أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الدفاع وحقيقة الصراع

- زكريا السادة

الأحداث تباعاً تدوي في أسماعنا وتجوب عالم التساؤلات لتستقر في أذهاننا تارة وتمحوها أخرى ليحل محلها التحليلات التي تطال كل تلك دونما نتيجة فيما يذكر ، نحن نتحدث عن اليمن والجميع يخبر تشابكاتها وتعقيداتها البسيطة التي يفهمها جل أبناء الشعب ليس فطنة في السياسة انما هي حقيقة الصراع المتكرر في ثنايا تأريخ الوطن ، قبل ساعات كانت اشتباكات العرضي واستهداف مشفاه المقر الرئيسي لوزارة الدفاع والتي تعد من أهم مكاتب القيادة العامة للقوات المسلحة وكما كان يحرص "صالح" بتواجده الدائم كل صباح مع منتسبي وزارة الدفاع وعمل الفحوصات الشاملة في المستشفى الذي جهز بأحدث التجهيزات يدل على ما يحضى به من أهمية لديه ، وكان يعد من أهم المشافي الذي يثق بها أثناء حكمه ، وإضافة إلى اهتمام "صالح" مع بقايا النظام بمصاحبة وزارة الدفاع للمؤسسة الاقتصادية التي تجاور العرضي تحضى هي الأخرى لتكون محل اهتمام "الفندم" ، ومما لا شك فيه أن وزارة الدفاع كانت قبل أعوم قد واجهت زحف مسلح قبلي يتبع " صالح" لكن لم يكن من النوع الثقيل والمدبر كعملية خطط لها بشكل محكم ولا يعرف أغوارها سوى من يعرف حصن "العرضي" لن أوجه الاتهام لأحد بقدر ما أطرح الجميع أمام صراع حقيقي لن ينتهي بتسليم مقر وزارة الدفاع لمن يحاول أخذ الدفة له ولكن المسلسل البشع الذي سيكون وقوده المزيد من الأبرياء وحدة الفصل المأساوي من هذا الصراع المعلومات أيضاً التي يتداولها الكثير إعدام أطباء ومرضى يتبعون مستشفى العرضي وحالة اشتباك دارت لساعات , ومن خلال هذا يتضح للجميع أن الجهة المنفذة صاحبة نفوذ وطرف صراع متجدد لكل الأحداث التي تطرى على الساحة .

في سابق الأمر كان المشير هو الفريق ولم يكن يدرك أن تتويج ألقب العسكري معناه الكثير من المنة والفضل والتسلط الجديد ولو بشكل يحفظ للأول مكانته ، وزارة الدفاع  الحصن الأخر لصنعاء القديمة يحض باهتمام الرئيس "هادي" كسابقه ولو للانتماء العسكري ناهيك عن مستشفى العرضي الضخم الذي كان يضم كادر طبي متميز ، وأيضاً شقيق هادي يرقد فيه وأنه قد توفي أثناء الاشتباكات كما تداولت بعض الأخبار ،  استعراض بعض ما ذكر لدلالة المكان وما يحض به من اهتمام كونه المقر الوحيد لوزارة الدفاع والذي لم يكن مجر مكاتب للقائد الأعلى وضباطه ، حالة أخرى من الفوضى والتعدي على وجهة هامة منوط عليها سير إدارة البلاد أمنياً ، لم يكن يعي البعض أنما يدور من صراع واضح لقوى تمتلك السلاح والمال والسلطة أيضاً تتمترس بقوة الزناد ولا تؤمن بغيره وإن ارتضت جزئياً بتقاسم السلطة والبقاء في حالة ترقب إما للانتقام أو للعودة كليا لحكم العصابة ولا أحد ينكر أن الدخول في حوار دون تحقيق أهداف الثورة كاملة هو لجوء إلى وسيلة فاشلة وتفاوض قبل به كل من تقاسم السلطة ورضي أن تكون دماء الشهداء إطار شرعي لكل القتلة والمجرمين .

الجهود الدولية المبذولة لإنجاح العملية السياسية في اليمن لن تكون أقوى من إرادة أبناء الشعب في إعادة صياغة مرحلة تصحيحية يشارك فيها جميع أبناء الوطن ، عبر إزاحة الفاسدين وإسقاط أطراف القوى من المعادلة السياسية والحفاظ على مبدأ التغيير إلى الأفضل بعيداً عن العاطفية أو التعصب ، وما يذكي الصراع من وجهة نظر الكثير تلك الوجوه التي لن تتغير معادلتها إلا بإزاحتها وتفويض جهة مسئولة لمحاكمتهم مهما كلف ذلك ، وبدلا من الانشغال في حوار لن يجدي مع عقليات ألفت القتل والعنف والبسط والفساد وظلت تدبر وتسير تحت غطاء الحوار ، الكثير في اليمن يعرف أن شعبية رموز النظام السابق لن تتعدى أفراد لكن المال المجبول من تلك المناصب أصبح وفيراً لشراء الذمم وتحريك سيارات من الوفود المرافقة في ظل البطالة والاقتصاد المتدهور والحال ينطبق على الكثير ، العقبة الحقيقية لن تزول إلا بثورة أخرى ولو حركة تصحيحية لبناء دولة القانون والعدالة والمساواة .

Total time: 0.0628