أظهرت وثائق سرية مسربة خاصة بملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أن الجانب الفلسطيني كان قد قبل باحتفاظ إسرائيل بمستوطنات الضفة الغربية كلها باستثناء واحدة فقط.
واكدت الوثائق التي نشرتها قناة "الجزيرة" القطرية وصحيفة "الغارديان" البريطانية يوم الاحد 23 يناير/ كانون الثاني، ومصدرها كل من القنصلية الأمريكية في القدس والسفارة الأمريكية في تل أبيب، أن الفلسطينيين قد وافقوا كذلك على عودة وصفت بالمحدودة للاجئين الفلسطينيين.
واكدت قناة الجزيرة التي بثت الوثائق انها تشكل "اكبر تسريب للمعلومات في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي"، مضيفة ان معظم الوثائق صدرت باسم "دائرة شؤون المفاوضات" في منظمة التحرير الفلسطينية. ولم تكشف القناة كيف حصلت عليها.
واشارت الوثائق الى جلسات للتنسيق الامني بين الاسرائيليين والفلسطينيين والى العرض الذي قدمه الجانب الفلسطيني خلال المفاوضات حول القدس واللاجئين.
وبينت الوثائق استعداد القيادة الفلسطينية لتقديم تنازلات، حيث نقلت عن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين قوله خلال لقاء مع تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة "ليس سرا اننا عرضنا عليكم اكبراورشليم (القدس) في التاريخ".
واكدت الوثائق ان الجانب الفلسطيني تنازل عن الحي اليهودي وعن جزء من الحي الارمني خلال المفاوضات حول مستقبل البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.
وشددت الوثائق ان عريقات قدم تنازلات حول المسجد الاقصى، لانه دعا خلال احدى جلسات المحادثات لايجاد "طرق خلاقة" للتعامل مع هذا الملف.
كما جاء في هذه الوثائق ان احمد قريع كبير المفاوضين السابق ابدى استعداد الفلسطينيين للتخلي عن جميع المستوطنات في القدس، سوى ابو غنيم التي بنيت في العام 1997 ويطلق عليها الاسرائيليون اسم هار حوما.
وجاء في الوثائق على حد ما بثته فضائية "الجزيرة" ان قريع تحدث عن مصلحة فلسطينية - اسرائيلية مشتركة للابقاء على بعض المستعمرات.
واشارت الى ان نسبة تبادل الاراضي في القدس بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي 1 - 50 % لصالح اسرائيل.
وفيما يتعلق بالحرم القدسي الشريف عرض الجانب الفلسطيني - حسب ما بثته الجزيرة - تركه للنقاش في وقت لاحق لايجاد حلول خلاقة كتكوين هيئة او لجنة او مقابل تعهدات اسرائيلية بوقف الحفريات في المكان الامر الذي رفضه الجانب الاسرائيلي.
وفي ما يتعلق باللاجئين، قالت احدى الوثائق على لسان عريقات استعداد السلطة الفلسطينية للاكتفاء بعودة 10 الاف سنويا خلال 10 سنوات، اي بما مجموعه 100000.
عباس يستغرب من وجود الوثائق
وفي رد فعل على نشر هذه الوثائق اعرب محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية مساء الاحد عن استغرابه لما تردد عن وجود وثائق سرية تخص الوضع الفلسطيني وعملية السلام ، بحسب وكالة الانباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
وقالت الوكالة على لسان محمود عباس قوله في لقاء صحفي له في القاهرة "ان كل ما قمنا به من نشاطات مع الجانب الاسرائيلي والامريكي، يبلغ به العرب بالتفاصيل من خلال لجنة المتابعة، او الاتصالات الثنائية او من خلال امين عام الجامعة العربية (عمرو موسى) الذي لديه علم بكل شيء ويبلغ الاشقاء بتطورات الاوضاع باستمرار... لا اعلم من اين جاءت "الجزيرة" باشياء سرية، ولا يوجد شيء مخفي على الأشقاء العرب، وعندما يحصل شيء نتصل بعدد من الدول، وبالسيد عمرو موسى ونطلعهم على ما يجري".