اخبار الساعة - بسام الشجاع
منطقة دماج منطقة يمنية تابعة لمحافظة صعدة يسكنها أكثر من خمسة عشر آلف مواطن، منذ أن بداء الشيخ مقبل الوادعي دعوته ونشاطه الدعوي في أرض دماج مسقط رأسه وبين أبناء قبيلته وادعة ووائلة في بداية الثمانينات أجتمع حوله طلاب العلم من أصقاع العالم، حيث مثل مركزه أجمل صور التعايش السلمي كما ضربة دعوته للوسطية ورفض العنف والغلو والتطرف أروع الأمثال.
وفي ضل التحولات الجديدة خصوصا بعد أحداث الربيع العربي، والذي وجدت بعض القوى ان الفرصة أصبحت مواتية لإبراز المشاريع التغريبية والطائفية وكان المشروع الطائفي هو الأبرز في المنطقة حيث استيقظت الخلايا النائمة وبدأت تشمر عن ساق الجد بشكل أفقي وتنشر أفكارها الطائفية مستعينة بالسلالية تارة وبجهل الناس وبساطتهم تارة أخرى وبالدعم اللوجستي إقليماً وعربيا، مما اتاح فرصة كبيرة للإنتشار والتوسع، إضافة الى والوضع الرخو للحكومة الماضية والحالية والتواطؤ المتعمد والمستمر لحيازة وشراء وتكديس الأسلحة الخفيفة والثقيلة.
وما مأساة دماج اليوم والتهجير القسري إلا نتيجة لهذه الأمور، فمن الحيف والجور أن تضل قرية دماج ثلاثة أشهر وعشرة أيام تحت الحصار الجائر الذي تفرضه عليهم مليشيات الحوثي المسلحة ويصبحهم ويمسيهم القصف العبثي دون مبرر سوى أعذار ممجوجة تذرعت بها الجماعات المسلحة وهي أخراج الأجانب والجماعات المسلحة، ونحن نقول بالنسبة للأجانب فنحن مازلنا في دولة واحدة لها حكومة ورئيس منتخب هي المعنية بتسوية أوضاعهم ثم أين التعايش مع الأخرين ؟ وأين هي الدولة المدنية التي تضج بها رؤاهم في الحوار الوطني لما لم تتسع لهؤلاء الأجانب ؟ ولماذا يهجر ابناء البلد أيضاً ويتركون بيوتهم وارضيهم ولماذا جاء هذا التهجير القسري الذي لم يشهده التاريخ قرب مخرجات الحوار الوطني والتي تتزامن إلى تقسيم اليمن إلى أقاليم؟.
المتابعون يدركون أنه تمهيد لإقليم شمال الشمال المستقل عن الجمهورية اليمنية ليكون شوكة تغص به المنطقة عموما واليمن خصوصاً واستغرب من بعض هؤلاء الناس حينما يقولوا نحن لم نطلب منهم الخروج ليبقوا في بيوتهم ومركزهم وكانه يقول للعالم اتركوهم لنا نقتلهم بالتقصيد كما يقول محللون.
ينبغي أن ندرك أن معركة دماج لم تكن مصادفة او لشيئ مما يقوله السُلاليون أو "الزنابيل" كما يسمونهم بل هي معركة أمريكية إيرانية عربية لغرض القضاء على المشروع الإسلامي بأكمله أيّن كان توجهه باستثناء الإسلام الخرافي المبني على الدجل والأساطير الكاذبة، لذلك بقي حزب الإصلاح بعيدا عن الحرب الطائفية لأنه يعلم النتيجة مسبقاً كيف لا وهو يرى أقرانه في مصر وتونس وغيرها.
أما بالنسبة للتفويض وهادي فإن سلفيي الحجوري خصوصاً بدماج فكرهم الانشطاري ذا المركزية الزائدة لم يسعفهم في المعركة حيث لم يعد بوسعهم أن يتحملوا أكثر فهرعوا الى ولي الأمر لينقذهم ويفرج كربهم وهناك تبين لهم ان الامر قد دبر بليل وان هناك أيدي خارجية وعربية ضالعة في هذا الحرب المشؤمة وليس بيد ولي الامر الا النصيحة بارتكاب أقل الخسائر وهذه رسالة واضحة ومدوية مفادها عجز الدولة عن حماية مواطنيها فهي لاتزال تمر بمخاض عسر بعد أحداث الربيع العربي كما أن الداعميين للمرحلة الانتقالية لم يعطوا الحكومة الضوء الأخضر للقيام بواجبها في صعدة إضافة الى الحروب الست الأولى مع الحوثي التي قدمت الحكومة لأجلها اعتذارا رسميا ساهم في تكبيلها وتقييدها من القيام بواجبها حيث تضمن الاعتذار عدم تكرار الحرب ثانيةً.
والآن خرج ابناء دماج وخرجت النساء والاطفال والرجال خرجوا جميعا من الأرض التي تربوا ونشئو فيها خرجوا من الأرض التي ألفتهم وألفوها، خرج الأجانب اللذين قطعوا الفيافي والقفار للهجرة الى اليمن لطلب العلم وخرج المسلحون من دماج كما يزعم الحوثي ومليشياته والسؤال من يخرج الان مسلحوا الحوثي من صعدة؟ بل كيف سيتم التعامل مع الإقليم الشقيق وقيادته التي ذبحت انسانيتها على عتبات دماج ؟ وفي الأخيرإذا ذهب الحجوري وطلابه الى الحديدة أين ستذهب حكومة الوفاق عندما تقف عاجزة عن حماية نفسها.