أنهت يوم أمس الأثنين اللجنة العسكرية الميدانية المكلفة من قبل قائد قوات الاحتياط اللواء علي بن علي الجائفي مهماتها بالفشل بعد أصطدمها بمجاميع من المليشا الحوثية المسلحة القادمة من خارج القبيلة في منطقة عيال يحي التي تعد أحد فخوذ القبيلة وتقع على حدود " هران وسفيان " المجاورة لمحافظة الجوف , حيث رفضت تلك المليشيا من رفع النقاط التي تم نصبها على الطريق العام الموصل بين " الجوف – أرحب - صنعاء " .
الأستاذ عبدالخالق الجندبي وهو عضو اللجنة المصاحبة للجنة العسكرية وممثلا عن قبيلة أرحب قال متحدثاً لمأرب برس " أن حملة عسكرية خرجت صباح اليوم مدعومة بعدد من الأطقم والمركبات العسكرية لرفع النقاط التي استحدثت خلال الأيام الثلاثة الماضية ,موضحاً أن اللجنة خرجت برفقة ممثلين عن رجال القبائل وهم عبدالخالق الجندبي ومحمد عبده اليحيصي, إضافة إلى ممثلين عن الحوثيين وهم عبدالعالم أبو نشطان ومجاهد الشيخ .
حيث بدأت الحملة اليوم في تمشيط الخط العام مرورا بمفرق زندان حتى وصولهم إلى بني علي , حيث رفع رجال قبيلة أرحب أحد نقاطهم , في حين ظلت اللجنة في التقدم لرفع نقطتين للحوثيين الأولى رفضت الانصياع لتوجيهات اللجنة العسكرية , في حين قامت عناصر النقطة الثانية في بني علي بقطع الخط الرئيسي كاملا على اللجنة العسكرية ومنعها من التقدم .
أين يتمركز الحوثيون :
إلى ذلك كشفت مصادر قبلية في أرحب عن حقيقة التمركز الحوثي في القبيلة حيث أوضحت ان التغلغل الحوثي يقتصر حاليا على "بني علي وأجزاء من عيال عبدالله " وكلا الفخذين يقعان على حدود محافظة الجوف عبر امتداد سفيان وهران , وعبر امتداد تلك الأودية والجبال حاول الحوثيون السيطرة على المواقع الهامة خاصة المطلة على خط " الجوف – صنعاء" .
كما قاموا بأعمال منافية للأخلاق من عمليات نهب وسطو وترويع للنساء والأطفال وتفجير بعض المنازل خاصة في قرى صغيرة واقعة في بني علي .
تلك الأعمال مثلت ردة فعل واسعة لدى رجال القبائل تجاه الحوثيين , خاصة أنها أعمال لم يعتاد رجال القبائل أن تصدر إلا عن الهمج أو قطاع الطرق حسب توصيف أحد رجال القبائل .
مواجهات مسلحة :
وعلى صعيد المواجهات المسلحة كشفت مصادر قبلية في ذيبان "لمأرب برس" أن إجمالي قتلى المواجهات التي جرت خلال اليومين الماضيين من الحوثيين بلغ أكثر من سبعين قتيلاً من بينها 46 جثة لمقاتلين قدموا من محافظة الجوف وتم ترحيلهم عبر سيارات خاصة إلى محافظة الجوف مساء السبت الماضي ليلاً , إضافة إلى تشييع 15 جثة لمقاتلين قدموا من بني حشيش في حين بقية القتلى من مناطق متفرقة .
وعلى صعيد المواجهات التي جرت يوم أمس في منطقة بني علي سقط 18 قتيلاً من الحوثيين وعشرات الجرحى كلهم من المليشيا القادمة من خارج القبيلة, أما من ناحية الجرحى فتحدثت مصادر شاركت في المواجهات خلال الإيام الماضية ضد الحوثيين أن جرحاهم يفوق 150 شخصاً .
انشقاقات في ألآسرة الحاضنة للحوثيين :
تزعم المدعو "فارس مجاهد الحباري" المشهد الحوثي في أرحب , خاصة بعد تلقيه مبالغ مالية ضخمة من قيادات حوثية عليا قيل أنها وصلت لمئات الآلاف من الدولارات, مقابل وعود قطعها لهم في تذليل أي صعوبات تعرقل ربط الخط الرئيسي القادم من الجوف ومروراً بأرحب حتى العاصمة صنعاء .
فارس الحباري تسبب حتى اللحظة في مقتل عدد من أبناء قبيلته وجرح آخرين بسبب استقدامه ودعمه لمليشيا مسلحة من خارج القبيلة مارست أعمالا ًمنافية للرجولة والدين حسب رؤية أبناء القبيلة .
وترى شخصيات قبلية من "أرحب أن "هذا التصرف أسقط عنه الغالبية العظمى من مقربيه , حتى أنه لم يعد يستطيع التحرك داخل قبيلته ومسقط رأسه إلا بحراسات حوثية من أبناء الجوف ولم يعد يستطيع البت في أمر داخل قبيلته ألا بعد الرجوع إلى جهات أخرى تقوم بتوجيهه .
كما كشفت المصادر القبيلة في أرحب لـ"مأرب برس " أن إسرة فارس الحباري وفي مقدمتهم عمة حافظ أحمد حميد الحباري وبقية أعمامه رافضين أعماله وممارساته , وقالوا في حديث جمعهم يوم أمس مع مشائخ ووجهاء أرحب ما نصه "فارس باع نفسه وباع أرحب من أجل الفلوس وهو الآن متورط في فعلته .
توحيد الصف الداخلي :
أسفرت التحركات الحوثية في عدد من مناطق الحدود في أرحب إلى توحيد رجال القبيلة وقيامهم بتشكيل مجموعات مسلحة تقوم كل منها بفرض حماية على قراهم ومساكنهم ومنع أي طرف سواء الحوثيين أو أبناء القبيلة أنفسهم في إقامة أي نقاط أو متارس .
حيث تم إفشال عدة محاولات للحوثيين حاولوا التوغل في عمق القبيلة لكنها باءت بالفشل بعد ذلك التكتيك الجديد.
ملاحقة الحوثيين في أرحب .
ونقل مراسل مأرب برس عن مصادر قبلية في منطقة "بني حكم" وهي أحد فخوذ القبيلة عن قيام مجموعة من رجال القبائل بملاحقة حوثيين من أبناء المنطقة قاموا ببعض الأعمال المؤيدة للحوثيين , مما تسبب في هروبهم إلى جبهة فارس الحباري .
أرحب لم تبدأ معركتها مع الحوثيين :
عقلاء القبيلة حتى اللحظة يرفضون أي مواجهات مسلحة مع الحوثيين وما جري في عيال عبدالله ليس سوى مواجهات فردية من بعض المتحمسين من أبناء المنطقة الذي حاول الحوثيين التوغل في أراضيهم وبيوتهم حسب حديث صالح يحيى وهو أحد أبناء القبيلة التي خاض المواجهات خلال الإيام الماضية مع الحوثيين.
ويتابع عقلاء القبيلة موقف الرئيس هادي ووزير الدفاع تجاه وعودهم التي وعدوا فيها برفض أي تواجد للحوثيين يهدد مطار صنعاء الدولي وفي إنتظار أي موقف حاسم ضد الدخلاء .
يشار إلى أن اللجنة العسكرية رفعت تقريرها الميداني إلى قائد قوات الاحتياط اللواء علي بن علي الجائفي الذي بدوره سيرفعه إلى وزير الدفاع ومنه إلى القائد العام للقوات المسلحة "المشير عبدربه منصور هادي ".
ويقول أبو طه وهو أحد القيادات الميدانية في أرحب أنه في حال تلكأ الرئيس هادي في القيام بواجبه كرئيس للجمهورية وبصفته قائداً عاما للقوات المسلحة تجاه الدخلاء الحوثيين فإن القبيلة ستعلن ساعة الصفر , لحسم الموقف وإخماد أنفاس الدخلاء حسب تعبيره .