كتبت الناشطة أروى عثمان عضو مؤتمر الحوار ورئيس فريق الحقوق والحريات بالمؤتمر عتابا للأديبة هدى العطاس الناطق الرسمي لـ"تيار مثقفون من أجل جنوب جديد" بسبب موقفها المساند للهبة الشعبية التي دعت إليها قبائل حضرموت في ديسمبر الماضي.
واستغربت الناشطة أروى عثمان في منشور ساخر على حائطها بـ(الفيس بوك) من انخراط "مثقفي الحداثة" مع القبيلة..
من جانبها ردت الأديبة هدى العطاس على عثمان بمنشور آخر وقالت: "ظننت أنني سأرى منشورا منك ينتصر لشعب الجنوب وينصف الحق أينما كان ويقف في وجه الظلم دون تحيزات عصبوية..".
وأضافت العطاس: " نعم أقف إلى جوار قبائلنا الجنوبية.. القبيلة التي هي إنتماء نسب، ولم تكن يوما تمايزا طبقيا مشيخيا ماقبل بدائي يستجر هياكله الاجتماعية من كهوف التاريخ كما هو عندكم".
- نص منشور أروى عثمان:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخرتها يا هدى " لبيك ياقبائل بني مُرة"
**
استغرب من مثقفي الحداثة ، وما بعد الماركسية ، واليسارية المفرطة ، بل وخطاباتهم المليئة بمفاهيم البنية التحتية والفوقية ، والبنى على جنب .. والراديكالية ، قهري على الأممية ، والعالم قريتي ، والعولمة ، كلها راحت فطيس .. فينك يا انجلز وهيجل تشوف نخبنا بيعملوا هبات من كل شكل ونوع .
اخرتها ياهدي ..
رجعنا نصهل وراء خيول القبيلة وقعقة السيوف ، وغبار السباع ، والهن وأكبر ..كل ذلك القاموس الحداثوي تحول في غمضة هبة إلى بنية فوق ، وبنية تحت ، هبة فوق ، وهبة تحت ، وأرتدينا إلى أدغال ما قبل الإنسان العصبيات والهويات القاتلة ، برغم المطلب العادل للجنوب ، وحقهم في الإنتصار لقضيتهم ) ..
أخاف يا صديقتي هدى ، و(مثقفون من أجل الجنوب ) نراكم في صحاري الهبة ، وأنتم تقودون الحشود ، و السرب الفجاج العجاع وتصرخون : لبيك يابني مرة ، لبيكم ياأهل تغلب ، بنو قينقاع أمامكم ، وبني جدعان ودهم خلفكم فأين المفر ؟
صديقتي الغالية: أين راح قاموس علم الإجتماع والفلسفة ، وأبن خلدون ، وليفي شتراوس ، وفوكو ، كله ذهب إلى حضن الهبة القبائلية العصابية .. "مسقط الراس الأضيق من خرم هبة ..
سامحيني عزيزتي ..
منشور الأديبة هدى العطاس ردا على الناشطة أروى عثمان:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيل لي أن صديقتك أروى عثمان الأديبة والمثقفة والحقوقية كتبت منشورا عنك وعن الجنوب على حائطها.. نعم يا أروى أنت صديقتي وعزيزتي وبيننا غزير المحبة ولطالما كننت لك تقديرا واحتراما ومازلت. هرعت إلى حائطك ظنا مني أنكِ كتبتِ تناصرين الجنوبيين وتدينين المجازر والانتهاكات بحقهم وآخرها مجزرة الضالع الوحشية، وجرائم القتل اليومي لأطفالنا ونسائنا وشبابنا ورجالنا من قبل نظامكم المشيخي الاجرامي الفيدي. حتى صرنا لا نبارح المقابر نشيع كل يوم شهيدا وأكثر. ظننتك كتبتِ عن الامهات الجنوبيات الثكالى والأباء المكلومين والشعب الحزين حتى العظم، لترفعي عن ألامهم تقريرا إلى زملائك في الحوار ومنهم مشائخ الفيد ومهندسي القتل والايغال في دم الجنوبيين وفي أرضهم وأنسانيتهم وهويتهم، المقوضون لحاضرهم، المتربصون بمستقبلهم.
للعلم عزيزتي : كنت قد استغربت كثيرا حينما علمت انضمامك زميلة لهولاء فيما اسموه زورا (حواروطني) وأنت المقدامة في الأمانة والمصداقية . كيف ارتضيت أن يكون لك كرسيا جوار كرسي شيخ القبيلة وأي شيخ! شيخ الاستعباد لكم أخوتنا الشماليين قبل أن يكون شيخ الاحتلال والنهب والقتل في الجنوب. الشيوخ الذين بنوا لكم سجونا وزنازين ومأساة أبناء الجعاشن المشردين على ارصفة صنعاء تشهد. عدا عن شلة المجرمين والسفاحين والفاسدين التي ضمها حواركم!
تنتقدين ياعزيزتي وقوفي جوار القبيلة .. القبيلة الجنوبية المظلومة التي نهب شيوخ قبائلكم وسدنة سلطتكم ارضها وثرواتها ولوثوا هوائها وصحروا مزارعها واقصوا ابنائها من حقوقهم وهمشوهم وطردوهم وهجروهم من مرابعها التي ترعرعوا وتربوا فيها وتناقلوا ملكيتها أباء وأجداد منذ مئات السنين. ولم يكفوا جرائمهم وآخرها جريمة المقدم المغوار ( سعد بن حبريش) الذي أغتالوه لوقوفه في وجه طغيانهم .
ظننت أنني سأرى منشورا منك ينتصر لشعب الجنوب وينصف الحق أينما كان ويقف في وجه الظلم دون تحيزات عصبوية تتهموننا بها.. ياللمراوغة!! ولكن للأسف اثبتت نخب الشمال أنها ليست إلا على دين مشائخها!!
نعم أقف إلى جوار قبائلنا الجنوبية.. القبيلة التي هي إنتماء نسب، ولم تكن يوما تمايزا طبقيا مشيخيا ماقبل بدائي يستجر هياكله الاجتماعية من كهوف التاريخ كما هو عندكم. قبائلنا التي تناسل منها الحضرمي والجنوبي الذين بنوا دولا في المهاجر أصبحت دولا متحضرة متقدمة.. قبائلنا التي اندرج ابنائها في المدنية ودولة القانون حينما جاءتهم في دولة أبادتها (وحلتكم). قبائلنا التي لم نعرف منها ضيما ولا استعبادا ولا تكريسا لجهلنا. وسا قف واطالب بدم (مقادمتنا) كما اطالب بدم أي جنوبي سقط شهيدا دفاعا عن أرضه. للمعلومة: لم نعرف لفظة الشيخ في حضرموت إلا من ا"لوحلة" المكروهة! مقادمتنا ومشائخنا المتواضعون الذين لم نرهم يجروا خلفهم كما يفعل شيوخكم رتلا من أبناء القبيلة فقراء حفاة مستغلين متروكين في الجهل والتخلف يجرونهم خلفهم على شكل حراسة يذودون عن استعبادهم ومستعبديهم، وللأسف ها نحن نراهم يجرونكم أنتم ايضا من يطلق عليهم نخبا ومثقفين في الشمال تهرولون خلفهم قطعانا مستخدمين تنافحون بعلم أو بدونه عن مصالحهم ووجودهم فوق رؤسكم، ولو كانت هذه المصلحة على شكل "حوار وطني" وجودكم فيه ينظف وجوههم وأياديهم الملطخة بجرائمهم في الجنوب والشمال.
أروى أيتها العزيزة ولولا أنك أنتِ من عرفتها ضمير حيا لما رددت عليك.
-عدن اون لاين