمحوا أمس لأربع سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي من دخول دماج لنقل الجرحى, واتهم السلفيون الحوثيين بقتل طالب إفريقي من طلاب معهد " دار الحديث " في وجود بعثة الصليب الأحمر, واعتبر المتحدث باسم السلفيين سرور الوادعي في تصريح لـ" السياسة " " أن أربع سيارات لا تكفي لنقل أكثر من 200 جريح فكلما حاولنا إخراج جريح قنصونا".
واتهم الحوثيين بعدم التزام اتفاق وقف إطلاق النار, موضحا " أنهم بمجرد مغادرة سيارات الصليب الأحمر دماج وهي تحمل 23 من جرحانا عاودوا قصف معهد دار الحديث ومنازل المواطنين حيث قصفوا ثلاثة منازل وأحرقوا رابعا بقذائف الدبابات ومدافع الهاون ".
وطالب الوادعي دولا عربية وأجنبية بسرعة التدخل لإنقاذ المئات من طلابها الذين يدرسون في " دار الحديث " قبل أن يتعرضوا للإبادة من قبل مسلحي الحوثي, قائلا " يئست من مناشدة الحكومة اليمنية التي لم تحرك ساكنا ضد الحوثي, ولهذا أدعو دول الاتحاد الأوروبي ودول آسيا والأمريكيتين وروسيا بالتدخل سريعا لحماية أبنائها الطلاب مع نسائهم وأطفالهم في منطقة دماج قبل أن يبيدهم الحوثي ", وأكد أن 20 من هؤلاء الطلاب الأجانب قتلوا خلال قصف الحوثي لدماج خلال الأيام الماضية, فيما أكد مصدر محلي لـ" السياسة " أن عدد قتلى السلفيين ارتفع إلى نحو 120
في غضون ذلك, أكد مصدر محلي لـ" السياسة " أن معركة هي الأعنف دارت مساء أول من أمس داخل دماج بين السلفيين ومسلحين حوثيين يستقلون نحو خمسين سيارة في مناطق الوطن والمدرسة والنقوع والمشابير قتل فيها خمسة سلفيين وأصيب 15 آخرين وعدد غير معروف من الحوثيين.
وتزامن ذلك مع تأكيد مصدر قبلي لـ" السياسة " أن مئات المقاتلين من حلف النصرة وصلوا أمس إلى منطقة كتاف القريبة من الحدود مع السعودية للقتال في صفوف السلفيين ضد الحوثيين, وأضاف " لقد انخرطوا في جبهات القتال التي سقط فيها نحو 60 شخصا من الجانبين بين قتيل وجريح".
على الصعيد ذاته, طالب القيادي في حزب " الرشاد السلفي " عضو مؤتمر الحوارالشيخ محمد عيظه شبيبة بتقديم زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إلى المحاكمة لأنه يتزعم ميليشيا مسلحة تقتل وتنهب وتحاصر.
ودعا شبيبة في تصريح لـ" السياسة " الدولة لحماية مواطنيها في صعده لأنهم يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاكات من قبل مليشيات الحوثي, ورأى أن " على الدولة أن تفرض سيطرتها على صعده وتفرض هيبة الدستور والقانون لأن هذه المحافظة خارج سيطرتها واليوم مليشيات الحوثي تحاصر دماج وتمنع عن أهلها الغذاء والدواء وتقصفها بالدبابات والعربات وصواريخ الكاتيوشا والقذائف, فدماج تعيش مأساة حقيقية في ظل صمت من الدولة والأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام ".
وأضاف " إن الحوثيين جماعة مسلحة تعمل لصالح إيران فهي ذراعها في هذا البلد والسياسة الإيرانية والأميركية تتوافق أحيانا في اليمن لأنهم يريدون هذا البلد مشتتا وممزقا حتى يبقى تحت الوصاية", وتمنى شبيبة أن لا تتحول هذه المواجهات إلى حرب سنية ـ شيعية, مؤكدا أنه " إذا لم تقم الدولة بحماية طلاب دار الحديث في دماج وتوقف إطلاق النار وبقي قصف الحوثيين مستمرا على هذا المعهد في ظل صمت رسمي فإن المواجهات ستتسع ويتحمل المسؤولية الدولة وجماعة الحوثي ".
الوادعي يؤكد مقتل 20 أجنبيا من طلاب دماج ويدعو أوروبا وأمريكا للتدخل لحماية " دار الحديث "
اخبار الساعة - يحيى السدمي
المصدر : السياسة الكويتية