اخبار الساعة - محمد جميح
اتهم مسؤول يمني أمس الحوثيين بمحاولة تفجير الوضع في محافظة صعدة لتعطيل الحوار الوطني في البلاد، فيما دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، السلفيين والحوثيين الى ضبط النفس والابتعاد عن العنف، عقب اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين رعته الأمم المتحدة.
وصرح مسؤول يمني في صنعاء أن جماعة الحوثيين تسعى إلى ‘ تخريب الحوار الوطني في البلاد’. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع القدس العربي في لندن إنه ‘تم التوافق خلال جلسات الحوار الوطني على نقاط مهمة فيما يخص قضية صعدة، ومن أهم ما تم التوافق عليه، عودة محافظة صعدة إلى سلطة الدولة، ونزع الأسلحة الثقيلة ، وعودة المهجرين، وإعمار المحافظة، وهي أمور يريد الحوثيون بافتعالهم أزمة في منطقة دماج التملص منها’ وأضاف ‘قام الحوثيون خلال الايام الماضية بمهاجمة منطقة دماج، ومنعوا اللجنة المشكلة من الأخ رئيس الجمهورية من الدخول لدماج، وذلك سعياً لتفجير الموقف ليكون ذريعة لهم للاحتفاظ بالسلاح’.
وفي سؤال للـ’القدس العربي’ حول موقف الدولة مما يجري من أحداث في منطقة دماج بمحافظة صعدة، ذكر المسؤول اليمني أن الحوثيين ‘يريدون بالهجوم على دماج جر الدولة إلى حرب جديدة من أجل التملص من استحقاقات مؤتمر الحوار الوطني، وذكر انهم يريدون افتعال الذرائع للانسحاب من المؤتمر’. مشيراً إلى أنه ‘ من المقرر أن يقدم وزيرا الدفاع والداخلية تقريراً حول الأحداث للحكومة غداً (اليوم)، وبناء عليه ستقرر الحكومة ماينبغي من إجراء’ مشيراً إلى أن ‘هدف الدولة في هذه المرحلة يتلخص في تهدئة الأوضاع′.
إلى ذلك دعا الرئيس اليمني خلال اجتماعه برئاسة مؤتمر الحوار الوطني، السلفيين والحوثيين إلى ضبط النفس وعدم التهييج المذهبي في اليمن، وذكر إن المشكلة التي برزت في بلدة دماج بين الحوثيين والسلفيين قد شوّهت الصورة إلى حد بعيد، وعلى جميع الأطراف الالتزام بضبط النفس والابتعاد عن العنف. وحذّر من ‘التأجيج المذهبي الذي لا يخدم أمن واستقرار الوطن في شيء’.
وأطلق هادي حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية ‘سبأ’ ‘بعض الذين يظهرون ما لا يبطنون وليس من مصلحتهم الخروج الآمن باليمن من محاولة عرقلة الحوار’
وشهدت منطقة دماج القريبة من الحدود السعودية، هجمات ومواجهات عنيفة بين السلفيين والحوثيين على خلفية نزاع طائفي مستمر منذ شهر، ورعى المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر أمس الاثنين، اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين الجانبين، بعد سقوط مئات القتلى في بلدة دماج التابعة لمحافظة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيين شمال البلاد. وتجدّدت الاشتباكات بين الطرفين يوم الأربعاء الماضي، في حين اتهم مقاتلون حوثيون يسيطرون على كثير من مناطق محافظة صعدة على الحدود مع السعودية، السلفيين في البلدة بجلب آلاف المقاتلين الأجانب لمهاجمتهم.
ويواجه اليمن إنفلاتا أمنيا كبيرا منذ انتقال السلطة الى الرئيس الحالي إثر تسوية سياسية رعتها دول الخليج في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 أدّت الى عمليات اغتيال تستهدف ضباط الأمن والجيش والاستخبارات.
المصدر : القدس العربية