اخبار الساعة - عباس عواد موسى
من نفذ الإبادة الجماعية بحق اليهود اليونانيين ؟
صادرت اليونان ممتلكات اليهود المغادرين وعلى مقبرتهم أقامت جامعة سالونيك
ترجمة :عباس عواد موسى
نشرت صحيفة الفجر المقدونية هذا التقرير . ليبين مدى التخبط الذي يعيشه الصهاينة وسط المتغيرات الدولية المتسارعة . فهم لا يأتون على ذكر حاخاماتهم المتورطين ويقتصرون على ذكر الآخرين . والغريب في الأمر أن الصهاينة يتخذون من مقدونيا مقراً لبث هذه التقارير التي تمس دول البلقان . هنا , أكتفي بالترجمة ... ولنا متابعات قادمة .
سالونيك , ألمدينة . أمٌّ لإسرائل أو قدس البلقان , كما كان يطلق عليها اليهود قبل عام 1943 . لأن هذه السنة كانت وباءاً عليهم فقد أباد الهتلريون وأتباعهم من اليونانيين 64000 يهودي من أصل عددهم في المدينة والذي بلغ 56000 يهودي .
إستر بِنباسا وآرون رودرِغ اللذان نشرا دراستهما عن يهود السفارديم في البلقان قبل عشر سنوات مستلهمان إياها من ذويهما جاك بنباسا وجوزف رودرغ اعتبرا أن قضيتهم من أكبر المآسي الإنسانية في التاريخ البشري . فعدا عن أل 46000 الذين تمت تصفيتهم هناك 4000 آخرين كانوا قد قدموا للمدينة معتقدين أن فيها ملاذاً آمناً لهم .
لم يحدث هذا بالصدفة . بل كان مخططاً له . فهاينريخ خايمير كان قد أخطر هتلر في أكتوبر عام 1941 من أن كثرة عدد اليهود في سالونيك يشكل تهديداً للأمن الألماني .
ألحكومة اليونانية الفاشية وتشكيل المنظمة القومية الفاشية بزعامة سبيروس ستيروديموس التي تشبه إلى حد ما منظمة الفجر الذهبي حالياً وكانت تنطلق من العاصمة أثينا التي بلغ تعداد اليهود فيها 10000 يهودي حينئذ . وقد هاجمت من خلال فروعها كافة اليهود حيثما وجدتهم .
ألفا يهودي فقط نجوا بأعجوبة . فقد اختبأوا في الجبال المحيطة والمناطق النائية . لكنهم , وللأسف , لم يستعيدوا أملاكهم بعد الحرب . لا لأنها دمرت , بل لأنها بيعت لآخرين في الزمن الهتلري .
إذلال ساحة سالونيك
غزا الألمان سالونيك في التاسع من نيسان عام 1941 . وبعد عام فرّ الملك والطاقم الحكومي وشكّل الهتلريون حكومتهم المعينة بزعامة الجنرال غيورغيوس تشيلوغلو تلاه قسطنطينيوس لوغو تيتوبولوس ف يُوانيس راليس . وبين الفترات تم تقسيم اليونان إلى مناطق تراقيا وتم وضعها تحت الوصاية البلغارية كمكافأة لبلغاريا على تبعيتها لألمانيا النازية وظلت أثينا وإبير تحت الإحتلال الإيطالي فيما أُلحقت مقدونيا الإيجية بالمحتل الألماني الذي قضى على الغالبية الساحقة من اليهود في سالونيك كما أسلفنا . وأغلق الصحيفتان اليهوديتان ألإندبنتيد و ليبروغريس واستبدلتا بصحيفة نيا أوروبا التي أظهرت مواقفها المعادي للسامية . وكذلك صحيفة اليهود الإسبان ألمصيرايو .
ونقل الألمان كل ما يتعلق باليهود من كتب ومخطوطات وبالأحرى كل أرشيفهم إلى فرانكفورت . وتساوى المقدون في الظلم والإضطهاد باليهود . ووصل الحد , أن تنشر صحيفة أبوسيمفاتيني بياناً في الحادي عشر من تموز عام 1942 طالبت فيه جميع اليهود من 18 - 45 سنة أن يتجمعوا في ساحة الحرية وسط سالونيك . فتجمع 9000 منهم تم اقتياد 2000 لتنفيذ أشغال شاقة مات منهم 250 جراء الإرهاق والجوع .
وكان ماكس مارتين المدير العسكري الفاشي قد طالب اليهود بجمع مبلغ 3500 مليون دراخمة . فجمعوا مبلغاً قيمته 1650 مليون دراخمة ولأنه أقل من المطلوب اضطروا للتخلي عن مقبرتهم لينشيء المحتل عليها جامعة ( أرسطو طاليس ) .
ترحيلٌ متتالٍ كل يومين
قبل ترحيل اليهود لمعسكرات الموت . وصل ديتير فيسليتسيني وألويس برونير مساعدا حايخمان ليشتركا مع ماكس مارتين في وضع خطة الإبادة . فأصدرا تعليماً يلزم كل يهودي يبلغ 5 سنوات فما فوق بارتداء النجمة الصفراء وترقيم منازلهم ومحالهم بعلامات مميزة . ولحق بهم المنظر الهتلري ألفريد روزنبيرغ ليمكث عدة أيام ومن ثم غادر عبر مقدونيا التي كانت ترزخ تحت الإحتلال البلغاري .
وفي الخامس عشر من آذار عام 1943بدأ ترحيل اليهود إلى معسكرات الموت . ووصل القطار الأول بعد خمسة أيام يقل 2800 يهودي قتل منهم 2191 بالغازات فور وصولهم . وتم وضع 417 من الرجال و 192 من النساء قيد الأشغال الشاقة . واستمر الترحيل حتى أيار . ومن آوشيفاتس إلى بيركيناو حيث تمت فيه تصفية 37386 يهودي . وانتهى الوجود اليهودي في سالونيك مع نهياية آب الذي استمر 450 سنة .
وأشارت خانا آرينت في كتابها ( حايخمان في القدس ) إلى 31000 يهودي آخر من الجنوب اليوناني والجزر وأثينا تمت تصفيتهم وسط لامبالاة من اليونانيين .
ألدكتور مارتين تم اعتقاله بعد الحرب ولكن سرعان ما أطلق سراحه وعاد إلى ألمانيا . ولم نجد توضيحاً من المؤرخين والسياسيين اليونانيين حول ذلك .
ألإحصائية اليهودية تشير إلى أن 87% من إجمالي عدد اليهود اليونانيين البالغ 75357 تعرضوا للإبادة .وهي أعلى نسبة في أوروبا . وكان كشف يضم كل أسماء اليهود بيد حاخام سالونيك ( رابين كوريتس ) المتورط في عملية الإبادة .
المصدر : صحيفة الفجر المقدونية