يقول الدكتور ياسين سعيد نعمان في مقابلة مع قناة معين :( دماج من البؤر التي أنتجت في هذا المجتمع لحماية النظام السياسي في مرحلة معينة وجرى توظيفها لصالحه ).
والحقيقة أننا كنا ننتظر من الدكتور ياسين سعيد نعمان بدلا من هذا التنظير أن يدين إدانة واضحة عدوان مليشيات الحوثي على دماج وحصارها منذ أكثر من 66 يوما وأن يدين هذه المحاولات الحوثية لإحياء السلالية والمذهبية والطائفية والعنصرية وقتل الناس على الهوية وهذه الإدانة ومحاربة هذا الفكر هي وظيفة المثقف الحقيقية وواجب على المفكر والمسئول والمشتغل بالشأن العام وليس التنظير البعيد عن الواقع والذي لا يوقف حصارا ولا ينهي حربا .
من وجهة نظري فقد يكون في حديث الدكتور ياسين سعيد نعمان حول جذور قضية دماج بعض الحقيقة أو كثير منها لكن الدكتور ياسين أخطأ مرتين :
1ــ حين صمت عن إدانة العدوان الحوثي على دماج إدانة صريحة وواضحة عند الحديث عن قضية دماج فالحقيقة أن هناك معتدي ومعتدى عليه وظالم ومظلوم في هذه القضية والحديث الأخيرة للجنة الوساطة الرئاسية يحمل الحوثيين مسئولية حرب دماج ويتهمهم صراحة بأنهم معتدون وأهل دماج في حالة دفاع وهذا أمر معروف للجميع .
2ـــ من وجهة نظري ليس هذا وقت نقد أهالي دماج والحديث عن توظيفهم من قبل النظام السابق خاصة وأنهم تحت القصف والحصار والعدوان المتواصل وعندما تضع الحرب عليهم اوزارها ويحل السلام سننتقدهم فالأولوية الآن لإيقاف الحرب والحصار ضدهم وإغاثتهم وعونهم .
من وجهة نظري لطلاب وشيوخ مركز دار الحديث بدماج إجتهادات لا نوافقهم عليها ومطلوب منهم إعادة النظر بها ولكن هذا لا يبرر حصارهم وقتلهم والسكوت عن ظلمهم والعدوان عليهم بأي حال من الأحوال ..
إن دماج كمركز علم شرعي موجود تولي علي عبد الله صالح لرئاسة اليمن وإذا كان نظام صالح قد حاول توظيف هذه الجماعات وغيرها من التيارات لصالحه وضرب تيارت أخرى ونجح جزئيا في فترة معينة لأنه وافق إجتهادات من شيوخ وطلاب دار الحديث وبعض فصائل التيار السلفي تدعم مخططاته تلك فهذا حديث عفى عليه الزمن وواجب اللحظة وفريضة الوقت كما قلنا سابقا هي إيقاف حصار دماج وقتل أهلها بكل أنواع الأسلحة الفتاكة والثقيلة وإدانة المعتدي والظالم والجهر بهذه الإدانة .
وللأسف تقوم مليشيات الحوثي بحصار أهالي دماج وقصفهم بكل انواع الأسلحة ويمضي مثقف كياسين في حديث طويل بعيدا عن الواجب وليس هذا فحسب بل المؤسف أن الدكتور ياسين سلم إعلام حزبة لشلة من الحوثيين كمحمد المقالح وغيره.
أين اليسار ومثقفيه اليوم من إدانة تخلف جماعة مسلحة متمردة تتمحور حول شخص يزعم أنه ظل الله في الأرض وأنه مقدس وفوق البشر وأن السلطة حق حصري خصه الله به وفي سبيل هذا الحق ونيل السلطة يدخل البلد في الفوضى والقتل والدماء ويقف المثقف اليساري صامتا إن لم يتحول لمنظر لجماعة الحوثي للأسف هذا هو الواقع من وجهة نظري ؟!!