أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

ضحية البنت المددلة

- د.ناصر محمد الأسد *

يتعلق قلب الكثيرين  بها و صارت جزءا  لا يتجزأ من حياتهم ، اخذت عنها انطباع جميل و صار حتى التفكير فيها منطقة راحة بالنسبة لك ، تحفظها مظهراً ومخبرا ، تعرف عنوانها ، تبحث عنها وترتبط بها ارتباطاً وثيقاً كأنها جزء منك وأنت جزء منها تمر الشهور والسنوات ولاتفارقك ,,,, تجدها في يدك على شكل ساعة أو تجدها في طريقك على شكل سيارة أو تجدها تكتب بأحرف من ذهب على شكل قلم أو تجدها على شكل ملابس ، تجعلك تبدو جميلاً بين اخوانك وكل من حولك ، هكذا يبدو لك ولهم، ترى نفسك جميلاً و ذا قيمة  بالقرب منها و بملاحقتها ،  تحب مواصفاتها التي عادة ما تأتي على شكل كلمة أو كلمتين أو رمز ،وهناك مواصفات وأسرار عنها  تعرفها أنت , لايعرفها إلا من يحمل ذوقك واختيارك ويعد منافس كبير لك , فهو يناطح سماتك ومواصفاتك بين الناس وتسعى لتسابقه في هذا المارثون، الوان مميزة او أصوات مميزة أو رائحة مميزة كذلك ، إنها مستمرة في دلالها  بسببك أنت ,ويرجع الفضل لذوقك الرفيع ووفاءك منقطع النظير. إنها مملوكة لكبل الحقيقةانك انت مملوك لها ، و لربما عين الصواب ان كليكما مملوك  لكفيلها وولي أمرها وصناعها .كليكما ضحية  فهي تستهلك وأنت تدفع والصانع, الذي عرف كيف يستثير عواطفك و يوجه تفكيرك لتقتنع  بان هذه هي الافضل و تدفع من اجلها اكثر,  يتنعم وينمو في ظل حب التمظهر الاجتماعي الذي ساد في المجتمع .ولا غبار عليك ياصديقي فهكذا هو ديدن نسبة كبيرة من أمثالك إنها المددللة العلامة والماركة التجارية ، إنها حبيبة القلب والروح فبها صنعت لك اسم جميل بين الناس وأصبحوا يعرفونك بهذه المنتجات وهذه الماركات ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل العلامة التجارية التي تظهر على مقتنياتك المختلفة من ساعة يدك الى سيارتك هي الشيء الوحيد الذي تتميز به و تشعر بوجودك تحت مظلته ؟ الا يوجد شيء في ذاتك و مسيرة حياتك يمكن ان يعرفك الاخرون من خلاله و تتميز به و تشكل به  ماركتك الشخصية التي هي من صنع انجازاتك و حقوقها محفوظة  لك انت و انت فقط ؟

ليتك تدرك أن لديك سمات شخصية ومواصفات عالية تتمثل  في .انك خليفة الله في الارض, مخلوق مكرم من أكرم الأكرمين ,عزيزو جميل  بدينك وأخلاقك وقيمك ، تنتمي لهويةتفخر بها ضاربة في جذور  التاريخ لما لا تكون عنوان لتخصص نادر  ، لبراءة اختراع ، لجامعة كنت السبب في بناءها ، جمالك يظهر في سمو أخلاقك ، دينك في جمال أعمالك ، سماتك تتجلى في طموحاتك الصادقة،لتكن  أنت ماركة شخصية يعتز بها كل من له علاقة بك ,مصدر للعمل و الطموح و الاخلاق , ما أروعها من ماركة تستحق ان تصل الى المشارق و المغارب و تحرز اعلى مكانة , انت لها و قدها.


* الدكتور ناصر الأسد
خبير في بناء الماركة الشخصية
كاتب ومحاضر في مجال تطوير الذات
مدرب دولي ومستشار في التسويق والعلاقات العامة

Total time: 0.276