أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

سي ان ان الامريكية.. رأي: القاعدة باليمن أكثر نزاهة من واشنطن

- سي ان ان

بقلم بيتر بيرغن محلل الأمن القومي لدى CNN ومدير مؤسسة "أمريكا الجديدة" ومؤلف كتاب "مطاردة رجل: السنوات العشر في البحث عن بن لادن--من 11 سبتمبر إلى أبوتاباد."

(CNN)-- لطالما قيل إنّ الحقيقة هي أولى ضحايا النزاعات، لكن، وباعتبارها في طليعة ديمقراطيات العالم، يتعين على الولايات المتحدة أن تفعل ما بوسعها وهي تخوض الحروب أن تحافظ على مبدأ "قول الحقيقة" وجعله عادة مألوفة.

وفي أفغانستان، عام 2010، أصدر قائد القوات الأمريكية هناك وقتها، الجنرال ديفيد بيتريوس، مذكرة توجيه لقواته يشرح فيها كيفية التعامل على الأرض ومشددا على أنّ المعيار الأساسي في ذلك هو "الحقيقة" و"تجنب تركيب إعادة الأحداث" و"الاعتراف بالفشل وعدم تزوير الأرقام المتعلقة بالضحايا المدنيين وغيرهم."

لكن الآن في اليمن، التي تخوض فيها الولايات المتحدة منذ أربع سنوات حربا صغيرة غير معلنة، وصلنا لمرحلة تثير السخرية، يقدم فيها تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" أداء أفضل من الولايات المتحدة فيما يتعلق بالإبلاغ عن الحقيقة.

ففي رسالة فيديو، اعتذر زعيم تنظيم القاعدة في اليمن عن شنّ هجوم بالخطأ على مستشفى يمني في صنعاء، في وقت سابق هذا الشهر وقتل فيها مدنيون بدم بارد، قائلا إنّ مقاتلا أخطأ، مقدما اعتذاره وتعازيه لأسر الضحايا.(مزيد من التفاصيل).

وفي الوقت الذي اعتذرت فيه "القاعدة" علنا -ومن دون شكّ فإنها حققت بذلك مصلحة خاصة- عن قتل مدنيين "عن طريق الخطأ" في الهجوم الذي تم شنه في 5 ديسمبر/كانون الأول، لم يتحدث أي مسؤول أمريكي علنا بشأن هجوم بطائرة دون طيار شنته الولايات المتحدة على ما قالت إنه قافلة مسلحين، ليكتشف الجميع إثر ذلك أنه كان موكب زفاف شهد مقتل ستة مدنيين على الأقل، في الغارة التي تم شنها في 12 ديسمبر/كانون الأول.(مزيد من التفاصيل).

وفي الحقيقة فإنّ هناك ثغرة قانونية تلزم المسؤولين الأمريكيين بالصمت عندما يتعلق "بالأخطاء" عند تنفيذ الغارات باستخدام طائرات دون طيار، لأن هذا النوع من العمليات سري وغير قانوني ولا يخضع للتوثيق وبالتالي المحاسبة، وهو ما يمنع الحكومة الأمريكية أو من يمثلها من الإشارة إليها.

والأسوأ من ذلك، أن المسؤولين الأمريكيين يحرصون-على جميع مستوياتهم- على التأكيد على "حرفية ودقة" هذا النوع من العمليات بحيث أن ذلك يجعل منه "تقريبا من دون خطأ." ومن ضمن هؤلاء المسؤولين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومستشاره السابق لمكافحة الإرهاب جون برينان، الذي أصبح الآن مديرا لوكالة الاستخبارات.

وفي محاولة لتعديل الوضع بشأن المشاكل التي يثيرها استخدام ذلك النوع من الطائرات، وخلال خطابه في 23 مايو/أيار 2013 حول استراتيجيته لمكافحة الإرهاب، تعهد أوباما "بأن يكون هناك شبه يقين من عدم مقتل مدنيين أو إصابتهم، قبل شن أي غارة" فهل غيّر ذلك من واقع الأمر شيئا؟ والإجابة هي نعم.

فمنذ ذلك الخطاب، خفضّت إدارة أوباما بشكل واضح عدد الغارات التي تشنها وكالة الاستخبارات باستخدام ذلك النوع من الطائرات، في باكستان، وخفضته نسبيا في اليمن.
وخلال الشهور السابعة الماضية، شنت الوكالة 14 غارة طائرة بدون طيار في باكستان، بما يعني غارة كل أسبوعين، مقابل غارة كل ثمانية أيام خلال العام السابق، كما أنه لم يسجل سقوط ضحايا مدنيين.

وفي اليمن، انخفض عدد الغارات إلى غارة كل 13 يوما أي بواقع 16 غارة منذ خطاب أوباما، مقابل غارة كل 10 أيام خلال العام الماضي. كما أن عدد القتلى من ضمن المدنيين انخفض بوضوح في كل من اليمن وباكستان مقارنة بالسنوات العديدة الماضية، لكن غارة 12 ديسمبر/كانون الأول في اليمن وسقوط مدنيين خلالها، تثبت أنه مازال يتعين بذل مزيد من الجهود كي يتسق واقع الحال مع خطاب أوباما.

ومن الحلول المقترحة، أن يتم إنشاء لجنة مستقلة عن وكالة الاستخبارات والبنتاغون تقوم بمراجعة وتقييم غارات الطائرات من دون طيار بعد أن يتم شنها. ويمكن أن يتم تشكيل تلك اللجنة بنفس الأسلوب الذي تم اتباعه عند تشكيل لجنة مستقلة للنظر في موضوع التسريبات وأنشطة وكالة الأمن القومي.

Total time: 0.094