كثير هو الحديث عن المشروع الوطني الكبير الذي تحاول الاحزاب السياسية اليمنية والشخصيات التاريخية وورثتهم من الساسة الماليين وبعض الشباب المستجهل التغني به لذر الرماد على عيون اليمنيين من جديد لإستغلال وجدان المواطن المتعطشين للإستقرار والازدهار, كنا نسمع في الماضي عن المستقبل الواعد لليمن واليمنيين بعد تحقيق الوحدة عام 1990م , والنتيجة لمسناها اليوم واصابتنا بمقتل معيشي دائم , ولم تؤثر لا في القيادات السياسة ولا في قيادات الاحزاب ولا في قيادات البلد التاريخية ,والحقيقة أن الحديث عن المستقبل , هو حديث خاص بمستقبل الاحزاب السياسية والنخبة الذي يمتد لعقود من الزمن , أما الحديث عن مستقبل المواطن اليمني فهو محض كذب , لأن المدة الزمنية لمستقبل اي مواطن لن تمتد أكثر من عشر سنوات , فاذا لم يلمس المواطن تغييرا حقيقيا خلال عشر سنوات من عمرة في فترة الشباب ضمن ما يسمونة المشروع الوطني الكبير , فان التغيير الذي سيحدث بعد العشر السنوات لا يعني اي مواطن متطلع لمستقبلة الشخصي في وطن , وبالتالي نحن أمام كذبة كبيرة اسمها المشروع الوطني الكبير , وببساطة القوى السياسية تتصارع منذ 23 عاما ولم تحقق أي شئ , بنفس الوقت تتحدث عن المستقبل , ومازالت اليوم تتحدث عن مشروع ومستقبل, ولكن في اروقة ومقرارات مؤتمر الحوار الوطني الشامل , وبعض أعضاء الحوار يصرحون أنهم يبنون ويؤساسون للمستقبل , كما يوحي لهم المبعوث الأممي وأمين عام المؤتمر بذلك , وبعضهم بعلم وبعضهم بجهل , وللاسف يغرد بنفس الحديث الرئيس هادي في جميع خطاباته وان اختلفت المصطلحات المنتقاه , بعيدا كليا عن الواقعية مربوطا بالماضي.
أن القيادات التاريخية تهيمن على السياسة , والاحزاب السياسية لا تمتلك أي مشروع حضاري للمستقبل , لان مشاريعها مجرد لعبة سياسية ووسيلة للوصول للسلطة , فلا يوجد حزب واحد في اليمن قدم مشروع اقتصادي نهضوي يستند إلى أرقام ونسب محددة سيحققها في حال فوزة بالسلطة , وبالتالي نحن أمام نخبة سياسية لا علاقة لها بمستقبل المواطن ولا بالوطن , لان الوطن لا يساوي فلسا بدون مواطن يقطنة يحلم بمستقبل أمن في فترة زمنية محددة من عمرة , فماذا يفيد المواطن الشاب تحقيق مستقبل أمن ومزدهر وقد أصبح كهلا عجوزا ؟ ليظل الحديث عن المستقبل الواعد لليمنيين بعد المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار هو مجرد كذبة يصدقها الشباب بشكل خاص والمواطن بشكل عام , غير مدركين أن الشيطان لا يمكن أن يصبح ملاكا أبدا ,,, ولأن السياسة كلام وإستغلال , والاقتصاد أرقام وأعمال , حين يجتمعان يمكن الحديث عن المستقبل.
* كاتب يمني
الشباب وكذبة المشروع الوطني الكبير
اخبار الساعة - أكرم الثلايا *