كشف مصدر عسكري يمني أمس الخميس، أن قوات خفر السواحل اليمنية أحبطت مساء أمس الأول الأربعاء، هجومًا انتحاريًا كان يستهدف ميناء تصدير الغاز الطبيعي المسال في محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن.. فيما ألقت قوات الأمن بمحافظة المهرة شرقي البلاد، القبض على 3 عناصر يشتبه انتماؤهم لتنظيم القاعدة.
من جهته، قال مسؤول عسكري يمني لـ»المدينة»، إن «قاربًا مفخخًا كان قادمًا من اتجاه المياه الدولية، اجتاز الخطوط الأمنية بالمياه الإقليمية اليمنية المحيطة بميناء بلحاف للتصدير».. وأضاف المصدر (الذي فضل عدم ذكر اسمه) أن «قوات البحرية أطلقت النار على القارب المشبوه قبل أن ينفجر ويغرق في المياه الإقليمية اليمنية».. وتزامن هذا الهجوم، الذي جاء بعد يومين من مقتل 8 جنود أمن يمنيين في حاجز تفتيش بالقرب من ميناء بلحاف، مع مواجهات عنيفة دارت الأربعاء بين قوات الجيش والأمن اليمني مع عناصر تنظيم القاعدة في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت جنوب شرق البلاد، أسفرت عن مقتل رئيس أركان حرب القوات الخاصة وجنديين يمنيين، بالإضافة إلى مقتل اثنين من عناصر القاعدة أحدهما سعودي الجنسية، فيما فر آخران بعد تهدم المنزل، الذي كانوا يتحصنون فيه من شدة قصف قوات الجيش اليمني.
وأشار المصدر العسكري، إلى أن الرادارات الخاصة بميناء بلحاف وكاميرات المراقبة، رصدت القارب عند تجاوزه للخطوط الأمنية، التي يُحظر الاقتراب منها، قبل أن تحبط القوات البحرية اليمنية الهجوم.. فيما لم تعرف هوية أو عدد من كانوا على متن القارب، أو إلى أي جهة ينتمون. ويشبه هذا الهجوم هجومين سابقين تبناهما تنظيم القاعدة، الأول وقع على المدمرة الأمريكية «يو أس أس كول» في مياه عدن عام 2000 وأدى إلى مقتل 17 بحارًا أمريكيًا، والآخر استهدف ناقلة النفط الفرنسية «ليمبورغ» عام 2002 قبالة المكلا، ما أدى إلى مقتل بحار واحد.. وأنشأت اليمن منشأة نفطية ضخمة في ميناء بلحاف لتصدير الغاز الطبيعي المسال بكلفة وصلت إلى أكثر من 5 مليارات دولار.
إلى ذلك، قال مصدر أمني يمني في محافظة المهرة لـ»المدينة» إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض أمس على 3 عناصر مدرجون على قائمة المطلوبين للداخلية لانتمائهم إلى تنظيم القاعدة.. فيما نشرت قوات الجيش والأمن نقاط تفتيش على امتداد الخط الساحلي، الذي يربط ميناء نشطون بمديرية الغيظة عاصمة المحافظة، تحسبا لوصول سفينة أسلحة أبلغ عنها قبل نحو أسبوع.. وأشار المصدر إلى أن جهاز المخابرات اليمنية (الأمن السياسي) يجري حاليا التحقيقات مع المضبوطين في أحد سجونه بمحافظة المهرة.
على صعيد المواجهات العسكرية الجارية بين جماعة الحوثيين الشيعية وجماعة سلفي منطقة دماج بمحافظة صعدة شمال البلاد، اتهم رئيس اللجنة الرئاسة المكلفة بإنهاء الحرب بين الطرفين، جماعة الحوثيين بمنع أعضاء اللجنتين الرئاسية والبرلمانية والمراقبين العسكريين من دخول منطقة دماج، لتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار الذي وقعه الطرفين بإشراف اللجنة الرئاسية.
وأوضح يحيى منصور أبو أصبع، أن اللجنتين الرئاسية والبرلمانية تواصلان لليوم الثاني على التوالي جهودهما الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار في منطقة دماج، إلا أن هناك عراقيل كثيرة حالت دون دخول اللجنتين مع فريق المراقبين إلى المنطقة.. وقال أبو أصبع، إنه بعد الاتفاق أمس الأول مع من أسماهم (أنصار الله) لتأمين دخول اللجنتين ومعهما مراقبون من قيادة القوات المسلحة إلى دماج، توجهنا صباح أمس إلى نقطة (الخانق) وانتظرنا حتى الظهر، لنتفاجأ برفض دخولنا من تلك النقطة، رغم الاتفاقات السابقة مع مكون جماعة الحوثي.