أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

عامل النظافة في بلادنا العربية واليابان

- خالد احمد واكد


كثير هي الشعوب التي تقدرعمالها وتميزهم دون النظرة الدونية للمهنة فكل الاعمال عندهم سواء  اكان العامل طبيبا اومهندسا او مدرسا او عامل نظافة الجميع متساوون في كل شئ . ونحن العرب ندركاهمية عامل النظافة ومع ذلك لااحد من المسؤولين  يفكربتكريمهم وتقديرهم على جهودهم المخلصة في نظافة البلد وشوارعها.
 ومقارنة بسيطة بين عامل النظافة في بلادنا العربية واليابان وأهمية عامل النظافة للشعب الياباني، والحياة الكريمة التي يعيشها بسبب تقدير اليابانيين لجهوده.  فعامل النظافة في اليابان من العيب مناداته بعامل النظافة لما يعتبر من امتهان لقدره، فالاسم المناسب له عندهم "مهندس الصحة والنظافة"، فهم ينظرون إليه باعتباره شخصا مسؤولا عن صحة المدينة، فالاهتمام بالنظافة يؤدي بالسكان إلى بيئة أفضل.
ويخضع عامل النظافة في اليابان لعدة اختبارات تثبت قدرته على العمل، وفي النهاية يحصل على شهادة تؤكد صلاحيته للعمل، ولتأكيد اليابانيين على أهمية عامل النظافة أو مهندس الصحة (كما يطلقون عليه) قاموا بتخصيص راتب معين له نظرا لما يتعرض له في مهنته، حيث يبلغ راتبه ما بين 75 ألف - 100 ألف دولار سنوياً، بما يعني 8000 دولار شهرياً.ونجد منازل عمال النظافة مرتبة بالكامل، ويمتلك سيارة خاصة به، ويحتوي منزله على كافة الأجهزة الكهربائية التي تكفل له حياة كريمة.
مقارنة مع الدول العربية.. نجد أن مرتب عامل النظافة لا يزيد عن 50 - 100 دولار شهرياً، مما يعكس عدم تقدير المجتمعات العربية لمهنة النظافة.
وفي المقابل نجد عامل النظافة في بلداننا العربية وما يعانيه عمال النظافةمن امتلاك بعضهم لمنازل مهدمة لا تحتوي على أجهزة كهربائية ولا يستطيع أي إنسان أن يعيش بها حياة كريمة، بينما البعض الآخر لم يجدوا منازل لهم فلجئوا إلى المقابر للسكن بها.
ولفت حرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الاهتمام بعمال النظافة، فروى الداعية الإسلامي أن إحدى السيدات التي كانت تقوم بتنظيف المسجد اختفت فسأل عنها الرسول لغيابها لمدة يومين وعندما عرف أنها ماتت ذهب إلى قبرها وصلى عليها.
"لو تخيّل البشر في المجتمعات العربية توقف عمال النظافة عن العمل في مهنتهم مما سبب كوارث للمدن لعلمت المجتمعات أهميتهم".
وهذا ما حدث مؤخرا في بلاد اليمن عندما اضرب عمال النظافة عن العمل تاركين البلد تغرق بالقمامة والاوساخ والفوضى حينها ادرك كل اليمنيين من اكبر مسؤول الى اصغر مواطن اهمية عمال النظافة وتم تحقيق كل مطالبهم كاملة ورفع رواتبهم بما يوزاي راتب الاطباء والمهندسين والمدرسين في الجهاز الحكومي .
واعتقد لو انتفض عمال النظافة في كل البلاد العربية ابليوم لتحصلوا على حقوقهم كاملة كما تحصلها اقرانهم في اليمن فمن المعيب ان بتحصل الطبيب على راتب 3000الف دولار وعامل النظافة لايتجاوز راتبه ال 200دولار في احسن الاحوال علما بان مهنتهم اعلفبى شأنا وتقديرا بل واهمية من مهنة الطبيب والمهندس و...الخ .فهل ندرك نحن ذلك ام ننتظر التجربة كما ادركها كل اليمنيين مؤخرا واصبح عامل النظافة يحظى بتقدير كل اليمنيين كما حظي بها عمال النظافة في اليابان. كما انه من المستحيل في بلاد الخليج استغلال عمال النظافة واعطائهم رواتب متدنية جدا لا بد ان يدرك الخليجيين اهمية عما ل النظافة الاسيويين لانه من سابع المستحيلات اليوم بعد كل هذه الطفرة ان نرى المواطن الخليجي يعمل كعامل نظافة والحقيقة ان عامل النظافة لابد ان يحظى باحترام كافة الاطر السياسية والاقتصادية والقانونية في الخليج واعطائهم كامل حقوقهم ورفع مرتباتهم المتدنية جدا لما هو معقول ومقبول ويرضي ضمائرنا كما يجب الاحساس بهم

 

Total time: 0.0587