تعز / احمد البخاري
ضمن برنامج فعاليات منتدى السعيد
الثقافي للنصف الأول من العام 2011م أقامت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة الخميس 27
يناير فعالية الندوة الخاصة التي كرست لقراءة كتاب شعر المبدع الأديب اليمني
الكبير على احمد باكثير لمؤلفه د / عبد
القوي ألحصيني نائب رئيس جامعة تعز لفرع التربة بمشاركة قرائية للدكتور د / على
غانم أسعد أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب جامعة تعز .
وفي الندوة استعرض ألحصيني تجربته
في دراسة شعر على أحمد باكثير ومراحل خطواته البحثية
ابتداءً من عام 1993م . وقال بأن باكثير يعيش في وجدان كل يمني كونه أنتج وأبدع
لليمن و للأمة العربية والعالم أجمع الكثير من انتاجاته الأدبية والشعرية والمعرفية . مضيفا بأن الأديب باكثير لم يكن
محصورا ومحدودا برؤية أو بمساحة ضيقة إقليمية أو مناطقية وإنما كان جغرافيا عالميا
.
منوها إلى تبني اتحاد أدباء سيئون للكثير من مشاريع
باكثير كدار السلام والذي جعلت منه مبدعا وأديبا , وقال بأن الغريب في الأمر أن
باكثير كان في ذلك الزمان في العشرين من عمره وقد امتلك تلك الدار حيث كان طموحا
جدا وكان حينها مديرا لمدرسة وهو في ذلك السن المبكر وهو دليلا على نباغته وإبداعه
المبكر .
ونوه الدكتور الحصيني إلى أن
تجربته في البحث عن تراث باكثير مرت بصعوبة كبيره كانت بدايتها عندما أبلغ من قبل
أساتذته في جامعة صلعاء ـ حين كان يدرس فيها ـ بأن باكثير ليس شاعرا وإنما كان
مسرحيا وقاصا وأثناء بحثه وتنقله بين صنعاء وعدن وسيئون والخليج ومصر لمعرفة
الكثير عن أحمد باكثير وجده شاعرا ومبدعا كبيرا .
وقال ألحصيني استعنت بالكثير من محبي باكثير ومنهم محمد أبو بكر حميد
يمني الأصل سعودي الجنسية والذي عمل في مجال الأدب والصحافة والإعلام الذي أهداني جملة من كتب باكثير واستفدت منها كثيرا كما التقيت
بالكثير من أقرباء باكثير في سيئون ومنهم عمر أحمد باكثير رئيس اتحاد أدباء سيئون ,
وأضاف كانت أول زيارة لي إلى عام 1993م مصر حين التقيت بربيبة باكثير زوجة العمودي
التي زودتني بالعديد من المعلومات عن باكثير والتقيت بعد ذلك بالدكتور عبده
بدوي ـ الذي دون الكثير من الكتابات عن باكثيرـ واتجهت بعد ذلك إلى مكتبة باحبيش في مصر وهو حضرمي
يمتلك مستشفى من ستة أدوار خصص الدور الأخير لتراث باكثير،كما زرت دار الكتب
المصرية وفي صنعاء التقيت بالدكتور عبد
العزيز المقالح ، والذي طلبت منه الإشراف على اطر وحتى الدراسية الأولى التي خصصتها لدراسة شعر وأدب باكثير وبدوره قبل
الإشراف على الأطروحة و لكن قسم اللغة العربية بجامعة صنعاء تعنت في البداية
ليوافق فيما بعد ولكن بعد اشتراط مقررات سنة تمهيدية في جامعة صنعاء .
وبعد اكتمال بحثه 1999م توجه إلى الدكتور
/ عبد العزيز المقالح والذي بدوره أحاله على الدكتور : رياض القرشي والذي طلب منه
أن يلخص له المبحث الأول من "200 صفحة" إلى" 25 صفحة" ، وفي
المبحث الثاني والذي يقع في" 300 صفحة" طلب منه الدكتور :القرشي أن يلخصه إلى" 100صفحة"
، فما كان من الدكتور الحصيني إلا الرفض وعاد إلى الدكتور المقالح شاكياً
ومستعطفاً إياه بقصيدة ، فما كان من الدكتور المقالح إلا أن يوجه رسالة قصيرة إلى
الدكتور : رياض القرشي يستوضحه عن المطلوب من الباحث ، مشيراً بان الدكتور :القرشي
وافق على مضض بتشكيل لجنة لمناقشة أطروحة الدكتوراه بعد الموافقة عليها لتشكل
اللجنة برئاسة الدكتور عبد العزيز المقالح في مايو 2000م ليحصل بعدها على درجة الدكتوراه
مع التوصية بطباعتها حيث طبعت بعد عشر سنوات أي في عام 2010م بمناسبة مئوية علي
أحمد باكثير .
وأضاف د.الحصيني : يعد باكثير مجموعة
أعمال ورؤى وفكر وثقافة وهو علم من أعلام الثقافة اليمنية وهذا محط افتخار لكل
اليمنيين , موجها شكره لمجموعة هائل سعيد أنعم على دعمها لطباعة كتابه والذي حمل
عنوان "تجربتي في دراسة شعر علي أحمد باكثير " عبر مؤسستهم الثقافية
"مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة" والتي تقوم بالعديد من الأدوار التوعية
والتنويرية التي تعمل على دعم وتشجيع المبدعين والمثقفين ورعايتهم .
الدكتور على غانم أسعد أستاذ
الأدب العربي بكلية الآداب بجامعة تعز عقب بدوره عن محاور الندوة مشيرا إلى أن دواوين باكثير
الشعرية المطبوعة هي ـ أزهار الربي في شعر
الصبا ( الدار اليمنية للنشر والتوزيع )
بالإضافة إلى نظام البردة" قصيدة
في المديح النبوي" .
كما تطرق إلى دواوينه المخطوطة والتي
تتمثل في العدنيات وتضم قصائده التي قالها
في عدن وكذا الحجازيات وتحتوي على شعره الذي كتبه في الحجاز وأيضا قصيدة " نكون
أو لا نكون" والتي قالها بعد هزيمة
67 وهي من الشعر الحر .
مستعرضا مسرحياته الشعرية والتي منها ( مسرحيات بالشعر العمودي همام أو في بلاد
الأحقاف ـ الليلة الثانية عشر - الأوبرا ـ
الشاعر والربيع ومسرحيات أخرى - عاشق من حضرموت ), وكذا مسرحياته بالشعر الحر ومنها - روميو وجوليت -
اخناتون ونفرتيتي - الوطن الأكبر - شادية الإسلام
- البيرق النبوي .
واختتم الدكتور غانم مشاركته بقراءة
من شعر باكثير في مواضيع كثيرة "سياسية , واجتماعية , وقصصية , وأدبية"
ونحو ذلك .
من جانبه الأستاذ / فيصل سعيد
فارع مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة أشار إلى أن أهمية هذه الندوة تكمن في كونها تتناول شاعرا كبيرا بحجم الشاعر
أحمد باكثير والذي قال بأنه وهب حياته للإبداع والتجديد ولخدمة الأمة أجمع ,مشيرا إلى
أن هذه الفعالية تتناول أطروحة من أهم الأطروحات التي تناولت الإبداع الشعري
للمبدع اليمني احمد باكثير ـ حسب قول أ.د. عبد العزيز المقالح ـ .
منوها بأن الشاعر باكثير جمعت مواهبه المتعددة بين
الشعر والقصة القصيرة والرواية المسرحية والنقد الأدبي وكان في طليعة الأدباء
والعرب الذين حققوا ظهورا لافتا في القرن العشرين على الصعيدين العربي والعالمي في
مجالات تعدت ما هو تقليدي وما هو شائع .
وقد أثريت الندوة التي حضرها جمع
من الأكاديميين والأدباء والمثقفين بالعديد من المداخلات والنقاشات من قبل الحضور.