أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

هل الاسلام مؤامرة لتفكيك العرب أيضاً؟!

- عبدالرحمن المانع

في ظل الوضع الراهن في الوطن العربي وما يعيشه من أزمات الجهل والفقر والتخلف والجاهلية , ظهرت مؤخراً العنصرية المذهبية (الدينية) دائماً ما تكون أسباب هذه الأزمات (الغزو الفكري) أو التدخل الخارجي فالغرب لم يتركوا لنا مجالاً للصناعة أو الزراعة أو التنمية, فسبب الانحراف الأخلاقي مثلاً هو الغزو الفكري الغربي الذي يسعى لطمس الثقافة الإسلامية العربية لأبنائنا, فالمفترض عدم اختراع التلفاز والحاسوب والانترنت والهواتف الذكية أو تحريم استخدامها كما أفتينا سابقاَ.

ثقافتنا جوفاء ! هذا ما نعنيه عندما تأتي ثقافة أخرى لطمسها بسهولة.

وليس بعيداً فعندما جاء الربيع العربي في عدة بلدان عربية, كان الزعماء يزمجرون بأن هناك تدخلات خارجية! جميعهم كذلك, وهذا سبب غير مقنع فرئيس البلد بأجهزته الأمنية والاستخباراتية يجب أن يكشف التدخلات في بلاده قبل أن يكتشفها المواطن البسيط, كما هو حال علمائنا الأجلاء عندما اكتشفوا أن الرئيس(ولي الأمر سابقاً) فاسداً عندما أخبرهم بذلك المواطن البسيط, بعد أن كانوا يوجبون على الناس طاعته.

يجب أن لا نتنكر لواقعنا ونلقي باللوم على الآخرين وأن نسأل أنفسنا, هل الإسلام يفعل بالشعوب هكذا؟؟ إذن فمن المنطق أن لا يدخل فيه إلا الحمقى من الشعوب الأخرى! أم أن الإسلام يبني أمة قوية واعية كما فعل ذلك عندما جاء الرسول العربي محمد(ص) , وهذا يعني أن إسلامنا ليس كإسلامهم.

التفرق والضعف أورثنا العنصرية المذهبية وهي شغلنا الشاغل وعملنا الدؤوب الفتاوى وحفظ الكتب والأحاديث والتراجم , لا لنشر الدين بسماحته وأخلاقه وسمو معانيه كما أمر بها رب هذا الدين(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) الغزو الفكري هو سبب المذهبية والحروب الطائفية , بين العرب, حتى أنه سبب حرب البسوس وداحس والغبراء!.

لماذا لا نقول بأن الاسلام هو وسيلة لتفريق الأعراب ونشر الحروب بينهم ؟! قد يكون ذلك فلا نستبعد فمستقبلنا غير مبشر فلا زالت المذاهب تتوالد وتتكاثر , والعلماء الأجلاء(ورثة الأنبياء) يكتشفون فتاوى جديدة حتى نكرههم ونكره دينهم (الحديث وليس الحنيف).

لنكن صريحين "هناك مشكلة في الاسلام" هذا ما قاله توني بلير عندما قال أن المسلمين لا يمثلون أخلاق الاسلام بأخلاقهم الحالية!.

جميل أن يتحدثون هكذا عن ديننا السماوي العظيم بهذا فبعضهم يعرف قانون الاسلام.

جميع الشعوب يمكن أن تعمل شيئاً بقانون بسيط فالهند مثلاَ بلد مصنع ولديه من التكنولوجيا ما ينافس به عالمياً ومعظمهم يعبدون الأوثان والحيوانات! أي دين من نتسمى باسمه يجعلنا في هذا الوضع؟ وبعد: ليست المشكلة في الاسلام فهناك شعوب مسلمة وراقية أخلاقياً وثقافيا وعلمياً.

فإن المشكلة في العرب أنفسهم , ليس لديهم مشروع ولا يمكن ذلك, المشروع العربي هو العنصرية!, قبل الإسلام كانوا قبائل لا يعملون بل يحاربون بعضهم ويقطعون الطريق ويتغنون الشعر لتشب الحرب بسبب بيت من الشعر, كما هو الوضع الحالي تماماً مع فارق (القنوات الإخبارية وفي سبوك وتويتر ) بدلاً عن سوق عكاظ.

في ذلك الوقت كان غيرهم لديهم إمبراطوريات وحكومات منظمة تسيطر على العرب وتستفيد من بلادتهم وبلادهم كما هو الحال.

أليس من الدين أن يعيش الناس بطوائفهم ومعتقداتهم دون اعتراض من أحد؟ أليس من السنة النبوية العيش بسلام مع بقية الأديان المسالمة فما بالك بمذاهب, الدين لله وليس لأحد حتى يتحكم في من يدخل ومن يخرج وحكم كل منهم, الجهاد هو:"وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا", يا أعرابنا الأعزاء ناصرتم الصليبيين وقاتلتم صلاح الدين ووقفتم للقتال في صف التتار ضد سيف الدين قطز ؟ أليس هو الحال اتركوا الإسلام وعيشوا كيفما شئتم ودعوا الناس دون أن تكونوا أنتم من يمثل الإسلام, فأنتم تصدون عن سبيل الله, بتخلفكم وجاهليتكم وأخلاقكم.

أخيراً: (بان كي مون يدعوا لرأب الصدع الطائفي بين السنة والشيعة,) من حيث يشعر أو لا يشعر فهو يعمل بقول الله تعالى"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما" وقوله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" كم أتمنى أن يقول هذا رئيسا أو عالماً مسلما من يقول هذا.

هل نحن مسلمون ؟ وهل سندخل الجنة بحروبنا العبثية ويدخل الكافرين النار وهم يعيشون بسلام وصدق وأمانة لا تكاد توجد في الوطن العربي؟ من أولى بها؟ أم أن الجنة ملك لنا ندخل فيها من نشاء؟ إن الله عدل حكيم ولا يمكن أن يشقى المسلمون بإسلامهم الحق... ثم أقول أنه ليس هناك مسلم ملتزم ومسلم غير ملتزم يوم القيامة هناك سعيد(المؤمنين والأبرار والمتقين من وصفهم القرآن بأوصاف صريحة) و شقي (وهم الاخرون .. منافقون ومسلمون مقصرون وفاسقون وملحدون وكافرون ...الخ) وسؤالي لعلمائنا: من سيدخل الجنة السلفيين أم الشيعة أم الإخوان أم الليبراليين ؟ ولكل ذي لب: اعمل بما يمليه عليك كتاب ربك وبما يقبله ضميرك وتعامل مع الناس لا بما يعاملونك ولكن بما يرضاه ربك.. فغداً ستكون وحدك بين يدي ربك يحصي عليك كل صغيرة وكبيرة, لن تجد حينذاك المفتي ولا القائد ولا المؤيد.

انتهى

Total time: 0.0481